الغد-عبدالرحمن الخوالدة
يعتزم البنك الدولي تقديم تمويل إضافي بقيمة 5.6 مليون دولار لمشروع "عملية تحديث التعليم والمهارات والإصلاحات الإدارية " (مسار) الذي يموله البنك في الأردن.
وبحسب وثيقة إفصاح أصدرها البنك أخيرا، جاء طلب التمويل الإضافي من الحكومة الأردنية من أجل توسيع وتعزيز البرنامج الوطني للتغذية المدرسية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وتحسين إمكانية الوصول إليه، كما سيحافظ التمويل الإضافي على الهدف الإنمائي الأصلي للمشروع ويدعمه، ويدعم الأنشطة المصممة لتعزيز قدرات الطلاب التقدم التعليمي، مع استمرار التركيز على اللاجئين الأكثر عرضة لخطر التسرب، وإعطاء الأولوية للمؤسسات نتائج التعلم.
وأوضحت الوثيقة أن التمويل المقترح الذي يعد التمويل الإضافي الأول للمشروع، يتكون من منحة بقيمة 4.6 مليون دولار من الصندوق الاستئماني للنزوح القسري، ومليون دولار من شراكة التعلم المبكر (ELP)، لغاية توسيع برنامجي التغذية المدرسية المحلية وبرنامج تعزيز نطاق تدريب معلمي الخدمة في المدارس.
وكان البنك الدولي قد أعلن في تاريخ 17 أيلول (سبتمبر) الماضي سريان العمل بالمشروع بعد الموافقة عليه، ويتكون المشروع الذي تبلغ كلفته نحو 400 مليون دولار من مكونين المكون الأول: البرنامج مقابل النتائج والذي تبلغ كلفة تمويله 384 مليون دولار، أما المكون الثاني تمويل صندوق الاستثمار الخاص بالمشروع وتبلغ كلفته 15 مليون دولار.
ويهدف المشروع بشكل عام إلى بناء القدرات لضمان النقل السلس للبرنامج الوطني للتغذية إلى الحكومة الأردنية، وتعزيز استدامته على المدى الطويل فضلا عن إحداث تأثير إيجابي على المجتمع من خلال توفير فرص العمل ورفاهية العاملات في المطبخ إضافة إلى تضمين أفضل الممارسات أثناء الخدمة لبرامج تدريب المعلمين لتحسين التعلم الأساسي.
وأشارت الوثيقة إلى أن خطر انعدام الأمن الغذائي ينتشر بين الأطفال في سن المدرسة في الأردن، حيث إن طالبا من كل أربعة أطفال يبلغ من العمر 15 عاما يعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث إن الأردن يحتل المرتبة السابعة عالميا في انعدام الأمن الغذائي على مستوى هذه الفئة العمرية.
ولفتت الوثيقة إلى أن المشروع من خلال برنامج (NSFP) الذي من مبادراته توفير وجبات مدرسية لنحو 520 ألف طفل في المدارس العامة، وفي مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء البلاد، مما يعزز ذلك الإدماج والوصول إلى التعليم، كما يوفر برنامج NSFP الغذاء للأطفال الأردنيين واللاجئين الضعفاء لدعم أسرهم ودعم الوصول إلى التعليم.
ويتم تنفيذ برنامج(NSFP) من خلال طريقتين: الأولى، توفير "وجبات صحية" لتعزيز التغذية والتعليم والعادات الصحية في المدارس الحكومية من خلال برنامج الأغذية العالمي والجمعية الملكية للتوعية الصحية، حيث يقدمان وجبات طعام لـنحو 90 ألف طالب أردني وفلسطيني (الطلبة الفلسطينية في المدارس الحكومية الذين يحملون صفة اللجوء) في 470 مدرسة حكومية في جيوب الفقر في ست محافظات، وتتكون هذه الوجبات من (وحدة خضار، وحدة فواكه ، وحدة معجنات) يتم توزيعها في أربعة أيام من كل أسبوع دراسي، أما الطريقة الثانية للبرنامج يتم تنفيذها من قبل برنامج الأغذية العالمية ووزارة التربية والتعليم من خلال تقديم ألواح بسكويت بالتمر المدعم بالمعادن لنحو 430 ألف طفل أردني ولاجئ في المدارس الحكومية من مرحلة الروضة حتى الصف السادس.
كما يدعم البرنامج تعزيز تدخلات الاتصال الخاصة بالتغيير الاجتماعي والسلوكي، من خلال توظيف المطابخ المجتمعية حوالي 240 امرأة مستضعفة، بما في ذلك النساء اللاجئات، اللاتي يحصلن على أجور عادلة وضمان اجتماعي ووظيفة والتدريب على المهارات الحياتية.
وأشارت الوثيقة إلى أن قطاع التعليم في الأردن تضرر بشدة جراء في السنوات الأخيرة نتيجة عدة صدمات خارجية. وتشمل الأزمات الأخيرة تدفق اللاجئين والمهاجرين (الذين يمثلون ما يقرب من ثلث سكان الأردن)، ووباء كوفيد- 19، وأزمة والغذاء والطاقة العالميين عدا عن الصراع الحالي في الشرق الأوسط.
وبينت الوثيقة أن الأزمات المتتالية سياسيا واقتصاديا في المنطقة أثرت خلال العقود الاخيرة على تقديم الخدمات وأجهدت الموارد الطبيعية المحدودة بالفعل في الأردن،إذ من المرجح أن تستمر التوقعات الجيوسياسية في التأثير على نتائج التعليم، وخاصة زيادة تسرب الطلاب، لافتة إلى الظروف الاقتصادية تؤدي إلى تفاقم معدلات التسرب المرتفعة بالفعل في التعليم الأساسي والعالي في البلاد، وخاصة بالنسبة لمعظم الناس الطلاب الضعفاء، ومنهم اللاجئون.
واعتبرت الوثيقة أن هناك حاجة ماسة إلى التدخل لتحسين جودة التعليم في الصفوف المبكرة لضمان تطوير الأطفال للمهارات الأساسية في ظل تأثر قدراتهم التعليمية والإدراكية خلال جائحة كورونا، حيث سيعمل المشروع في المرحلة المقبلة على تعزيز التطوير المهني للمعلمين، وهو أمر أساسي لضمان رفع كفاءة مرحلة التعليم الأساسية في الأردن.