أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    15-Sep-2024

تمكين خريجي الجامعات وتعزيز نمو الشركات*م. نضال البيطار

 الراي 

مع استمرار ازدهار قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، يبقى التحدي الرئيسي هو ضمان تجهيز الخريجين الجدد بالمهارات اللازمة للاندماج بسلاسة في سوق العمل والإنتاجية.
 
ورغم تزايد عدد الخريجين المؤهلين في هذا المجال، تجد الشركات الصغيرة والمتوسطة صعوبة في استيعاب هذه المواهب الجديدة، وذلك لعدة أسباب لن نتطرق إليها في هذا المقال، ولكن من أهمها محدودية الموارد المادية وغياب عمليات وأنظمة إدارية فعالة وبرامج تدريبية منظمة في أثناء العمل.
 
ولذلك، فإن سد الفجوة بين مخرجات التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل أمر ضروري للتنمية المستدامة للقطاع، إذ إنه ومن خلال تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والشركات، يمكن للأردن خلق فرص تفيد كلًا من الطلاب والشركات على نحو متساو.
 
إن البرامج التدريبية العملية والمنظمة في أثناء العمل التي تتيح للخريجين الانتقال بسلاسة إلى العالم المهني هي أساسية لمعالجة هذا التحدي، وذلك من خلال تزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمعرفة والأدوات لإدارة المتدربين بفعالية للاستفادة من مصدر قيم من الابتكار والإبداع.
 
وعلى الجانب الآخر، يكتسب المتدربون خبرات عملية تعزز مهاراتهم الفنية، وتعمق فهمهم لعمل شركات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تسهم هذه البرامج المنظمة في الحد من البطالة بين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات العملية اللازمة للنجاح في السوق.
 
وفي جوهر هذا الجهد يكمن بناء قدرة طويلة الأجل داخل صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. إذ إن التدريب أثناء العمل ليس مجرد حل مؤقت، بل استثمار استراتيجي في مستقبل القوى العاملة في الأردن. ومن خلال توفير الخبرة العملية للطلاب، يستفيد القطاع من الأفكار الجديدة، ويعمل على إنشاء جيل مؤهل قادر على الإسهام في نموه على المدى الطويل.
 
علاوة على ذلك، فإن تعزيز الشمولية في هذه البرامج أمر بالغ الأهمية. فحصول الطلاب من الجنسين على فرص متساوية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيساهم على خلق مواهب بشرية أكثر تنوعًا وديناميكية. حيث إن تحقيق المساواة بين الجنسين، لا سيما في مجالات التكنولوجيا، يمكن أن يدفع الابتكار، ويوفر وجهات نظر متنوعة في حل المشكلات.
 
وللتأكيد، فإن الشراكة والجهد المشترك بين المؤسسات التعليمية وشركات القطاع الخاص يمثل نهجًا مستقبليًا للتغلب على فجوة المواهب. فمن خلال التركيز على برامج التدريب العملي المهيكلة والفعالة، يمكن للأردن تعزيز موقعه كقائد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع ضمان أن خريجيه مستعدون بشكل كامل للإسهام في مستقبل البلاد الاقتصادي والتكنولوجي.
 
وأخيرا، فإن هذا النهج يبرز قوة الشراكات في خلق نمو مستدام لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن، ويؤكد أهمية الاستثمار في الجيل القادم من المهنيين.