أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    03-Feb-2016

المجالي: نخشى من "سماكة جِلد الدولة"

* الحكومة غير قادرة على ترجمة ما يريده الملك..

* لم اكن يوما فزاعة للاخوان بل أنا صاحب الرأي بانهم حركة سياسية مهمة ..

* موظفون ترقوا بالوظيفة لكنهم ليسوا سياسيين ..

* الثأرية تحكم علاقة الساسة ببعضهم البعض ..

* السياسي يقترب من دائرة صنع القرار ويبتعد بناء على مواقف شخصية وليس رؤية سياسية ..

* آلية تركيبة الحكومة وصناعتها يعلوها الصدأ والتدخلات الخارجية ..

* مجلس النواب بات جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل..

* طواعية النواب للحكومة ولمراكز صنع القرار تفوق اية طواعية سابقة وهذا خطر على الدولة ..

* الأخطر الأكبر غضب الناس على الجميع حكومة ونواب ومؤسسات رسمية وسيادية ..

* كيف تستسهل الحكومة الجباية بدل تفعيل قوانين الضريبة وتتجرأ على الاستدانة بدل ضبط النفقات؟

* اقبل ان يشاركني أي احد ديوني وارصدتي ..

* الفساد أخذ طابع الاشاعة والتصفيات الشخصية والحديث عن سكن كريم "نكايات"

.........

عمون - هاجم رئيس مجلس النواب الأسبق النائب المهندس عبدالهادي المجالي الحكومة، معتقداً أنها غير قادرة على التعامل مع الملفات الملكية. وقال المجالي أن "الحكومة غير قادرة على ترجمة ما يريده الملك على ارض الواقع"، في حين أشار إلى أن اجهزة الدولة لم تلتقط الرسائل الملكية.

وابدى المجالي خشية زائدة على الوضع الداخلي، لكنه استبعد اية مخاوف من مخاطر خارجية على الاردن لقوة القوات المسلحة والاجهزة الامنية اولا، وصلابة الحالة الاردنية حال التعرض للخطر الخارجي ثانيا.

المجالي كان ضيف ديوان حاكورة البدري في حوار تشعّب في الحديث عن الحالة الحزبية والسياسية الاردنية التي تعاني من انتكاسات وتقاطعات سير بين الاتجاه الملكي في الاصلاح والاتجاهات الحكومية والنخبوية.

* سماكة جلد الدولة :

وابدى المجالي خشيته الكبرى فيما يكمن ب "سماكة جلد الدولة" - على حد وصفه - و"عدم احساسها بمشاعر الاحباط والقلق الداخلي"، وينصح الدولة قائلا: "لا تعتبروا ان السكون والهدوء في المرحلة الحالية هو وضع مثالي بل كمون شعبي للحفاظ على الامن الاهلي واذا استمرت الدولة في التعامل الاستعلائي والفوقي مع الناس حينها تتساوى الاوضاع وينفلت الوضع الداخلي خاصة مع وجود حكومة لا تمتلك الجدية في التعامل مع الاحداث الجارية".

* الاحزاب مهمشة ووزراء التنمية السياسية لا يقرأون :

المجالي نفى في معرض حديثه ان تكون الحالة الحزبية الاردنية ضعيفة وأن الاحزاب بلا برامج، مشيراً إلى أن الشارع الاردني مثقف ومؤمن بالعمل الجماعي، لكن الرسائل الرسمية السلبية تحبط كل المحاولات الحزبية، التي يراها الضمانة الحقيقية لوحدة الحالة الداخلية ومواجهة الارهاب فيما تراها طبقة الحكم خصما تستهدف اخراجها من الحياة السياسية العامة.

واوضح قائلا: "اذا كانت الانتخابات والحكومات على اسس حزبية فلن تجد هذه الطبقة مكانا لها" مبيناً ان تجليات الحالة الرسمية تكتمل عندما تكتشف ان وزراء التنمية السياسية يرددون نفس القالب الشعبوي عن الاحزاب وغياب برامجها مما يدلل ان الوزراء "لا يقرأون".

* المجالي والاحزاب والاخوان :

مفصل العلاقة بين المجالي الحزبي وجماعة الاخوان كان طاغياً مع رجل يرى البعض أن حزبه انتج كخصم او منافس للاخوان وفي كل مرة يخرج الاخوان من الملعب السياسي، يتراجع حضوره الحزبي والشخصي وهو ما لا ينفيه ولكنه يرفض التوصيف ولا ينكر النتائج، فلو شارك الاخوان المسلمين في العملية الانتخابية لكانت اموره الحزبية والذاتية افضل، لكن الاخوان قاطعوا لعدم قدرتهم على اتخاذ القرار بالمشاركة - حسب رأيه-.

ويؤكد المجالي بأنه لم يكن يوما فزاعة للاخوان بل هو صاحب الرأي بانهم حركة سياسية مهمة يجب مساعدتها بدعم اصلاحها الداخلي، لكن غياب السياسيين عن المشهد ترك الحالة للعاملين في السياسة كي يتصدروا المشهد، فالرجل يؤكد بان لدينا طبقة عملت بالسياسة عبر بوابة الوظيفة العامة وترقيها في هذه الوظيفة لكنهم ليسوا سياسيين.

واستشهد بحالات كثيرة كانت الفرصة سانحة للتقدم بالعمل السياسي والحزبي وبدعم ملكي غير مسبوق، لكن طبقة الحكم أثرت ان تربك المشهد للحفاظ على مصالحها مستخدمة اساليب التأليب ضده وتخويف مسننات الدولة من الخطوات الاصلاحية ولا ينكر الرجل تعرضه لهجمات ثأرية من طبقة الحكم خلال حكومات متعاقبة، فالثأرية هي التي تحكم علاقة الساسة ببعضهم البعض ويقترب السياسي من دائرة صنع القرار ويبتعد بناء على مواقف شخصية وليس رؤية سياسية وهذا اضعف الارادة السياسية بالاصلاح والتغيير، فالكيمياء الشخصية بين طبقة الحكم ورجالاتها اهم من المصلحة الوطنية والاحكام الشخصية هي الاساس لبناء المواقف الرسمية وهذه غير كافية لاضاءة مصابيح الحقيقة امام صاحب القرار.

* لم اضع احدا، ورفاقي اقوى مني :

تجربة المجالي تفتح الشهية للوقوف على مفصل تجربته الحكومية ورئاسته الطويلة للبرلمان وصناعته لنواب ووزراء في حقبة تاريخية قريبة، أفصح عنها الرجل بأخلاق كريمة -وفق وصف جالسين- حين رفض الادعاء بأنه صنع وزيرا او نائبا في كتلته وحزبه "فكلهم اقوى مني" لكن التجربة الرسمية كانت تقتضي ان ارفع اسماء كتلتي البرلمانية الى رئيس الحكومة وهو يختار منهم من يريد حسب خبراتهم وكفاءاتهم.

المجالي استرسل في موضوع النيابة والوزارة اكثر حين تحدث بوضوح عن آلية تركيبة الحكومة وصناعتها التي يعلوها الصدأ والتدخلات الخارجية، فالرئيس لا يسمي اعضاء حكومته بالكامل بل تفرض عليه اسماء بعينها ناهيك عن عدم وجود برنامج حكومي حقيقي يتم اختيار الوزراء بناء عليه.

فالحكومة تتشكل من الوان وتوازنات غريبة وعجيبة ثم تبدأ البحث عن برنامج، ويعزو السبب الى غياب السياسة وحضور موظفيها والنكايات التي تجتاح طبقة الحكم، راوياً اكثر من قصة حدثت معه شخصيا وتسببت في اقلاق برنامجه الحزبي واقلاق الحالة الداخلية وكيف تعرض لمؤامرات عديدة اثناء حكومة بعينها لكنه انتصر بفضل ارادة النواب، الذين تراجع دورهم من مجلس الى آخر، حتى باتوا الان جزءا من المشكلة وليسوا جزءا من الحل، فطواعيتهم للحكومة ولمراكز صنع القرار تفوق اية طواعية سابقة وهذا خطر على الدولة التي استنفذت ادوات الاستشعار الشعبي واستنفذت خطوة تفريغ الشحنات السلبية عبر مجلس النواب، فالناس غاضبة على الجميع حكومة ونواب ومؤسسات رسمية وسيادية وهذا الخطر الاكبر الذي يواجه الدولة الان وهذا مصدر قلقه على الوضع الداخلي الذي بات محتقنا على الدولة وليس على الساسة فقط.

* صفقة الاودي وسكن كريم والمليار الاول:

الحديث السياسي لا بد ان ينتقل الى محاور شخصية طالت المجالي وخاصة في مواسم الحديث المتزايد عن الفساد واستثمار المنصب في قصتي سيارات الاودي وسكن كريم التي مارس فيها دورا لحماية نفسه ونجله الوحيد، مؤكدا بصلابة وتحدٍ ان يكون متورطا ونجله في اية شبهة فساد، فعطاء سكن كريم لم يطرح اساسا ولكنها نكايات سياسية واشاعات تفتقر الى الدليل وكان قد طالب هو بنفسه اثناء رئاسته للبرلمان ان تأتيه وثائق ويقوم بتحويلها الى النائب العام واما احتفالية المليار الاول فأجاب عنها.. برحابة صدر قائلا: "اقبل ان يشاركني أي احد ديوني وارصدتي".

واكد ان الفساد أخذ طابع الاشاعة والتصفيات الشخصية اكثر منه حقيقة على الارض الواقعية المجالي.

وتحدث ايضا بصلابة عن الاقليم وتداعياته على الاردن وخاصة تأخر السعودية في مواجهة الخطر الايراني وتباطؤ الاردن في دعم السعودية في حربها على الارض اليمنية، مطالبا بالاسترشاد بموقف الحسين رحمه الله في الحرب العراقية الايرانية ومشاركته الفاعلة فيها ودعم العراق ويرى ان دعم السعودية ضرورة اردنية فهي عمقنا ونحن عمقها وقادرون على تنسيق المواقف والقدرات.

المجالي لا يخفي احساسه بالمرارة الشخصية والوطنية وهو يرى عدم استجابة الحكومة للواقع وعدم مقدرتها على خلق حلول جذرية لمشاكل داخلية الحل فيها يحتاج الى ارادة سياسية فقط، وتساءل " فكيف تتحدث عن مواجهة البطالة ونحن لا نملك قاعدة بيانات للعاطلين عن العمل؟ وكيف تستسهل الحكومة الجباية بدل تفعيل قوانين الضريبة على الدخل والمبيعات وتتجرأ على الاستدانة بدل ضبط النفقات؟"
f