في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة، يواجه الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم جملة من التحديات السياسية والأمنية المعقدة، في وقتٍ تشتعل فيه المنطقة بالأزمات وعلى رأسها الحرب في غزة، التي كشفت عن عمق المأساة الإنسانية وخطورة الانفجار الإقليمي القادم.

ورغم حجم الضغوط، يواصل الأردن أداء دوره التاريخي والإنساني في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات في القدس الشريف، مستنداً إلى مواقف ثابتة ومبدئية تؤكد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم،

كما يقف الأردن بحزم ضد محاولات تهجير الفلسطينيين أو تصدير الأزمة إلى دول الجوار، مجسداً موقفاً وطنياً راسخاً يوازن بين الالتزام القومي والحفاظ على الأمن الوطني الأردني.

وعلى الصعيد الإقليمي، فقد أظهر جلالة الملك قدرة استثنائية على إدارة العلاقات المتشابكة، محققاً حضوراً سياسياً فاعلاً في المحافل الدولية، حيث يُنظر إلى الأردن اليوم كصوتٍ للعقل والاعتدال ووسيطٍ موثوق في النزاعات العربية والدولية،

هذه المكانة الدبلوماسية المرموقة ليست وليدة المصادفة، بل نتاج عقود من السياسة الهادئة القائمة على الثقة، والمصداقية، والتوازن بين المبادئ والمصالح.

أما داخلياً، فقد أكد جلالة الملك أن أمن الأردن خط أحمر، وأن استقرار المملكة هو الأساس في استمرار التنمية والحفاظ على كرامة المواطن، فالمؤسسات الأمنية والقوات المسلحة الأردنية تشكل درع الوطن الحصين في مواجهة كل التحديات، فيما تمضي الدولة بثبات نحو تعزيز الإصلاح السياسي والاقتصادي وترسيخ المشاركة الشعبية.

وفي زمنٍ تتقاذفه الصراعات، يبقى الأردن بقيادته الهاشمية صوت الحكمة والاتزان، ومركز الثقل في معادلة الاستقرار الإقليمي، ورمزاً للثبات في وجه العواصف،

فجلالة الملك عبدالله الثاني يقود الوطن بثقةٍ ورؤيةٍ عميقة، تحوّل التحديات إلى فرص، وتثبت أن الأردن الصغير بحجمه، كبير بدوره ومواقفه.