ألبرتا (كندا) – رويترز: يجتمع قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في جبال روكي الكندية بدءاً من الأحد وسط انقسامات متزايدة مع الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية والتجارة، إذ تسعى كندا التي تستضيف القمة جاهدة لتجنب الصدام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويقول رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن أولوياته تتمثل في تعزيز السلام والأمن وبناء سلاسل توريد المعادن المهمة وخلق فرص عمل. لكن من المتوقع أيضاً أن تتصدر قضايا مثل الرسوم الجمركية الأمريكية والصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا جدول أعمال القمة.
وستعقد القمة في منتجع كاناناسكيس الجبلي، على بعد حوالي 90 كيلومتراً غربي كالغاري.
وفي آخر مرة استضافت كندا القمة في عام 2018، غادر ترامب قبل أن يندد برئيس الوزراء الكندي آنذاك جاستن ترودو ووصفه بأنه «غير نزيه وضعيف للغاية» وأمر الوفد الأمريكي بسحب موافقته على البيان الختامي.
وقال رولاند باريس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوتاوا والذي كان من مستشاري ترودو «سيتكلل هذا الاجتماع بالنجاح إذا لم يتسبب دونالد ترامب فيما يعرقل الأمر بأكمله. أي شيء ما عدا ذلك لن يشكل أزمة».
ومزح ترامب مراراً بشأن ضم كندا وسيصل في وقت هدد فيه كارني بالرد إذا لم تلغ واشنطن الرسوم الجمركية التي فرضتها على الصُلب والألومنيوم.
وقال جوش ليبسكي، مدير الاقتصاد الدولي في «المجلس الأطلسي»، وهو مؤسسة بحثية، كما كان من قبل مسؤولاً في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية «أفضل الاحتمالات…عدم وجود انتكاسات من وراء الكواليس».
قال دبلوماسيون إن كندا تخلت عن فكرة إصدار بيان مشترك شامل، وستصدر بيانات موجزة بدلاً من ذلك، على أمل الحفاظ على التواصل مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول كندي كبير للصحافيين إن أوتاوا تريد التركيز على الإجراءات التي يمكن أن يتخذها الأعضاء السبعة معا وهم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.
وقال السناتور الكندي بيتر بوم، وهو دبلوماسي سابق مخضرم كان ممثلاً شخصيا لترودو في قمة 2018، إن ما بلغه هو أن القمة ستستمر لفترة أطول من المعتاد لإعطاء الوقت لعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس الأمريكي.
ومن بين الضيوف المتوقع حضورهم القمة التي تستمر من الأحد إلى الثلاثاء قادة من أوكرانيا والمكسيك والهند وأستراليا وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، وجميعهم لديهم أسباب تدفعهم إلى الرغبة في التحدث إلى ترامب.
وقال بوم عبر الهاتف «سيريد الكثيرون التحدث إلى الرئيس ترامب بشأن اهتماماتهم ومصالحهم الخاصة ومخاوفهم».
وذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى يوم الجمعة أن مناقشات ستشمل التجارة والاقتصاد العالمي، والمعادن النادرة وتهريب المهاجرين والمخدرات وحرائق الغابات والأمن الدولي والذكاء الاصطناعي وأمن الطاقة.
وأضاف «الرئيس حريص على تحقيق أهدافه في جميع هذه المجالات، بما في ذلك تحقيق العدالة وتبادل المنفعة في العلاقات التجارية الأمريكية».
يقول ماكس برجمان المدير في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن أول قمة دولية يحضرها ترامب ستقدم بعض المؤشرات المبكرة على ما إذا كان مهتما بالعمل مع الحلفاء لحل المشكلات المشتركة.
وأضاف «السؤال الطاغي هنا هو بالأساس ما إذا كانت الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بأُطر عمل مثل مجموعة السبع؟ هذا سيكون الاختبار الكبير».