أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-May-2018

ائتلاف روما المنتظر يمزق «ماستريخت» .. ويطعن اليورو

فايننشال تايمز - 

يرغب الحزبان الشعبوي واليميني الفائزان في انتخابات إيطاليا الأخيرة، والعالقان في محادثات لتشكيل حكومة ائتلاف، العودة إلى "حقبة ما قبل ماستريخت" في السياسة الاقتصادية الأوروبية – أي ما قبل استحداث عملة اليورو الموحدة والقواعد المشتركة في المالية العامة، بحسب ما قالا في بيان نشر أخيرا.
تعهد كل من حركة الخمس نجوم الشعبوية المناهضة للمؤسسة السياسية وحزب رابطة الشمال اليميني المتطرف، اللذين فازا في انتخابات شهر آذار (مارس) العامة، بالانفكاك من العقيدة الاقتصادية السائدة لمنطقة اليورو، لكنهما غارقان في مناقشات ساخنة بشأن مدى الانفكاك.
نشر موقع هافينجتون بوست إيطاليا مسودة اتفاق التحالف المزمع بينهما، والذي يسعى من خلاله الحزبان إلى تطبيق "إجراءات فنية محددة" للسماح للبلدان بمغادرة منطقة اليورو واستعادة "السيادة النقدية".
رد حزب رابطة الشمال وحركة النجوم الخمس من خلال القول إن النص قديم، تم تحديثه منذ ذلك الحين لإزالة اية أحكام من شأنها إثارة الشكوك حول عضوية إيطاليا في منطقة اليورو.
كما أصدر الحزبان بيانا جديدا يوضحان فيه موقفهما المشترك بشأن منطقة اليورو، حيث كشفا عن رغبتهما في العودة إلى أيام الليرة في الثمانينيات ومطلع التسعينيات.
وقالا: "هيكل الحوكمة الاقتصادية الأوروبية استنادا إلى هيمنة السوق واحترام قواعد صارمة، لا أساس لها من وجهة نظر اقتصادية واجتماعية، يتطلب إعادة التفكير مع شركائنا الأوروبيين".
كما أضافا قائلين: "يجب أن تكون الروح هي العودة إلى وضع ما قبل ماستريخت، حيث كانت تتحرك الدول الأوروبية وفق نوايا حقيقية لتحقيق السلام والإخوة والتعاون والتضامن".
معاهدة ماستريخت، التي تم التوقيع عليها في عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1993، أرست إطارا عاما يتعلق بإطلاق اليورو، وبدأت في تحديد المعايير الخاصة بالسياسة الاقتصادية - بما فيها قواعد المالية العامة - لتعزيز التقارب بين أعضاء العملة الموحدة في المستقبل.
في رد فعل على البيان الصادر عن حركة النجوم الخمس وحزب رابطة الشمال، باع المستثمرون الأصول الإيطالية، ما أدى إلى حصول ارتفاع حاد في عائدات السندات الحكومية المعيارية، في الوقت الذي تراجعت فيه الأسهم المدرجة ضمن مؤشر ميلان، على العكس من اتجاه المكاسب حققته أسواق الأسهم الأوروبية.
ارتفعت عائدات السندات الحكومية لأجل عشر سنوات 6 نقاط أساس لتصل إلى 2 في المائة. انخفض مؤشر فاينانشيال تايمز ميب، المؤشر المعياري لسوق الأسهم الإيطالية، 0.4 في المائة.
الفجوة بين عائدات السندات الألمانية والإيطالية لأجل 10 سنوات ارتفعت لتصل إلى 137.35 نقطة أساس من أصل 129 نقطة أساس.
في البيان الصادر عنهما، لم يتطرق حزب رابطة الشمال وحركة النجوم الخمس لسمات أخرى للنص المسرب، يمكن أن تثير نذر الخوف لدى صناع السياسة الاقتصادية والمستثمرين. من بين هذه السمات المطالبة بأن يقوم البنك المركزي الأوروبي بإلغاء الديون الإيطالية بقيمة 250 مليار يورو التي من المقرر اقتناؤها بحلول نهاية برنامج شراء السندات من البنك - الذي يعرف باسم برنامج التسهيل الكمي - وهو مقترح يمكن أن يصطدم مع معاهدة الاتحاد الأوروبي التي تحظر التمويل النقدي للبلدان. رفض البنك المركزي الأوروبي التعليق على الأمر. ضمن جدول أعمالهما الائتلافي المؤقت، قال حزب رابطة الشمال وحركة النجوم الخمس إن هذه السياسة من شأنها أن تفضي إلى انخفاض 10 نقاط مئوية في نسبة ديون إيطاليا إلى ناتجها المحلي الإجمالي، التي تصل حاليا إلى أكثر من 130 في المائة، وهي واحدة من أعلى النسب في منطقة اليورو.
نشرت الوثيقة المسربة في نهاية اليوم الأخير من الدراما السياسية المشتعلة في روما، عندما أصبحت العلاقة بين إيطاليا وأوروبا محور تركيز باعتبارها واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بين لويجي دي مايو، زعيم حركة النجوم الخمس، وماتيو سالفيني، زعيم رابطة الشمال.
على الرغم من أن المحادثات عانت من انتكاسة جوهرية بعد أن فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق حول اسم رئيس وزراء يترأس تحالفهما، كان دي مايو وسالفيني أكثر تفاؤلا بعد الاجتماعات. كما أن هنالك توقعات بأنهما قد يتوصلا إلى اتفاقية نهائية بحلول نهاية الأسبوع، إن لم يكن قبل ذلك.