رغم أن خبراء في الشأن السياحي، أكدوا أهمية البرنامج الوطني "أردننا جنة" في دعم قطاع السياحة، لكنهم طالبوا بإعادة تنظيمه خلال الموسم المقبل.

وبين الخبراء أن رفع مخصصات "أردننا جنة"، خطوة حكومية بالاتجاه الصحيح لكن يجب توجيه هذا الدعم، ليكون نقطة محفزة للمنشآت السياحية المرتبطة بالمسار السياحي لأردننا جنة.

 

 

ورفعت الحكومة مخصصات مشروع إدارة برنامج تشجيع السياحة الوطنية لبرنامج "أردننا جنة" نحو 66.2 %، ليصل المبلغ إلى 3.450 مليون دينار، مقارنة بالمعاد تقديره للعام الحالي الذي بلغ نحو 2.075 مليون دينار.

و"أردننا جنة": هو برنامج سياحي أردني داخلي يهدف إلى تنشيط السياحة وتشجيع المواطنين على زيارة وجهات سياحية متنوعة في مختلف المحافظات".

وتقدم وزارة السياحة والآثار الدعم للبرنامج بنسبة تتجاوز 50 % من تكلفة الرحلات، التي تنفذها المكاتب السياحية، وتغطي تكاليف النقل والحافلات المجهزة ووجبات الطعام والأدلاء السياحيين. وتوفر رحلات "اليوم الواحد" ورحلات المبيت.

وبلغ عدد المشاركين في برنامج "أردننا جنة" للعام الحالي، 139 ألف مشارك، علما أن البرنامج كان متوقفا عن تسيير الرحلات منذ بداية العام حتى نيسان (أبريل) الماضي، وبلغ عدد المشاركين فيه 312 ألف مشارك في العام  الماضي.

الخبير في القطاع السياحي د. سليمان الفرجات قال "إن هذه البرامج السياحية التي اطلقتها الحكومة في وقت الأزمات مثل "جائحة كورونا" والعدوان الصهيوني الغاشم على غزة، كان هدفها دعم المنشآت السياحية والقطاع بشكل عام".

وأكد الفرجات الذي كان يشغل منصب رئيس سلطلة إقليم البترا التنموي السياحي، أن البرامج الحكومية المدعومة هي فرصة لنشر الثقافة السياحية لدى المجتمعات المحلية وتعريفهم بالمناطق السياحية والأثرية، من خلال المشاركة بتلك البرامج عبر تنظيم الرحلات، وبالتالي تعويض تلك المناطق التي تعرضت إلى خسائر ناجمة عن الأحداث  والاضطرابات السياسية في دول الجوار، وهي برامج سياحية مهمة.

وأشار إلى أن رفع المخصصات لبرنامج دعم السياحة الوطنية من خلال "أردننا جنة"، سيزيد أعداد السياح المحليين ويرفع الطلب على المنشآت السياحية وهذا ينعكس على السياحة الأجنبية الوافدة، في ظل بدء عودتهم تزامنا مع تعافي القطاع السياحي، لذا يجب توجيه هذا البرنامج وإطلاقه في المواسم التي يكون فيها عدد السياح الوافدين ضعيفا.

وأكد الفرجات أن رفع المخصصات يجب أن يكون مدروسا وموجها بالشكل الصحيح ليستفيد منه السائح المحلي والمنشآت، من خلال إقامة برامج سياحية ورحلات مناسبة، إضافة إلى تحديد مدة الرحلة مثل، رحلات "اليوم الواحد" أو إقامتها في أوقات يكون فيها الموسم

 السياحي من الوافدين ضعيفا.

وأكد الخبير السياحي حسين هلالات أن رفع المخصصات للبرامج السياحية الوطنية مهم وفعال، لكن على الحكومة توجيه هذا الدعم إلى مستحقيه من المناطق والمنشآت.

وقال هلالات "إن رفع المخصصات سيكون انعكاسه جيدا على القطاع السياحي والعاملين فيه، إضافة إلى المشاركين في حال تم تحديد آلية مناسبة لتطبيق وتفعيل هذا البرنامج، خاصة إلى المناطق التي عانت خلال فترة العدوان على غزة".

وأشار إلى أن رفع المخصصات سينعكس على زيادة أعداد المشاركين في برنامج "أردننا جنة"، خلال الموسم المقبل.

وبلغ عدد المشاركين في برنامج "أردننا جنة" منذ بداية انطلاقته في شهر نيسان (أبريل) وحتى منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين، نحو 139 ألف مشارك.

وتابع هلالات "إن رفع مخصصات البرنامج السياحي الوطني، نقطة

إيجابية وتساعد القطاع".

بدوره، قال الخبير السياحي د. نضال ملو العين "إن رفع مخصصات أردننا جنة قرار جيد وإجراء سليم، لكن يحتاج إلى مراجعة شاملة وإعادة تقييم".

وقال ملو العين "إن على الحكومة توجيه الدعم لهذا البرنامج ويجب أن تكون له دراسة جدوى اقتصادية، تبين انعكاساته كاملة على مختلف الجوانب، ومن المستفيد من هذا البرنامج".

وأضاف أن برنامج اردننا جنة يجب أن يعاد النظر في صياغته والعمل على تعديله بطريقة تتناسب مع المستجدات التي تمر بالواقع السياحي والمستقبل السياحي، ووضع خطة واستراتيجية لهذا البرنامج كي يستفيد منه القطاع بمختلف منشآته والعاملين فيه، وليس تحديدا لبعض المناطق، من أجل وضع برامج سياحية عليها".

وبين أهمية تطوير البرنامج وتحديد الأهداف الإيجابية له وتوسيع باقات المناطق، لينتشر بعدالة على المواقع السياحية والأثرية بمختلف محافظات المملكة.