أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Jul-2024

التغيير في الأردن: كيف يمكن لجيل جديد من القادة أن يشكل المستقبل*ليث القهيوي

 الغد

في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأردن، يبرز موضوع «ضخ الدماء الجديدة» كأحد أهم الحلول المطروحة لتجاوز الأزمات الراهنة وبناء مستقبل أفضل للمملكة، فالمرحلة القادمة تتطلب تغييرًا جذريًا في النهج والرؤية والأساليب، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتماد على جيل جديد من القادة والمفكرين في مختلف المجالات الذين يعملون بشكل متكامل للوصول الى مستقبل افضل للأردن والتنفيذ والتطبيق بما يخدم الواقع ويلامس الوجع والمشاكل.
 
 
إن أزمة الثقة والفجوة بين الشعب والحكومة قد شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في ثقة المواطن الأردني بالمؤسسات الحكومية والسياسية، هذه الفجوة المتنامية بين الشعب وصناع القرار أدت إلى حالة من الإحباط والتشاؤم وتأزم الاوضاع في بعض الاحيان، مما انعكس سلبًا على المشاركة السياسية والتنمية الاقتصادية؛ لذا، فإن إعادة بناء الثقة تعد أولوية قصوى للحفاظ على استقرار المملكة وتقدمها.
إن التجديد في العمل السياسي اصبح ضرورة ملحة وواقعا مطلوبا لا يمكن ان نتغاضى عنه، وإن تجديد الدماء في المشهد السياسي الأردني لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحة، فالجيل الجديد من السياسيين، بأفكارهم المبتكرة ورؤيتهم الحديثة، قادر على تقديم حلول غير تقليدية للمشكلات المزمنة اذا تم اعطاؤهم الفرصة المناسبة، هذا التغيير من شأنه أن يعيد الحيوية للعمل السياسي ويعزز المشاركة الشعبية في صنع القرار.
أما التحديات الاقتصادية فيواجه الاقتصاد الأردني تحديات كبيرة، من ارتفاع معدلات البطالة إلى تزايد الدين العام وغيرها الكثير، وهنا يأتي دور الجيل الجديد من الاقتصاديين ورواد الأعمال في تقديم رؤى جديدة للنهوض بالاقتصاد، فالاعتماد على التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، من خلال تشجيع المبادرات الريادية الذي يحمل في طياتها فوائد جمة للاقتصاد الأردني، من بين أبرز هذه الفوائد هو خلق فرص عمل جديدة، مما يسهم في تقليل معدلات البطالة ويعزز من الاستقرار الاقتصادي بالإضافة إلى ذلك، فإن تحفيز الابتكار يعد من الفوائد الرئيسية، حيث تأتي المشاريع الريادية بأفكار وحلول جديدة تسهم في تطوير مختلف القطاعات، كما يسهم تنويع الاقتصاد في تقليل الاعتماد على قطاعات محددة، مما يعزز من استقرار الاقتصاد ومتانته.
إن التغيير الحقيقي لا يقتصر على الجانبين السياسي والاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل النسيج الاجتماعي بأكمله. فالجيل الجديد، بقيمه ومفاهيمه المتطورة، قادر على إحداث تحول إيجابي في المجتمع الأردني، هذا يشمل تعزيز قيم التسامح والتعددية والمواطنة الصالحة، ومكافحة الفساد، وسيادة القانون والمساءلة والمحاسبة.
رغم أهمية ضخ الدماء الجديدة، إلا أن هذه العملية لا تخلو من التحديات، فهناك حاجة لإيجاد توازن بين الخبرة والتجديد (التكنوقراط والشباب) وضمان انتقال سلس للسلطة والمعرفة بين الأجيال، كما أن هناك ضرورة لتهيئة البيئة المناسبة لهذا التغيير، من خلال إصلاح النظم التعليمية وتشجيع الإبداع والابتكار.
إن المراهنة على الجيل الجديد في قيادة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الأردن ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة حتمية لضمان مستقبل مزدهر للمملكة، فمن خلال الجمع بين حكمة الماضي وطموح المستقبل، يمكن للأردن أن يتجاوز التحديات الراهنة ويبني مستقبلًا أكثر إشراقًا لجميع مواطنيه.
إن نجاح هذا التحول يتطلب تضافر جهود جميع أطياف المجتمع الأردني، من قيادة سياسية وشعب ومؤسسات مدنية، فالتغيير الحقيقي لا يأتي من فوق فحسب، بل هو نتاج عمل جماعي ورؤية مشتركة لمستقبل أفضل. وبهذه الروح الجماعية والإرادة القوية، يمكن للأردن أن يتخطى هذه المرحلة الحرجة ويخرج منها أقوى وأكثر تماسكًا.