الغد- م. فادي سوداح
بحسب أحدث التقارير الصادرة عن مؤسسة جارتنر Gartner - The Top AI Trends for 2025 حول أبرز اتجاهات الذكاء الاصطناعي للعام الحالي، تم استعراض أهم التوجهات التقنية التي ستشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي. وتناول التقرير بالتحليل العميق المجالات التي ستشهد تبنيًا متسارعًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتحديات التي تواجه المؤسسات، إلى جانب الابتكارات التي يُتوقع أن تقود المرحلة المقبلة من التحول الرقمي. إحدى أبرز النقاط التي تم التأكيد عليها أن الذكاء الاصطناعي ليس تقنية موحدة، بل هو مزيج من التقنيات والنماذج والتطبيقات التي تتفاعل ضمن سياقات محددة. ويشير ذلك إلى ضرورة التعامل مع الذكاء الاصطناعي كمنظومة متكاملة وليس مجرد أداة.
أظهر تقرير جارتنر أن المؤسسات التي نجحت في تحقيق قيمة ملموسة من الذكاء الاصطناعي قامت بذلك من خلال التكامل بين فرق متعددة التخصصات وتطبيق نماذج حوكمة واضحة. وبحسب استطلاع حديث، فإن المؤسسات التي أنشأت فرقًا تعمل في بيئة تعاونية بين الأعمال والتقنية كانت أكثر قدرة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. كما تم التأكيد على مفهوم "العمل المعزز بالذكاء الاصطناعي"، حيث لا يُقصى العامل البشري بل يُدمج في العملية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لزيادة الكفاءة وتحسين النتائج. وقد أظهرت تجارب مؤسسات رائدة أن الدمج السليم بين الإنسان والآلة يعزز الثقة ويقلل الأخطاء.
أهمية الحوكمة والأخلاقيات
أكد التقرير أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُدار من خلال أطر حوكمة تضمن الشفافية، قابلية التفسير، العدالة والأمان. وأشار إلى أن عدم وجود إطار حوكمة واضح يهدد بإضعاف الثقة ويعرض المؤسسات لمخاطر تنظيمية وقانونية.
استراتيجيات الاستخدام
التوليدي والتنبؤي
من أبرز الاتجاهات في العام الحالي، التركيز على الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI والتنبؤي Predictive AI. يستخدم الأول لإنشاء محتوى جديد كالصور والنصوص، بينما يستخدم الثاني لتوقع السلوكيات والقرارات المستقبلية. وقد أظهرت المؤسسات التي اعتمدت هذه الأساليب قدرة أعلى على الابتكار واستباق التحديات.
التحول نحو نماذج الذكاء الاصطناعي القابلة للتخصيص
أكد التقرير على الانتقال من النماذج الجاهزة إلى نماذج قابلة للتخصيص تُبنى باستخدام بيانات المؤسسة الخاصة، مما يضمن دقة أعلى ونتائج أكثر موثوقية. وهذا الاتجاه سيسهم في خلق مزايا تنافسية متميزة.
التحديات الرئيسية
من أبرز التحديات التي تم استعراضها؛ نقص المهارات الفنية، مشاكل جودة البيانات وصعوبة دمج النماذج في بيئات الإنتاج. وأوصت جارتنر بوضع استراتيجية واضحة للبيانات، مع بناء قدرات داخلية في مجال الذكاء الاصطناعي.
الأمن والخصوصية
في الذكاء الاصطناعي
تناول التقرير التحديات الأمنية، مثل التلاعب بالنماذج Model Poisoning وتسريب البيانات من النماذج التوليدية. وأوصت جارتنر بتطبيق منهجيات "الخصوصية حسب التصميم" وتقييم المخاطر بشكل مستمر.
حالات استخدام واقعية من المنطقة
تم استعراض تجارب لمؤسسات من دول مختلفة حول العالم اعتمدت الذكاء الاصطناعي في مجالات، مثل القطاع المالي، الرعاية الصحية والخدمات الحكومية، وأسفر ذلك عن تحسين كبير في الكفاءة وخفض ملحوظ في التكاليف.
توصيات ختامية للمؤسسات
- بناء استراتيجية ذكاء اصطناعي ترتكز على القيمة المؤسسية.
- تطبيق حوكمة مسؤولة للذكاء الاصطناعي.
- تعزيز المهارات عبر التدريب والشراكات.
- مراجعة وتحديث البنية التحتية للبيانات.
خلاصة
الذكاء الاصطناعي في العام الحالي سيشكل ركيزة أساسية في نماذج الأعمال، لكنه يتطلب فهمًا عميقًا، وقيادة تقنية-استراتيجية مرنة، واستثمارًا في رأس المال البشري. التقرير شكل خريطة طريق للمؤسسات الطامحة لتكون في طليعة الابتكار الرقمي، وشدد على أن من لا يتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي سيجد نفسه في مؤخرة السباق التقني.