الغد- عبدالرحمن الخوالدة
أكد البنك الدولي أن الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني ضد قطاع غزة منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) العام 2023، أدت إلى ظهور تحديات جديدة أمام القطاع السياحي الأردني وأبطأت مسار النمو الذي شهده في السنوات الأخيرة.
وأوضح البنك أن استمرار العدوان، يجعل من الصعب على القطاع السياحي في الأردن الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي حققه في الأعوام الماضية. وأشار البنك في تحليل للخبراء تحت عنوان: "آثار الصراع في الشرق الأوسط على السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" وترجمته "الغد"، إلى أن استمرار التصعيد العسكري والسياسي أدى إلى تغيير أنماط ووجهات السياحة في الأردن، إذ شهدت أعداد الزوار الأجانب لمعظم المواقع السياحية انخفاضا عاما خلال العام الماضي، كما انخفضت إيرادات الأردن السياحية بنحو 3 % على أساس سنوي.
ولفت التحليل إلى أن مواقع مثل البترا وجبل نيبو شهدت انخفاضا نسبيا أكبر في المقابل، واكتسبت مواقع مثل عجلون والمتاحف الأربعة الرئيسية بالقرب من عمّان شعبية نسبية، مما يعكس تطور تفضيلات السياح خلال هذه الفترة.
وأكد تحليل البنك أن تصاعد العدوان الصهيوني في المنطقة منذ تشرين الأول (أكتوبر) العام 2023، أدى إلى ظهور تحديات جديدة، وأبطأ ما كان من الممكن أن يكون مسارًا أقوى للتعافي لقطاع السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ومباشرة بعد العدوان، انخفض مؤشر ثقة السفر في الشرق الأوسط إلى مستويات غير مسبوقة منذ الأيام الأولى للجائحة وعلقت شركات الطيران ومشغلو الرحلات البحرية بعض مساراتها، بينما أصدرت حكومات أجنبية عديدة تحذيرات سفر ضد الرحلات إلى المناطق المتضررة من الصراع.
وأشار التحليل إلى أن إلقاء نظرة فاحصة على أعداد المسافرين جواً يكشف عن عودة ظهور "منطقتي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، (تباعد بين دول مجلس التعاون الخليجي وغيره)، إذ انعكست آثار الصراع بشكل غير متناسب على المناطق الفرعية الأقرب إلى الصراع، وخاصة اقتصادات دول الشرق الأوسط غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وبشكل عام، ما تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تسجل نموا سنويا يقدر بنحو 7 % في أعداد المسافرين الوافدين. ومع ذلك، تأثرت دول الشرق الأوسط غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أكثر بالنمو الشهري السلبي منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023، إلى الشهر نفسه من العام الماضي.
في المقابل، حافظت دول مجلس التعاون الخليجي واقتصادات شمال أفريقيا على نمو إيجابي، وإن كان بوتيرة أبطأ.
وبين البنك أن التحليل أظهر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي استقبال دول الشرق الأوسط غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي (الأردن، مصر ولبنان)، لعدد أقل من الزوار الأوروبيين بمقدار 2.35 مليون زائر مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023، بينما استقطبت شمال أفريقيا 2.75 مليون زائر أوروبي إضافي، ما يشير إلى تأثير الاستبدال، إذ يختار المسافرون وجهات في شمال أفريقيا تقدم تجارب مماثلة ولكنها أبعد عن الصراع.
وبحسب التحليل، ارتفعت إيرادات مصر من 14 مليار دولار إلى 14.7 مليار دولار خلال هذه الفترة، إلا أن وتيرة النمو تباطأت.
في الوقت نفسه، انخفضت إيرادات الأردن بنحو 3 % على أساس سنوي منذ بداية الصراع، مما يعكس صعوبة الحفاظ على الزخم السابق في ظل تصاعد المخاوف الأمنية.
أما في لبنان، ورغم محدودية البيانات، فتشير المؤشرات الأولية إلى تأثير سلبي على عائدات النقد الأجنبي، مما يعكس تصاعد الأعمال العدائية في النصف الثاني من العام الماضي.