أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Dec-2024

صالح: الدفع الإلكتروني يحارب الفساد ويوفر الجهد والوقت

 الرئيس التنفيذي لـ«مدفوعاتكم» في لقاء مع «الرأي»

الرأي - خولة أبوقورة
الأردن يمتلك بنية تحتية متطورة للتحول المالي الرقمي
 
ثلث مدفوعات الناتج المحلي الإجمالي جرت إلكترونياً
 
فيروس «كوفيد 19» ساهم بشكل كبير في التحول الرقمي
 
يؤمن الريادي ناصر صالح المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «مدفوعاتكم» بضرورة مواكبة متطلبات العصر والتحول الرقمي لما لها من دور فعال في تطور المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا كما لها دور أساسي في محاربة البيروقراطية والفساد.
 
كما يؤمن صالح، الذي حاز وسام الملك عبد الله الثاني للتميز، بأن الصبر والإرادة والاستمرارية والمثابرة والابتعاد عن السلبية والمحبطين هي الأدوات لبلوغ النجاح.
 
عمل صالح على نقل خبراته التي تعلمها خلال حياته العملية وعمله في الغربة إلى وطنه الأردن الذي ولد ونشأ به، فكان مشروعه الريادي «مدفوعاتكم».
 
وتولدت الفكرة لديه عند عودته إلى أرض الوطن 2008 ليجد أن الفواتير مازالت تُدفع بشكل نقدي وتقليدي ولم يدخل نظام الدفع الإلكتروني أو الدفع بالبطاقات للمملكة بعد، في حين يعمل عليه منذ سنوات في السعودية.
 
يقول ناصر: خلال مسيرتي الدراسية في الجامعة أخذت مساقين ليس لهما علاقة في تخصصي ولكن كان لهما دور كبير في التأثير على مسيرتي المهنية وتغيير مسار حياتي، أحدهما صحة الفم والأسنان حيث قالت لنا مدرسة المساق: «كل ما تدرسونه سيفيدكم في طريقة التفكير، لكنكم في الحياة العملية ستعملون في أمور أخرى وتخوضون أعمالاً ليس لها علاقة في دراستكم».
 
أما المساق الآخر فكانت دورة تدريبية ليس لها علاقة بالهندسة، وهي دورة برمجة اكتشف من خلالها حبه للبرمجة التي كانت نقطة البداية لنجاحاته.
 
بعد التخرج وجد عملا في تخصصه لكنه لم يجد نفسه في تلك الوظيفة، ليبدأ البحث عن شغفه فعمل شركة أميركية موجودة في الأردن تعمل على برامج للبنوك والبورصات، فعمل على بورصة الدوحة وعمان.
 
وهنا بدأ عمله مع المدفوعات من خلال البنوك، ومن ثم اتجه للعمل في السعودية متقلدا منصب مدير الدفع الإلكتروني في بنك الراجحي، فتعرف على الدفع الالكتروني وطريقة الاكتتاب بالأسهم الإلكترونية.
 
وخلال عمله في السعودية بدأ مشروع «سداد» وقام به البنك المركزي السعودي بربط جميع البنوك مع جميع المفوترين وكان خلالها مدير المشروع لبنك الراجحي.
 
ومن هنا بدأت الفكرة لفتح مشروع «مدفوعاتكم» ونقل فكرة «سداد» إلى المملكة. فقدم مشروعه لحاضنة الأعمال «أويسيس» وفي عام 2010 لاحظ استحسانا في ذلك الوقت وبدأ المشروع في تشرين الثاني 2011 بتمويل قدره 10 آلاف دينارعملنا به نموذجا لشرح الفكرة ومن ثم بدأ الأقارب في دخول المشروع لمساعدته على التمويل. واستغرق عامين للحصول على موافقة بنكين لاعتماد هذه الآلية.
وخلال ذلك تعثرت الشركة لنقص التمويل وكان يبحث عن طريقة للتواصل مع البنك المركزي لطرح الفكرة عليه، فتواصل عن طريق الفاكس مع البنك لتعجب الفكرة محافظ البنك المركزي السابق الدكتور زياد فريز الذي يملك فكرا مستنيرا ونظرة مستقبلية ثاقبة، وسار على خطاه معالي الدكتور عادل شركس واستمر في الاهتمام بالدفع الإلكتروني اضافة الى الدكتور ماهر الشيخ الذي أولى اهتماما به، واستقبلوا الفكرة بترحاب ونصحوه بالاتحاد مع إحدى الشركات الكبرى، وبالفعل تحالف بالمناصفة مع شركة NI التي كان اسمها فيزا الأردن في ذلك الوقت وتقدم للعطاء الذي طرحه البنك المركزي وفاز به.
 
وفي عيد العمال عام 2014 أطلقت خدمة مدفوعاتكم، وبدأ في التعامل مع بنكين وخلال عامين انضم لمدفوعاتكم جميع البنوك وعرفت بـ"إي فواتيركم» في 2018، وخلال هذه الفترة لم يكن هناك أرباح ودخل العديد من المستثمرين، بنوك ومستثمرون سعوديون لتمويل المشروع.
 
وأرجع صالح نجاح شركته إلى رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يسعى دوما للتطور والتطوير ودعم الأفكار الريادية التي من شأنها محاربة الفساد وتوفير الشمول المالي، إضافة إلى تبني البنك المركزي لفكرته وأيضا، كان للجمارك الأردنية دور كبير في إنجاح مشروعه «حيث عملنا مع المهندس أحمد العالم الذي يتمتع بمهنية عالية وخبرات ساعدت الجمارك على التحول الرقمي».
 
«$» حاورت الرئيس التنفيذي للشركة صالح للتعرف على إنجازاتها وخططها المستقبلية..
 
ما دور «مدفوعاتكم» في تحسين تجربة الدفع الإلكتروني في الأردن؟
 
عملت «إي فواتيركم» على رفع درجة الشمول المالي في المملكة، حيث تعمل مدفوعاتكم على تسهيل سبل الدفع على المواطنين عن طريق توفيرجميع أنواع الدفع الإلكتروني لدى القطاعات الحكومية أو الخاصة من مدارس جامعات ومؤسسات رسوم اشتراك الدفع الإلكتروني عبرالعديد من القنوات إما عن طريق الحسابات البنكية أو محافظ شركات الاتصالات، فجميع المفوترين موجودون عبرهذه القنوات.
 
ويبلغ عدد المفوترين نحو 600 مفوتر، ونتعامل مع نحو ألف مؤسسة من بنوك ومحافظ ووكلاء دفع.
 
فمدفوعاتكم مربوطة حاليا مع جميع البنوك والمحافظ، وأي شخص يمكنه الدفع من خلال «إي فواتيركم» من خلال التطبيق أو هذه المحافظ أو من خلال محلات الصرافة أوالبريد الأردني الموجود في جميع المحافظات.
 
كما يوجد لدينا أكشاك ووكلاء ونقاط دفع لإي فواتيركم في بعض محلات السوبرماركت والبقالات في جميع أرجاء المملكة وحتى في المناطق النائية، فنحن نسعى للوصول لجميع أطياف المجتمع في شتى المناطق.
 
وكان لذلك نتائج عظيمة حيث أن ثلث الناتج المحلي للمملكه تم دفعه عبر مدفوعاتكم ما حقق وفرا وأصبح الأردن من الدول المتقدمة في الدفع الإلكتروني.
 
كيف تحافظ مدفوعاتكم على مكانتها كبوابة دفع إلكتروني رائدة في الأردن؟
 
المنافسة دائما موجودة وقنوات المنافسة هي الدفع النقدي أو الدفع مباشرة عبر البطاقات في المؤسسات، لذلك نحرص دائما على أن تكون الخدمة الرقمية التي نقدمها سهلة وأن تكون رسومها بسيطة.
 
كما نحافظ على الريادة بمواكبة جميع التطوارت التكنولوجية العالمية الخاصة في القطاع المالي؛ فالتكنولوجيا في تغير مستمر. لذلك نعمل دوما لتطوير البرامج وآليات الدفع بأعلى المواصفات العالمية، ونتابع أحدث التطورات في القطاع وندفع مبالغ طائلة لتحديث أنظمتنا للبقاء في الصدارة ونعمل دوما على إدخال تقنيات جديدة، منها على سبيل المثال غيرنا البرامج كافة العام الماضي لتطابق أفضل المواصفات العالمية. كما نعمل حاليا على إدخال الذكاء الاصطناعي في التطبيق.
 
كيف تصف حال قطاع المدفوعات الإلكترونية في الأردن حاليا؟ وما أبرز التحديات والفرص التي يواجهها؟
 
يمتلك الأردن بنية تحتية متطورة جدا للدفع الإلكتروني ولكن ينقصنا التطبيق حيث أن دولاً كالإمارات والسعودية ألزمت جميع سكانها بالدفع عن طريق الدفع الإلكتروني أو البطاقات.
 
وآمل أن تتحول جميع المعاملات المالية بالبطاقات أو عبر المنصات الإلكترونية لما لها من دور كبير في تدفق المال.
 
وأرى أن التحديات التي يواجهها الدفع الالكتروني: الخوف من التغيير ومواجهة الانتقادات ومقاومة التغيير، ويمكن للأردن أن يكون أفضل من الدول المجاورة لتوفر البنية التحتية.
 
ما العوامل التي ساهمت في النمو المتسارع للمدفوعات الإلكترونية في السنوات الأخيرة؟
 
البنية التحتية المتطورة في المملكة، إضافة إلى انتشار فيروس كوفيد 19 الذي ساهم بشكل كبير في التحول الرقمي وسرّع انتشاره.
 
كيف تقارن وتقيّم بيئة الأعمال في الأردن بالنسبة للشركات العاملة في هذا القطاع مقارنة بدول المنطقة؟
 
كما ذكرنا فإن لدى الأردن جهوزية عالية وبنى تحتية متطورة، لكن سبقتنا دول الجوار بالقرار الإداري والتطبيق، كأن تلزم الحكومة المحلات الكبرى بالتعامل بالبطاقات ومن ثم التدرج للمحلات الصغرى وتلغي التعامل بالنقد وتشجع الدفع عبرالقنوات المختلفة، ولا أتحدث فقط عن إي فواتيركم.
 
فعلى سبيل المثال هناك بعض الجهات الحكومية أوقفت التعامل بالنقد كالجمرك وأمانة عمان ووزارة العمل ولعل عدم انضمام المؤسسات الأخرى إلى الدفع الإلكتروني سببه تأخُّر القرار الإداري الحاسم.
 
هل تخططون لتوسيع خدمات مدفوعاتكم لتشمل أسواقا إقليمية أو دولية أخرى؟ وما الخطط المستقبلية لتوسيع نطاق خدمات «مدفوعاتكم» ؟ وما التحديات التي تتوقعون مواجهتها؟
 
لدينا خطط عديدة، بدأنا التوسع البسيط في سلطنة عُمان لكن ليس بشكل مركزي ووطني وإنما بنوك بمفوترين. كما فزنا بعقد جديد مع كردستان العراق لبناء إي فواتيركم، وفزنا بمشروع فلسطين طبقناه لكن بقي تشغيله، ولدينا الآن فرصة للتوسع في المغرب والسعودية رغم تقدم السعودية في هذ المجال.
 
أبرز التحديات اختلاف القوانين من دولة إلى أخرى، كما أن التكاليف قد تكون أعلى.
 
هناك خدمات مستقبلية سنوفرها؛ حيث ندرس أفكارا، منها خدمة الدفع عبر الحدود للمغتربين، ليمكنهم الدفع من أماكن عملهم في الخارج بدون أن يكون لديهم حساب بنكي بالأردن وبدون أن يدفعوا عمولات إضافية.
 
هناك مشروع آخر، لكنه بحاجة إلى تمويل من جهات أخرى ويهدف إلى مساعدة المواطن والتخفيف عنه في تقسيط الفواتير كالماء والكهرباء، لكن بدون أن نتحمل عبئا في حال تخلف عن السداد.
 
كيف تشجع «مدفوعاتكم» على ثقافة الابتكار لتطوير منتجات وخدمات جديدة تعزز تجربة المستخدم ودفع النمو؟
 
نحن نتعامل مع حواضن الأعمال لمساعدة أصحاب الأفكار من الرياديين ودعمهم، كما لدينا داخل الشركة قسم للمنتجات، حيث يسعى مديرها دائما للبحث عن أفكار منتجات جديدة من خلال حاضنات الأعمال داخل الأردن وخارجها إما عن طريق التعاون معهم أو عن طريق تطبيق أفكار موجودة في دول أخرى.
 
ما مدى تأثير قنوات الدفع الأخرى عليكم وبخاصة «كليك» والمحافظ ؟
 
بالمجمل ليس لها تاثير، لكن هناك جزء قلل من حركاتنا وجزء زادها، فعلى سبيل المثال فالمحافظ وكليك يمكن التحويل منها بشكل مجاني. قبل كليك كان لابد من الدخول إلى إي فواتيركم وشحن المحفظة ودفع الرسوم، تأثرنا سلبيا بهذه لكن في المقابل ازدادت العمولة المتأتية من الأشخاص الذين يدفعون من محافظهم فواتير الكهرباء والماء.
 
ما الاستراتيجيات الرئيسية التي تتبعها «إي فواتيركم» للتكيف مع التطور السريع في المجال الرقمي وتلبية احتياجات المتعاملين والشركات المتغيرة؟
 
نتابع كل ماهو جديد في الاسواق الأقليمية والأجنبية ونستمع دوماً للعملاء وملاحظاتهم وشكاواهم لتحسين خدماتنا؛ فلدينا دائرة كاملة لمتابعة الشكاوى وايجاد أفضل الممارسات لحلها، وكان لملاحظات العملاء دور كبير في تطوير النظام.
 
هل تعرضتم للاختراق أو القرصنة سابقا؟ وكيف تضمنون أمن البيانات وحماية خصوصية العملاء في ظل التهديدات المتزايدة في الفضاء الرقمي؟
 
عندما فزنا بالعطاء مع البنك المركزي 2014 وجدنا أنه يفرض مواصفات دولية للأمن السيبراني والحماية الإلكترونية، إذ ألزمنا بتنفيذ شروط كالشروط المفروضة على البنوك، ما مكّنّا من التصدي لجميع أنواع الاختراقات ولم نتعرض حتى اليوم لأي اختراق.
 
وتقوم شركة خارجية بتقييم الوضع الأمني والحماية من الاختراقات مرتين سنويا وترفع التقارير للبنك المركزي؛ حيث تبحث هذه الشركة الدولية عن الثغرات التي يمكن الاختراق من خلالها عن طريق محاولة اختراق النظام ويعملون على حلها.
 
وفي حال قيام العميل بتحويل خاطئ.. كيف تحلون المشكلة؟
 
تحدث هذه المشاكل بسبب إدخال العميل للأرقام بشكل خاطىء، لذلك على العملاء التركيز جيدا عند إدخال الأرقام حتى لا يتعرض لمثل هذه المشاكل.
 
وفي حال حصولها نستقبل شكوى الايداع الخاطئ، ونتجه فورا إلى المفوتر «ممكن كهرباء أو مسقفات على سبيل المثال، وتكون بعض الجهات أسهل من غيرها في استرجاع الأموال كالقطاعات الخاصة التي تعيد المال أو ترصده للعميل. لكن في القطاع العام وبخاصة أموال الدولة تحتاج إلى معاملات طويلة ويأخذ حلها وقتا طويلا.
 
واستخدام تطبيق إي فواتيركم يساعد على تجنب هذه المشاكل، لأنه يعرض جزءا من الإسم ويمكن حفظ الأرقام المدخلة من أول مرة لكل عملية دفع في التطبيق ويمكن استخدامها كل مرة تحتاج لتحويل الأموال بدون الحاجة إلى إدخالها مرة أخرى ما يقلل من نسبة الخطأ.
 
كيف تقومون بجذب العملاء الجدد، وما هي استراتيجياتكم للاحتفاظ بالعملاء الحاليين؟
 
نحاول دائما توجيه العملاء وتعريفهم بجميع الخدمات التي نوفرها ونحرص دوما على حل مشاكلهم، ومن يستخدم مدفوعاتكم مرة يستمر باستخدامها لما يجده من توفير الوقت والجهد.
 
ونعمل دوما على استقطاب العملاء الجدد عن طريق حملات التوعية في البنوك والبريد من خلال موظفينا، إذ يقوم الموظف بشرح آلية الدفع لإي فواتيركم للجمهور والمواطنين الذين يقفون في الطوابير لدفع المستحقات عليهم. كما أن هناك حملات توعوية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
 
هل تتواصلون مع العملاء؟ وهل تستقبلون ملاحظاتهم؟ وهل تعملون على تحسين خدماتكم بناءً عليها؟
 
طبعا، وتقوم مدفوعاتكم بحملات للاتصال مع العملاء ونجري استطلاعات للرأي لتقييم رضاهم عن الخدمة المقدمة كما يوجد دائرة خاصة لمتابعة شكاوى العملاء.
 
فيما يتعلق بقيمة العمولات التي تتقاضونها بقيمة الصرف التي يعتبرها البعض عالية؟
 
لاعلاقة لإي فواتيركم بالقيمة العالية للعمولة، فهي مفروضة من قبل شركة البطاقات الأجنبية التي يستخدمها العميل، فهناك رسوم بوابة الدفع لهذه البطاقات.
 
لذا؛ أنصح المغتربين بفتح حسابات في أحد البنوك الأردنية أو محفظة ويغذيها ويدفع فواتيره من خلالها لتجنب دفع هذه العمولة.