أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Nov-2021

إلمامة سريعة بختام مؤتمر المناخ!*د. زيد حمزة

 الراي 

مؤتمر كبير هذا الذي عقدته الامم المتحدة في غلاسكو (اسكتلندا) وسط اهتمام وقلق شعوب الارض قاطبةً خوفاً وتوجساً من كوارث بيئية لا تبقي ولا تذر بسبب احترار الكوكب الأرضي لو استمر انبعاث ثاني أكسيد الكربون على حاله كما ورد في تقارير علمية رصينة لم تُدحض، وقد بدأت كثير من البلدان تشهدها على شكل حرائق الغابات وفيضان الأنهر وطوفان المحيطات نتيجة ذوبان جبال الجليد ما يغرق جزراً بمن عليها! لكن هذه الصورة الرهيبة لم تكن كافية لجعل حكومات كبيرة وغنية تقتنع بالأخطار الداهمة وتتفق على الحد الأدنى من التوصيات التي وضعتها اللجان المختصة وطالبت بها وفود شعبية بيئية وسياسية وإثنية مناهضة للتلوث جاءت الى غلاسكو من كل أنحاء الدنيا، وعلى رأس هذه المطالب التخلص نهائياً من الانبعاثات الكربونية الناتجة بالدرجة الاولى عن توليد الطاقة بحرق الفحم والنفط والغاز، ومن باب المصادفة ان نرى هذه الأيام مدينة مثل نيودلهي تبلغ كمية الدخان الضبابي السام المنبعث من عوادم المركبات والمصانع في هوائها الذي يتنفسه مواطنوها شيوخاً واطفالاً، مرضى وأصحاء ما يعادل تدخين كل منهم عشرين سيجارة يومياً! ومع ذلك رأينا مندوب الهند في المؤتمر يميّع في اللحظات الاخيرة دقة قراراته باستبدال كلمة بأخرى تشكل عند التطبيق فرقاً هائلاً فبدل «التخلص في موعد محدد من انبعاث الكربون في الطاقة الأحفورية «يقترح «خفضاً تدريجياً»، كي تبدو بلاده وكأنها تدافع عن الدول النامية الفقيرة المحتاجة لهذا النوع من الطاقة من اجل مشاريعها التطويرية لمحاربة الفقر، وهي في الواقع تدافع عن المصانع التي تمتلكها الشركات الهندية الكبرى وحليفتها عابرة القارات وأهمها الاميركية، والدليل هو موقفها المعادي لاتحادات المزارعين الممثلة لمئات الملايين من الفلاحين والتي تسعى فعلاً للنهوض باقتصاد البلاد وتقوم بالإضرابات والاعتصامات منذ بداية العام الماضي اعتراضاً على قانون تطرحه الحكومة اليمينية لمصلحة الشركات المرتبطة بالصناعات الغذائية العالمية التي تنهب محاصيل الفلاحين بأثمان بخسة!
 
ترى، ماذا عندنا في الاردن حول هذا المؤتمر؟ في الإعلام العام والخاص نرى ذِكراً خجولاً لأخباره وكأنه يعقد في كوكب آخر، ونفتقد التحرك الشعبي البيئي علماً بأننا نعاني من شُح الموارد المائية كمشكلة مزمنة سوف تتفاقم مع التغير المناخي، وذلك شأن خطير له ابعاد سياسية بحاجة للتصدي!
 
وبعد.. لقد انتهى المؤتمر العتيد مساء السبت الماضي بتواصٍ دون مستوى الطموحات، تبنت تنفيذها مئتا دولة لكننا لا ننسى ان الدول الصناعية الغنية التي لم تف بوعدها في مؤتمر باريس للمناخ في العام الماضي بدفع مبلغ المئة مليار دولار لمساعدة الدول الفقيرة للتغلب على مصاعبها المالية بتطبيق القرارات المتعلقة بخفض استخدام الطاقة الأحفورية، قد لا تكون أكثر صدقاً واخلاصاً هذه المرة! أما الوفود الشعبية التي جاءت لحضوره مفعمة بالآمال الكبار التي عقدتها عليه فقد عادت الى بلادها بخيبة لن تعطلها عن مواصلة نضالها لإنقاذ البشرية من الفزع الكبير ومن اجل عالم نظيف آمن.