العرب اليوم - ياسر مهيار - أكد وزير السياحة والاثار نايف الفايز ان الوزارة تستعد لافتتاح متحف اخفض بقعة على الأرض والذي يجاوز كهف النبي لوط عليه السلام في منطقة الاغوار الجنوبية.وقال ل¯العرب اليوم ان العمل جار على افتتاح المتحف بشكل جدي كونه سيعتبر من اهم المتاحف في الاردن وسيشكل قيمة مضافة لقطاع السياحة الاردني كون تاريخ المنطقة والقطع الاثرية التي بحوزته هي محل اهتمام اغلب سكان العالم.

واضاف انه سيتم اسقطاب الاعداد المتزايدة من السياح, وتشغيله بشكل متطور بما يسمح لابناء المجتمع المحلي في المنطقة الاستفادة منه من خلال تقديم الخدمات والمنتوجات الخاصة بهم.

واشار ان المتحف سيعمل على تحقيق اضافة نوعية لقطاع السياحة الاردني, حيث سيضيف مسارا سياحيا جديدا متكاملا الى مجموعة المسارات في المملكة, ويتيح بشكل مباشر للسياح زيارة كهف النبي لوط عليه السلام, لذلك فانه يتوقع ان يكون لهذا المتحف اهتمام كبير من قبل السياح حول العالم لما يحمله من تاريخ ديني بالغ القدم.

في المقابل كشف مصدر مطلع ان المتحف تم الانتهاء من 95 بالمئة من اعماله ويجري وضع اللمسات النهائية عليه قبيل افتتاحه بشكل رسمي خلال النصف الاول من العام الحالي ,2012 حيث يتم حاليا وضع التجهيزات والاستخدامات.

وقال ان الوزارة تستعد لاستلامه من المقاول, لتقوم بتشغيله بشكل يليق به وبمدى التاريخ الذي يمثله, حيث يتوقع ان تقوم الوزارة بتسليمه لدائرة الاثار العامة لتشغيله كون الدائرة مؤهلة لادارة وتشغيل المتحاف الاثرية في المملكة.

وحول كمية القطع الاثرية التي سيحتويها المتحف ومدى اهميتها التاريخية, كشف المصدر ان الكهف سيحتوي على قطع اثري ناردة وتعرض لاول مرة امام العالم, تم استخراج بعضها من كهف النبي لوط عليه السلام الذي يتوقع ان يكون النبي لوط عليه السلام لجأ اليه, اضافة الى العديد من القطع الاثرية بالغة القدم وتروي وتحاكي اقدم العصور التي استوطنت منطقة الاغوار في الاردن, والاعمال التي اشتهروا بها.

وسيروي المتحف الكيفية التي تم اكتشاف كهف النبي لوط عليه السلام, وعين عباطه التي تعرف بدير النبي لوط عليه السلام, كما وسيروي تفاصيل حياة ومعيشة سكان اخفض بقعة على الارض وما اشتهروا به من انتاج وصناعات وزخارف.

كما وسيروي تفاصيل الاستقرار البشري في منطقة الاغوار الجنوبية في فترة العصر البرونزي الوسيط قبل حوالي 3500 عام, اضافة الى حضارة الانباط العربية التي وصل حكمها الى ساحل البحر الميت, وصولا الى فترة الفتوحات الاسلامية التي قامت الحضارة الاسلامية في حينها بالاهتمام بالموقع.

وكشف انه نظرا لاهمية الموقع الدينية فانه يتوقع ان يشهد اقبالا متزايدا من قبل السياح من مختلف دول العالم, كون التاريخ الذي سيمثله ينال اهتمام شريحة كبيرة من سكان العالم خاصة قصة البني لوط عليه, كما وانه يجاور كهف النبي لوط عليه السلام مما يتيح للسائح عيش التجربة والقصة التاريخية للموقع والمنطقة.

واكد انه يتوقع ان يكون لهذا المتحف مسار خاص به او ان يتم ربطه سياحيا بالمسارات المجاورة, في مسار بانوراما البحر الميت او العقبة, حيث يتيح للسائح زيارة المتحف والكهف ومن ثم التوجه الى باقي المواقع السياحية والدينية الجنوبية القريبة مثل موقع المغطس والبحر الميت والبترا ووادي رم والعقبة.

وترجع فكرة إقامة المتحف في اخفض بقعة على الأرض الى التسعينيات من القرن العشرين من قبل دائرة الآثار العامة وبالتعاون مع الدكتور كوستانتينوس بوليتسفي في عام ,1996 وذلك أثناء إدارته لمشروع حفريات موقع دير عين عباطة (كهف النبي لوط عليه السلام) الذي ارتبط بقصة النبي لوط عليه السلام, حيث تم إلاعلان عن الموقع كمكان ديني ذي قداسه عام .1995

وفضلا عن أهميته كمكان ديني وأهميته التاريخية فإن موقعه على مستوى 300م تحت مستوى سطح البحر يجعله نموذجيا لإنشاء المتحف.

ونظراً لاحتواء مبنى المتحف على حيز مخصص لبيع التذكارات والهدايا, وانطلاقاً من ربط المجتمع المحلي بالمتحف وتوفير فرص عمل لبعض المواطنين, فانه سيتم تسليم دكان المتحف لأحد الجمعيات الخيرية النسائية في منطقة الأغوار الجنوبية والتي تقوم بإنتاج الأعمال اليدوية والحرفية لعرضها في المتحف وإعطاء الجمعية الفرصة لتسويق منتجاتها واتاحة فرص العمل لبعض سيدات المنطقة.