الدستور
وفقًا لتقديرات أولية، فإن إنتاج المملكة من زيت الزيتون لهذا العام سيتراجع من 24 ألفًا إلى 16 ألف طن، ما يعني حدوث نقص في تغطية حاجة السوق بحوالي 4 آلاف طن، حيث يبلغ الاستهلاك المحلي من هذه المادة الأساسية 20 ألف طن سنويًا ويتم تغطيته بالكامل كل عام في ضوء ارتفاع المساحات المزروعة خلال السنوات الماضية.
ستشهد معظم مناطق المملكة، وخاصة الشمالية منها، انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج هذا الموسم بنسبة تصل في بعضها إلى أكثر من 50% و70% في المجمل، علمًا بأن مزارع الزيتون بمساحات كبيرة لن يصل إنتاجها لأكثر من 5% إلى 10%. ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى ضعف الموسم المطري السابق، إضافة إلى عدم تحوط المزارعين والمستثمرين في هذا القطاع بإجراءات احترازية لمواجهة سنوات الجفاف، واعتمادهم بالكامل على الأمطار واتباع أساليب حديثة لتجويد الإنتاج.
ستقدر وزارة الزراعة واقع الإنتاج ونسبة تراجعه بعد بدء تشغيل المعاصر الذي بدأ اعتبارًا من الخامس عشر من الشهر الجاري، حسب ما قاله الناطق الإعلامي باسمها الزميل لورانس المجالي. ليصار بعدها إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات اللازمة لتغطية النقص المتوقع في السوق المحلي، حيث تم إيقاف تصدير ثمار الزيتون إلى الخارج والمتعاقد عليها من قبل مزارعين مع تجار من عرب 48 وقوامها 4 آلاف طن سنويًا، لتوفير الكميات محليًا.
كما سيتم فتح باب الاستيراد من منشأ محددة وضمن ضوابط ومحددات معينة لتعويض التراجع في الإنتاج، مع توقعات بارتفاع أسعار الزيت لهذا العام بنسبة لا تقل عن 10%-20%.
تشير المعطيات السابقة إلى أن قطاع الزيتون قد يحافظ على تراجعه خلال السنوات المقبلة لأسباب لا تقتصر على انخفاض الهطولات المطرية، وإنما لارتفاع كلف الإنتاج وعدم قدرة المزارعين على التماشي معها، ما أدى إلى إهمال كثير من المزارعين للأشجار تدريجيًا.
تشكل برامج وزارة الزراعة حافزًا للمزارعين للمحافظة على أشجار الزيتون من خلال توفير الأسمدة والمعدات الزراعية والإرشاد بشكل مستمر والزيارات الميدانية واستصلاح الأراضي وتحسين ظروف الزراعة فيها.
إن المحافظة على إنتاج الزيت والزيتون سنويًا يتطلب إعادة تقييم تلك البرامج والتوسع في تنفيذها لتشمل كافة المناطق، ومساعدة المزارعين على استيعاب ارتفاع الكلف وتوفير المعدات الزراعية اللازمة مثل التراكتورات، واستخدام أساليب جديدة للتسويق محليًا وخارجيًا، وضرورة إقامة مكاتب مستمرة للإرشاد الزراعي ولو بشكل موسمي ومؤقت كل عام.