أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Oct-2019

فرض الآمال على أساس أمر واقع*لما جمال العبسه

 الدستور-في مقابلة مع احد وسائل الاعلام الاردنية ظهر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ما بين متهكم على واقع حال، وواضعا حلما امريكيا اسرائيليا بفرض سياسة الامر الواقع، عندما قال (ان الولايات المتحدة نقلت سفارتها الى القدس وخشينا انفجارا وفوجئنا بـ»التثاؤب»)، فهو يشير الى ان تنفيذ صفقة القرن لن تحدث اي صدى لدى الشارع العربي وستمر كما مر غيرها من الاحداث دون ردة فعل.

جملة تحمل في طياتها العديد من المعاني في وصف الواقع العربي فظاهرها حقيقة وباطنها واقع مخالف، ذلك ان نتيجة ما مر به الوطن العربي على امتداده من مآسي منذ اوائل القرن الماضي الى الأن من استعمار الى احتلال فعلي واخر فكري الى محاولات لسلخ الواقع العربي عن محيطه من خلال تغيير ثقافته ومفاهيمه، وصولا الى وضع رقاب اقتصادات العديد من الدول العربية ان لم يكن معظمها تحت مقصلة الفقر التي لا ترحم، فكانت عملية إلهاء ممنهجة للمواطن العربي للسعي واللهث وراء لقمة العيش والخروج من مأساة الفقر، لتمتن عليه بنعمه «صندوق النقد الدولي» وبرامجه التي تُدعى بالاصلاحيه!، والتي قادت موازنات العديد من الدول تحت مظلتها الى حالة مزرية يصعب معها كل دواء ممكن فهي مصابة بداء عُضال اسمه «المديونية المرتفعة والعجز».
لا شك ان الشعب العربي والاسلامي غير مقبول لديه هذه الفكرة ولا شك ان القضية الفلسطينية ومسألة القدس والمسجد الاقصى لاتزال محرمات لا يمكن الاقتراب منها مهما كانت الحالة المعيشية لهذا المواطن الذي قهره الفقر وسوء الحال، ولا شك ان العديد من الانظمة العربية لا تزال لديها نفس عقيدة شعبها، فالمسألة اكبر من ان يُستهان بها في كلمات لا تليق بدبلوماسي يعرف واقع الحال الفلسطيني على اقل تقدير.
ان ما تطرحه الحكومة الامريكية مما عُرف بـ»صفقة القرن» يواجه مقاومة كبيرة من الجميع على الاخص الشعبين الفلسطيني والاردني اينما كان وتواجد، ولو كان بامكان الولايات المتحدة واسرائيل فعل شيء حيال ذلك لقامت به انما هي لا تزال تواجه قادة تألفوا مع شعوبهم في هذا الموقف، فلم يقبل اي من القائدين التجاوب او مناقشة هذه الصفقة المعيبة، بل كان الرفض سيد الموقف على الرغم مما تعانيه السلطة الفلسطينية والاردن من عثرات اقتصادية ثقيلة الحمل، وبالرغم من محاولات الضغوط الاقتصادية المتعمدة لهذين الشعبين الصامدين لإنفاذ الصفقة وهذا مالم يتم حتى الآن ولن يتم بمشيئة الله.
ان البداية هي ايماننا العميق باحقية المسلمين والعرب بالاوقاف الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف مع العقيدة الراسخة للحق الفلسطيني في دولته، وانتهاءا بالانسجام في الرؤى بين القادة وشعبيهما الذين يعتبران لديهما لحمة في التاريخ والحاضر والمستقبل لا يمكن فضها، كل هذه الامور مجتمعة بالتأكيد ستكون حائط سد لمقاومة إنفاذ هذه الصفقة العارعلى العالم ككل، فالنضال الفلسطيني والمرابطة في الاردن تكملان بعضهما فلا وطن بديل ولا مال يغني عن الحق العربي الفلسطيني.
مهما كانت احلام اسرائيل وعرافتها الولايات المتحدة التي تعد العصى السحرية لعكس الحلم الى واقع مُعاش، فإننا على ثقة بالله اولا، وايمانا قاطعا بان الرآي واحد في هذا الاتجاه فلا تراجع ولا استسلام امام منع تحقق الحلم الاسرائيلي الامريكي اتجاه مقدراتنا في فلسطين.