الغد-تيسير النعيمات
أكد رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن هيثم مستو، أن الأردن تمكن من إدارة حركة الطيران المدني بكفاءة واقتدار، رغم التحديات التي فرضتها الأحداث الإقليمية الأخيرة، وذلك بفضل التنسيق المستمر بين الجهات المدنية والعسكرية.
وقال مستو، خلال مشاركته في منتدى التواصل الحكومي أمس، إن الخيارات أمام الأردن كانت واضحة: إما الإغلاق الكامل، أو اللجوء إلى "الإغلاق التكتيكي المرحلي"، مشيرًا إلى أن ما جرى تطبيقه فعليًا هو نموذج يعتمد على تقييم المخاطر لحظة بلحظة، وبالتنسيق مع شركات الطيران العالمية والدول المجاورة.
وشدد على أن أمن وسلامة الأجواء الأردنية يمثل أولوية قصوى، معتبرا أن إدراج دولة كغير آمنة للطيران يشكل "مصيبة"، لما لذلك من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد والسياحة وسمعة الدولة.
عبور الطائرات انخفض %36
وبيّن مستو أن عدد الطائرات العابرة للأجواء الأردنية كان قد بلغ نحو 285 طائرة يوميا حتى ما قبل 12 يوما، قبل أن ينخفض بنسبة 36 % نتيجة التطورات الإقليمية، إلا أن هذه التراجعات ليست دائمة، إذ يُتوقع أن تستأنف الشركات رحلاتها المعتادة قريبًا.
ولفت إلى أن الهيئة تمكنت من الحفاظ على عبور أكثر من 190 طائرة، أي ما نسبته 64 % من العدد المعتاد، كما استمرت حركة الشحن الجوي دون تراجع كبير، بفضل استمرار التنسيق بين الجهات المعنية.
وأكد أن الهيئة تتابع التطورات بشكل مستمر، وأن أي قرار بالإغلاق أو تغيير مسارات الرحلات الجوية يتم وفقا لتقدير حجم المخاطر، وبما يضمن السلامة أولا.
تشديدات فنية
وعمليات احترازية
وأشار مستو إلى أن الهيئة طلبت من جميع شركات الطيران تزويد الطائرات القادمة إلى الأردن بكميات إضافية من الوقود، تحسبا لأي تغيير طارئ في مسار الرحلة، مؤكدًا أن أي رحلة يتم تأجيلها أو إلغاؤها يكون بسبب تهديد محتمل.
وأوضح أن المجال الجوي الأردني ما يزال يعمل بانتظام ولم تسجل أي مخاطر على الرحلات المغادرة أو القادمة، مشيرًا إلى أن جميع الطائرات العابرة والمستخدمة للأجواء الأردنية تخضع لإشراف هيئة تنظيم الطيران المدني.
وبشأن تعويضات المسافرين عن التأخير، قال مستو إن الظروف الراهنة تُصنف كظروف قاهرة، وبالتالي لا تُفعّل حقوق التعويض كما في الحالات العادية.
الطيران ركيزة اقتصادية
وأكد مستو أن قطاع الطيران يشكل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، خاصة في مجالات السياحة والتجارة وحركة المغتربين، لافتًا إلى أن عدد المسافرين عبر مطار الملكة علياء الدولي بلغ نحو 9.5 مليون مسافر خلال عام 2023.
وأوضح أن هيئة تنظيم الطيران المدني، وهي هيئة حكومية مستقلة تأسست بموجب قانون الطيران المدني رقم 41 لسنة 2007 وتعديلاته، تتولى مسؤولية تنظيم قطاع الطيران في المملكة، بما يشمل إبرام الاتفاقيات مع الدول الأخرى بشأن تسيير الرحلات الجوية.
النوايسة: إجراءات فاعلة لمواجهة التحديات
من جانبه، أكد أمين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة، أن هيئة تنظيم الطيران المدني التزمت بتطبيق أعلى معايير السلامة والأمن والبيئة، وعملت على ضمان استمرارية حركة الملاحة الجوية رغم ارتفاع حدة المخاطر مؤخرا.
وأشار إلى أن الهيئة تبنّت مسارين في التعامل مع التوترات الإقليمية، يشملان الرحلات القادمة والمغادرة، وكذلك الطائرات العابرة، مع وجود تنسيق عسكري–مدني دائم على مدار الساعة لمراقبة الأجواء واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة.
وأكد النوايسة أن الأردن عبّر بوضوح عن إدانته للعدوان الإسرائيلي على إيران، مشددًا على أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، أدّت دورها الدستوري بكل كفاءة، في الحفاظ على سيادة الأجواء الأردنية وحماية المواطنين.