مددت الصين يوم الاثنين تحقيقها بشأن دعم واردات منتجات الألبان من الاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، في ظل حرب تجارية على جبهتين مع بروكسل وواشنطن تهدد بقلب نموذج نموها الموجه نحو التصدير رأساً على عقب.

 

وأعلنت وزارة التجارة أنها مددت فترة التحقيق حتى 21 فبراير (شباط) 2026، مشيرةً إلى تعقيد القضية.

 

ويأتي قرار بكين بتمديد تحقيقها في بعض منتجات الجبن والحليب والقشدة من الاتحاد الأوروبي بعد أن مدّدت في يونيو (حزيران) تحقيقاً بشأن لحم الخنزير الأوروبي، الذي تُعد بكين أيضاً من كبار مشتريه، وأعلنت في يوليو (تموز) فرض رسوم جمركية على منتجي البراندي في الاتحاد الأوروبي -مع استثناء كبار مصنعي الكونياك شريطة أن يبيعوا بسعر أدنى، أو أعلى.

 

ويقول محللون إن الصين تسعى إلى هدنة تجارية دائمة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للحفاظ على محرك صادراتها، في الوقت الذي تواجه فيه صعوبات في إصلاح نموذجها الاقتصادي، في ظل استمرار ركود الطلب المحلي.

 

واندلعت التوترات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي في عام 2023 عندما أطلقت المفوضية الأوروبية -التي تشرف على السياسة التجارية للاتحاد- تحقيقاً لمكافحة الدعم في السيارات الكهربائية المصنعة في الصين، متهمةً بكين بإغراق السوق بصادرات مدعومة من الدولة.

 

وفي أبريل (نيسان) من هذا العام، صرّح متحدث باسم المفوضية الأوروبية بأن الاتحاد الأوروبي والصين اتفقا على النظر في تحديد حد أدنى لأسعار السيارات الكهربائية المصنعة في الصين بدلاً من الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي العام الماضي... ولكن لم يتوصل الجانبان إلى اتفاق بعد.

 

وقالت إيفن روجرز باي، المحللة في شركة «تريفيوم تشاينا» ومقرها بكين والمتخصصة في الزراعة: «لا تزال بكين تأمل في التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن قائمة طويلة من النزاعات التجارية». وأضافت: «يُعدّ هذا التحقيق -إلى جانب التحقيق في لحوم الخنزير من الاتحاد الأوروبي، والذي مُدّد في يونيو- ورقة تفاوضية مهمة في المفاوضات الجارية حول رسوم الاتحاد الأوروبي الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية الجديدة».

 

وأعلنت الصين عن التحقيق في منتجات الألبان قبل عام، بعد يوم من مراجعة بروكسل للرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية صينية الصنع، لكنها امتنعت عن التخلي عنها كما حثّت بكين.