عمان– وقع الأردن وجمهورية الصين الشعبية اتفاقيتي تعاون اقتصادي وفني، تقدم عبرهما الأخيرة منحتين بقيمة 70 مليون يوان، (نحو 8 ملايين دينار)، لتمويل مشاريع واردة في خطة الاستجابة الاردنية للازمة السورية التي تخص المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين.

وجرى توقيع الاتفاقيتين بحضور رئيس الوزراء عبدالله النسور ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ يونغ والوفد المرافق له امس.

وأجرى الطرفان مباحثات، تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الاوضاع في المنطقة، اكد خلالها النسور على العلاقات المتميزة بين البلدين والحرص على تعزيزها في المجالات كافة.

واشار النسور الى اهمية علاقات الشراكة والصداقة بين البلدين، مؤكدا ان الاردن يمكن ان يكون مركز انطلاق لنشاط الصين الصناعي والتجاري في المنطقة، نظرا لعوامل الامن والاستقرار وعلاقات الاردن الطيبة مع الجميع والتشريعات والقوانين التي تحمي الاستثمار وتسهل على رجال الاعمال.

وثمن مواقف الصين التاريخية الداعمة للقضايا العربية، مؤكدا انها مواقف متوازنة، وهي ليست بعيدة عن مواقف المملكة تجاه مختلف القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والازمة السورية.

واستعرض النسور تداعيات الازمة السورية على المملكة، لافتا الى ان كلفة استضافة اللاجئين السوريين مرتفعة، وتصل الى نحو 3 مليارات دولار سنويا، تتحمل خزينة الدولة غالبيتها في ظل نقص المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي.

واعرب النسور عن شكره للصين على المساعدات التي تقدمها للأردن لتحمل كلفة اعباء اللجوء السوري.

من جهته، اعرب يونغ عن سعادته للقيام بهذه الزيارة الاولى للمملكة لتبادل وجهات النظر حول القضايا، ذات الاهتمام المشترك متقدما بالتهنئة للمملكة بالذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى.

وقال النسور ان العام المقبل يصادف الذكرى الاربعين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الاردن وجمهورية الصين الشعبية، مؤكدا ان هذا يتطلب تعزيز التعاون العملي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وتحدث في اللقاء وزراء ومسؤولون من الجانبين، اذ اكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة العلاقات الوثيقة بين البلدين، والعلاقة المميزة بين قائدي البلدين.

من جهتها؛ اعربت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين مها علي عن الشكر والتقدير للصين على استضافة الاردن كضيف شرف خلال المعرض العربي الصيني العام الماضي.

واشارت علي الى انه وبرغم الظروف الاقليمية، لكن الاردن استمر في الاصلاح الاقتصادي وتهيئة البيئة الاستثمارية، وتقديم حوافز لقطاعات في مختلف المناطق.

واكدت ان اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط الاردن بالعديد من الدول والتكتلات، تؤهل منتجاته لدخول اسواق حجمها يصل الى نحو مليار مستهلك.

كما لفتت الى ان الاستثمارات الصينية، ما تزال قليلة ولا تعكس مستوى العلاقات بين البلدين، معربة عن الامل بتشكيل مجلس اعمال اردني صيني مشترك.

من جهته، اكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي لبيب الخضرا ان مشروع الجامعة الصينية الاردنية تحظى بأولوية من قبل الحكومة الاردنية.

ولفت الى ان الجامعة ستكون جامعة تقنية بحتة، مدة الدراسة فيها خمسة اعوام، ثلاث في الاردن وعامان في الصين منها عام دراسي وعام تدريبي في المصانع الصينية.

واشار رئيس مجلس ادارة شركة البوتاس العربية جمال الصرايرة الى ان الشركة، اكبر مساهم في الصادرات الاردنية للسوق الصينية.

ولفت الصرايرة الى تصدير 680 الف طن بوتاس للصين العام الماضي بقيمة 215 مليون دولار، متوقعا رفع كميات التصدير الى مليون طن نهاية العام الحالي. -(بترا)