أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Jul-2025

تطوير ريادة الأعمال.. طريق واسع لجذب الاستثمار وتوفير فرص العمل

 الغد-إبراهيم المبيضين

 بعدما دعت الجامعة الدول العربية الشهر الماضي للتركيز على دعم ريادة الأعمال في المنطقة العربية، باعتبارها أداة لتحقيق النمو والتكامل الاقتصادي العربي، أكد خبراء محليون أن الأردن قادر على أن يستفيد في هذا المجال عبر تطوير منظومة العمل فيه والبناء على ما تم إنجازه سابقا.
 
 
وبينما تشير أرقام غير رسمية إلى أن قطاع ريادة الأعمال في الأردن يضم ما يقارب 400 شركة تقنية تخدم قطاعات اقتصادية، يوضح الخبراء أهمية توفير سبل الدعم المختلفة لريادة الأعمال والشركات الناشئة في المملكة.
 
ويشير هؤلاء إلى أن هذا القطاع يعد من محركات النمو الاقتصادي، في ظل ما يمكن أن يسهم في توفير فرص العمل ودفع عجلة الابتكار وزيادة التنوع في المنتجات والخدمات فضلا عن الدور الذي تؤديه في استغلال طاقات الشباب وجذب الاستثمارات الأجنبية والتوسع إقليميا وزيادة الصادرات الوطنية غير التقليدية. 
 وأكدت جامعة الدول العربية نهاية الشهر الماضي أهمية الابتكار وريادة الأعمال كونهما يشكلان ركيزة أساسية للنمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لما لهما من دور مهم وأساسي لدعم الجهود المبذولة على المستوى الجماعي للتنمية المستدامة لشعوب الدول العربية ولتطوير الأداء الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة في ظل الأزمات والمتغيرات الإقليمية والدولية الحالية.
وتشير أرقام صدرت عن تقرير حديث أعلنت عنه منصة زين للإبداع "زينك"، إلى أن شركات ريادية أردنية تمكنت من استقطاب استثمارات بقيمة إجمالية تجاوزت 443 مليون دولار خلال الفترة (2018 - 2024) توزعت على 201 شركة منها 178 شركة مقرها الأردن و23 تعمل في أسواق أخرى. 
الريادة من أهم محركات النمو
وقال ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن م.هيثم الرواجبة: "إن ريادة الأعمال تُعد من أهم محرّكات النمو الاقتصادي في العالم الحديث"؛ لأنها تساهم في توفير  فرص عمل، وتدفع عجلة الابتكار، وتزيد من التنوع في المنتجات والخدمات، وتساعد على تحفيز المنافسة وتحسين الإنتاجية. 
وقال الرواجبة: "الشركات الناشئة غالبًا ما تستجيب بسرعة لحاجات السوق وتدخل في مجالات جديدة، ما يساعد على تطوير الاقتصاد وتخفيف الاعتماد على القطاعات التقليدية، كما أنها تؤدي دورًا مهمًا في استغلال الطاقات الشبابية والحد من البطالة. 
وأضاف، "وفق ما جاء في دعوة الجامعة العربية الأخيرة، فإن تعزيز بيئة ريادة الأعمال يمكن أن يُسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، فالشركات الناشئة تستطيع التعاون عبر الحدود، وإنشاء سلاسل إمداد إقليمية، ومشاريع تقنية مشتركة، ما يدعم التجارة البينية، ويرفع من كفاءة الاقتصاد العربي ككتلة واحدة، كما أن مشاركة رواد الأعمال في منصات عربية موحدة يمكن أن يسهل انتقال المعرفة ورؤوس الأموال، ويسرّع من وتيرة التنمية الشاملة".
خطوات فعالة لتطوير بيئة ريادة الأعمال 
ويرى الرواجبة أن الأردن يُعد من الدول العربية الرائدة في مجال ريادة الأعمال، لكنه ما يزال بحاجة إلى خطوات أكثر فعالية لتطوير منظومة ريادة الأعمال المحلية، منها تحسين البيئة التشريعية وتبسيط إجراءات تسجيل الشركات الناشئة، وتقديم حوافز ضريبية خاصة بها.
وقال: "يجب العمل محليا على توفير وسائل تمويل ميسّر من خلال دعم صناديق الاستثمار المغامر وتسهيل حصول الشركات على القروض الصغيرة بفوائد منخفضة، وتعزيز المهارات الريادية من خلال إدخال مفاهيم ريادة الأعمال في المناهج الجامعية، ودعم برامج تدريبية تستهدف تطوير الأفكار وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتنفيذ".
ولفت إلى أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه الحاضنات والمسرّعات، إذ يجب العمل على زيادة عدد الحاضنات والمسرعات في جميع المحافظات، وربطها بقطاعات اقتصادية إستراتيجية مثل التكنولوجيا الزراعية، والسياحة، والطاقة المتجددة، كما يجب العمل على دعم الشركات الناشئة في الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال معارض، واتفاقيات تصدير، ومنصات تجارة إلكترونية عربية موحدة". 
وكان التقرير الوطني للأردن ضمن المرصد العالمي لريادة الأعمال أظهر تقدمًا لافتًا للمملكة في عدد من مؤشرات ريادة الأعمال، إذ احتلت المرتبة الثانية عربيًا بين الدول العربية السبع المشاركة في التقرير في مؤشر نشاط ريادة الأعمال في مراحله المبكرة، إذ حلّ الأردن ثانيًا عربيًا في مؤشر ملكية الأعمال القائمة، كما سجل التقرير تحسنًا في البيئة التمكينية لريادة الأعمال، خصوصًا في مؤشرات مثل، ديناميكيات السوق، السياسات الحكومية، برامج الدعم، وتنظيم الدخول إلى السوق. 
توفير وظائف جديدة 
وقال الخبير الاقتصادي والاستثماري وجدي مخامرة:  "ريادة الأعمال والشركات الناشئة تتمتع بأهمية اقتصادية كبيرة، كما أن تأثيرها في الوطن العربي - وخاصة الأردن- يمكن أن يكون قويا. 
وأوضح مخامرة أن الأهمية الاقتصادية لريادة الأعمال تتمثل في توفير فرص العمل، إذ إن الشركات الناشئة هي المحرك الرئيس لتوفير وظائف جديدة، خاصة للشباب، ما يقلل البطالة ويحفز القوة الشرائية. 
ولفت إلى أن الريادة تحفز الابتكار وتعزز الإنتاجية إذ يقدم الرياديون حلولاً مبتكرة للتحديات المحلية والعالمية، ما يرفع كفاءة الاقتصاد وينافس عالمياً، فضلا عن دورها في تنويع الاقتصاد، وتقليل الاعتماد على القطاعات التقليدية (كالنفط في بعض الدول العربية) وتعزز قطاعات مثل التكنولوجيا والخدمات الرقمية.
جذب الاستثمار وزيادة الصادرات
وأكد مخامرة أن الشركات الناشئة الواعدة والمبتكرة قادرة على جذب الاستثمار الأجنبي ما يسهم في إدخال العملة الصعبة وتعزيز الاحتياطيات الأجنبية في الأردن، كما أن تمكين الشركات الناشئة من التوسع إقليمياً وعالمياً يزيد من الصادرات غير التقليدية.
كما توفر ريادة الأعمال مساراً بديلاً عن الوظائف الحكومية، وتسهم في إدماج الفئات المهمشة اقتصادياً. 
وأضاف مخامرة "بالتالي، فإن تأثير ريادة الأعمال على اقتصاد الوطن العربي تتمثل في مواجهة البطالة، وتحقيق التنويع الاقتصادي ودفع التحول الرقمي ووقف هجرة الأدمغة ومعالجة التحديات المجتمعية". 
ريادة الأعمال تواجه تحديات 
ورغم ما وصلت إليه منظومة ريادة الأعمال المحلية فإن مخامرة يرى أنها تحديات تجب مواجهتها للتطوير ومنها، ضعف التمويل من ناحية نقص الاستثمار المغامر، والقروض الملائمة للمراحل المبكرة، وتعقيد الإجراءات مع وجود بيروقراطية لتسجيل الشركات وعدم وضوح التشريعات. 
وقال: "من التحديات، قلة المهارات الريادية ووجود فجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، وصغر السوق المحلي وصعوبة التوسع دون دخول أسواق عربية مجاورة، ونقص البنية التحتية من حيث محدودية حاضنات الأعمال خارج عمان وضعف الإنترنت في بعض المناطق". 
ولخص مخامرة قائلا: "ريادة الأعمال في الأردن والوطن العربي هي مفتاح النمو الاقتصادي، لكنها تحتاج إلى شراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي، واستدامة الدعم عبر سياسات طويلة المدى، وتوطين التكنولوجيا لخلق حلول محلية، وتمكين المرأة والشباب كقوة ريادية رئيسة". 
وبين أنه بتحقيق هذه الشروط، يمكن للأردن أن يصبح مركزاً إقليمياً للابتكار، ويسهم بشكل جذري في النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. 
الريادة وتطويع التقنية 
ومن جانبه، قال الخبير في مجال الاقتصاد والتقنية وصفي الصفدي: "ريادة الأعمال لها أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني من عدة جوانب تكمن أهميتها: بتوفير فرص عمل والحد من البطالة، والاستفادة من التطور التكنولوجي وتحويل الأفكار إلى منتجات وخدمات توفر احتياجات الناس ظهرت أهميتها خلال جائحة كورونا وكيف تم تطويع التكنولوجيا لخدمة الناس وتوفير احتياجاتهم نماذج وأرقام حول أثر الريادة".  
وأكد الصفدي أن ريادة الأعمال تقوم بدور تكميلي إذ إنها تسد الثغرات التي تعجز الدولة عنها بتوفير فرص عمل ومن خلال مراجعة أثر ريادة الأعمال على الاقتصاد في بعض البلدان فإن ريادة الأعمال تسهم بما يناهز 50 % في الاقتصاد الأميركي، 60 % الصين، و70 % هونج كونج، وأيضا قامت السعودية بتبني رؤية 2030 والتركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة لريادة الأعمال، حيث وضعت هدفا ليصل مساهمة ريادة الأعمال إلى نسب تتراوح بين 20 % و35 % في الاقتصاد الوطني. 
وأضاف الصفدي، "بناء على هذه المعطيات، قامت الدول بتوفير صناديق استثمارية وتبنت الشركات حاضنات للأعمال لدعم تلك المشاريع لما لها ما آثار على الاقتصاد الوطني بحيث تساهم تلك الصناديق بتوفير الدعم المادي والتدريب المناسب لأصحاب المشاريع لإطلاق مشاريعهم لخدمة المجتمعات المحلية والدولية".
ريادة الأعمال الحقيقية ومتطلباتها
وبين الصفدي أن ريادة الأعمال الحقيقية تشمل عملية تحديد وإنشاء، ومتابعة فرص الأعمال المبتكرة بهدف توليد القيمة وحل المشكلات وتحقيق النمو المستدام، لافتا إلى أن الريادة مفهوم يتجاوز مجرد بدء عمل تجاري؛ إذ يتعلق الأمر بالمخاطرة المحسوبة والتكيف مع التغييرات والعمل المستمر لإحداث تأثير إيجابي".
وأشار إلى أن الريادي يعمل على إنشاء مشروع وتطويره وإدارته بهدف تحقيق الربح وتلبية احتياجات معينة في السوق والعمل على سد تلك الفجوات من خلال الابتكار.  
وأكد أنه حتى يتجنب رواد الأعمال أن يكون عملهم مجرد "موضة" أو "صيحة" يجب عليهم التركيز على بناء أساس متين عند إنشاء مشروعهم مع التركيز على ما يلي (إنشاء القيمة، والاستدامة، والتعلم المستمر والتكيف مع المتغيرات ومجابهة التحديات وعم الاستسلام في مواجهة التحديات، والقدرة على بناء فرق متجانسة، وتلبية احتياجات السوق والمستلهكين مع مراعات التغير في أذواقهم وسلوكياتهم). 
وأشار إلى أهمية توفير الدعم الحكومي في جوانب عدة لتطوير بيئة ريادة الأعمال وخصوصا في مجال توفير أوجه تمويل لا سيما للشركات في مرحلة الفكرة، وتطوير البيئة التشريعية والقوانين التي تمس عمل الرياديين، وتطوير النظام التعليمي والانتقال به من التلقين إلى مفاهيم الابتكار والتعليم التقني.