الغد-م. فادي سوداح
تكمن أهمية البيانات في العصر الرقمي، تفقد المؤسسات البيانات الحساسة نتيجة الهجمات الخارجية أو تصرفات داخلية. يجب على الأطراف المتضررة التعامل مع خروقات البيانات بشكل فعال وإجراء مراجعات شاملة للحوادث لضمان تفادي تكرارها.
البيانات هي أحد الأصول الأكثر قيمة للمؤسسات، حيث تدعم الابتكار، وتمكن من تقديم تجارب مخصصة للعملاء، وتشكل أساس اتخاذ القرارات.
مع تزايد استخدام البيانات، تزداد المخاطر المرتبطة بخرقها، وهو تحد تواجهه المؤسسات على اختلاف أنواعها وأحجامها. غالبا لا تدرك المؤسسات حجم العمل المطلوب لمعالجة خروقات البيانات، حيث تتطلب إدارة الخروقات تنفيذ العديد من المهام والتعامل مع المسؤوليات والالتزامات لإعادة الأمور إلى نصابها.
يمكن أن تؤدي خروقات البيانات إلى خسائر مالية كبيرة وإضعاف ثقة العملاء والشركاء. كما أن معالجة خرق البيانات قد تستغرق أسابيع أو شهورا، ما يتطلب استهلاك موارد هائلة بتكاليف مرتفعة.
عند فقدان بيانات مثل الرسومات الهندسية أو الصيغ أو محاضر الاجتماعات، قد تواجه المؤسسة خسائر مادية وتراجعا في قدرتها على المنافسة.
إذا كان خرق البيانات يتضمن معلومات تخص أطرافا ثالثة، فغالبا ما يتوجب الإجابة عن استفساراتهم حول مدى الضرر، وهو ما يصعب تقديمه بشكل دقيق في وقت مبكر من الحادثة.
فقدان البيانات يمكن أن يُضعف الثقة مع العملاء والشركاء وحتى الموظفين، ما يؤدي إلى تراجع كبير في السمعة. يمكن أن تفقد المؤسسة علاقاتها التجارية أو تخسر عملاء حاليين وتواجه صعوبات في جذب عملاء جدد.
يُعد وجود تدابير قوية لمنع الحوادث والاستعداد للتعامل معها عند حدوثها أمرا أساسيا. يجب على المؤسسات أن تدرك الطبيعة المعقدة لخرق البيانات وأن تكون سريعة الاستجابة في التعامل مع الحوادث. غالبا ما تظل خروقات البيانات غير مكتشفة لفترات طويلة، سواء كانت ناجمة عن هجمات خارجية أو تصرفات داخلية.
تبدأ الهجمات عادة من خلال استغلال الثغرات الأمنية أو باستخدام الهندسة الاجتماعية مثل التصيد الاحتيالي للحصول على بيانات اعتماد المستخدمين. بعد ذلك، يتحرك المهاجمون داخل الشبكة للوصول إلى الأنظمة الحيوية، مع الحرص على تجنب الاكتشاف.
تشكل التهديدات الداخلية تحديا أكبر بسبب معرفة الموظفين الحاليين أو السابقين بالنقاط الضعيفة في النظام، مما يسهل عليهم استغلالها.
برامج الفدية تُعد من أكثر التهديدات الإلكترونية انتشارا، حيث يتم اختراق بيانات المؤسسة ومطالبتها بدفع فدية لاستعادتها. في بعض الحالات، قد تهدد الجهات المهاجمة بتسريب البيانات في حال عدم الدفع.
خطوات التعامل مع خرق البيانات
• تحديد واحتواء الخرق:
تحديد الأنظمة المتأثرة ونقطة الدخول إلى النظام بسرعة، والاستعانة بخبراء تقنية المعلومات لتحليل الهجوم ومنع انتشاره.
• تحليل البيانات المسروقة:
إجراء تحقيقات دقيقة لتقييم نطاق وتأثير البيانات التي تم اختراقها.
• إخطار السلطات والأطراف المتضررة:
بموجب "الإطار الوطني للأمن السيبراني" الأردني، يجب إخطار الجهات التنظيمية المعنية فورا عن خروقات البيانات، وتقديم تقرير شامل يوضح طبيعة الخرق والبيانات المتأثرة.
• التواصل مع أصحاب المصلحة:
التواصل بشفافية مع الأفراد والشركاء المتضررين لإظهار المسؤولية واستعادة الثقة.
• استخدام التكنولوجيا لتحليل البيانات:
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل كميات كبيرة من البيانات وتحديد المعلومات الحساسة بشكل أسرع.
تمثل خروقات البيانات تهديدًا كبيرًا للمؤسسات، ما يتطلب اتخاذ تدابير استباقية فعالة مثل تعزيز الأنظمة الأمنية، الحفاظ على إجراءات الاستعداد للحوادث، والتدريب المستمر للموظفين. كما أن اتخاذ قرارات سريعة ومدعومة بالتكنولوجيا يُعد أمرا حاسما في تقليل الأضرار الناتجة عن الخروقات. يمكن للتوازن بين التدابير التقنية والتنظيمية أن يساعد المؤسسات في إدارة المخاطر بشكل أفضل وحماية بياناتها بشكل فعال.