أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Nov-2025

حجازين: الموسمية أبرز تحديات القطاع السياحي

 الغد-طارق الدعجة

 أكد وزير السياحة والآثار د. عماد حجازين، أن قطاع السياحة يواجه تحديات عدة، من بينها التباين الكبير بين أعداد الزوار في فترة الصيف وبقية أشهر السنة، ما ينعكس على استدامة الايرادات وتشغيل المنشآت.
 
ولفت الوزير خلال لقاء نظمته جمعية رجال الأعمال الأردنيين في عمان، أمس، إلى تحديات تتعلق بالتمويل الذي ما يزال محدودا بسبب حساسية القطاع لدى المؤسسات التمويلية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.
وأشار إلى أن البرامج التدريبية والمناهج التعليمية لا ترتقى لاحتياجات القطاع من القوى الأردنية، العاملة في السوق المحلية وفي الخارج.
وأوضح الوزير في إطار ملف العمالة، أن هناك نقاشات مع وزارة العمل حول تحفيز العمل بالقطاع السياحي، وتجاوز التحديات التي تحول دون ذلك.
وبين الوزير، أن الحكومة ملتزمة بدورها في تنظيم قطاع السياحة وتمكينه من خلال تسهيل الإجراءات، بما يضمن تعزيز مكانة السياحة في الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل مستدامة في مختلف محافظات المملكة.
وشدد حجازين على دور الشراكة الدائمة بين القطاعين العام والخاص، التي تعد أساسا لتطوير المنتج السياحي وتوسيع القاعدة الاستثمارية.
تنويع المنتج السياحي واستثمار المقومات الوطنية
وأوضح الوزير خلال اللقاء الذي ضم عددا من رجال الأعمال من قطاعات مختلفة، أن المنتج السياحي ما يزال بحاجة إلى تطوير أكبر، إذ بقي محصورا إلى حد كبير، في بعض الأنماط التقليدية، بينما يمتلك الأردن فرصا كبيرة للتوسع في سياحة المغامرات، السياحة البيئية، السياحة العلاجية، السياحة الريفية، والسياحة الزراعية وغيرها.
وقال "حان الوقت للانتقال من السياحة ذات الوتيرة التقليدية إلى نموذج أكثر ابتكارا"، مشيرا إلى أن العالم يشهد طلبا متزايدا على المنتجات المتخصصة، وأن الأردن قادر على منافسة أبرز الوجهات العالمية، إذا ما تم استثمار مقوماته بالشكل الأمثل.
ولفت إلى رؤية التحديث الاقتصادي التي تضمنت العديد من المبادرات لدعم النهوض بالقطاع السياحي عبر محور الأردن وجهة عالمية، مبينا أن القطاع  يساهم بحوالي 14 %، من الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد حجازين أن الأردن يملك ثروة كبيرة من السرديات التاريخية والدينية والثقافية القابلة للتحويل إلى منتجات سياحية ناجحة، لكن العديد منها لم يفعل بالشكل المطلوب، مشيرا إلى وجود حاجة إلى تحويل قصصنا وموروثنا وتراثنا إلى روايات سياحية معروضة، بطرق حديثة تجذب الزائر وتقدم قيمة مضافة، فالسياحة ليست مواقعا فقط، بل تجربة شاملة.
وأوضح حجازين، أن الاستثمار السياحي في الأردن ما يزال متركزا في العاصمة والبحر الميت والعقبة، بشكل يفوق حاجة السوق، في حين تحتاج المحافظات الأخرى إلى مزيد من الاهتمام والاستثمارات التي تتناسب مع إمكاناتها الواسعة.
وأشار إلى وجود فرص كبيرة غير مستغلة في دول الخليج العربي والمغرب العربي، التي يمكن الوصول إليها عبر تعزيز الربط الجوي وتكثيف الحملات الترويجية، مبينا أن الأسواق العربية والإقليمية، تشكل اليوم ما نسبته 70 إلى 75 %، من مجموع السياح القادمين.
وحول تطوير شبكات الربط الجوي، أوضح حجازين أن الأردن بحاجة إلى خطوط طيران مباشرة مع أسواق جديدة، لم يتم استهدافها بالشكل الكافي.
العلاونة: التركيز على قطاع السياحة العلاجية لاستعادة مكانة الأردن كوجهة رائدة بالمنطقة 
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين أيمن العلاونة "إن قطاع السياحة في المملكة يعد أحد الركائز الأساسية المساهمة في نمو الاقتصاد الوطني، وقد تأثر خلال العامين الماضيين بالاضطرابات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة".
وأضاف أنه مع تعافي الأوضاع في المنطقة، استعادت السياحة الأردنية نشاطها تدريجياً، حيث ارتفع الدخل السياحي خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الحالي،ؤ  ليصل إلى نحو 6 مليارات دولار، مسجلا زيادة بنسبة 6.8 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. 
وبين أن التحسن جاء مدفوعا بحزمة من القرارات الداعمة والمبادرات التنموية التي ساهمت في تحفيز القطاع، إلى جانب تزايد الطلب على الأردن من مختلف الأسواق السياحية، ما انعكس إيجابا على مؤشرات الأداء السياحي التي واصلت مسارها التصاعدي بثبات.
وشدد على ضرورة التركيز على قطاع السياحة العلاجية، لاستعادة مكانة الأردن كوجهة رائدة للسياحة العلاجية في المنطقة، مستفيداً من المراكز الطبية المتقدمة والخدمات الصحية عالية الجودة، فضلاً عن المقومات الدينية والتاريخية الغنية التي تجعل المملكة وجهة مميزة للزوار الدوليين.
وأشار إلى أن برامج التحفيز للاستثمار السياحي تمثل أداة محورية في دعم نمو القطاع وتعزيز تنافسيته، من خلال تقديم حوافز جاذبة للمستثمرين، وتوفير فرص عمل جديدة، وتنمية الكفاءات والمهارات المحلية، بما يساهم في ترسيخ مبادئ الاستدامة الاقتصادية وزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
وبين العلاونة أن تعزيز جهود الترويج السياحي للمملكة وتنويع الأسواق المستهدفة، يأتيان ضمن المساعي الرامية إلى ترسيخ مكانة الأردن كوجهة سياحية متكاملة، قادرة على استقطاب المزيد من الزوار والاستثمارات، مؤكدا قدرة القطاع على مواصلة دوره الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة.