أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2025

الزيتون.. تخريب وسرقة*محمود خطاطبة

 الغد

الخوف كُل الخوف أن تتحول عمليات «سرقة» ثمار الزيتون، ومن ثم تكسير أغصان هذه الشجرة، أو بمعنى أصح «تخريبها»، إلى ظاهرة، وبالتالي تنتشر بشكل أوسع مما هي عليه الآن، خصوصًا أنها تأتي في ظل أوضاع معيشية أكثر من صعبة، بالتزامن مع ارتفاع مُعدلات الفقر، وتزايد أعداد البطالة، وبالأخص الجامعيين، الذين باتت نسبة منهم ليست ببسيطة تلجأ إلى «ضمان» أو «تضمين» أراض مزروعة بالزيتون، مُقابل نسبة مُعينة على المحصول بالاتفاق مع صاحب الأرض، بُغية التغلب على مصاعب الحياة المعيشية.
 
 
البوادر الأولية توحي بأن موسم الزيتون للموسم الحالي، سيكون مُنخفضًا، إذ يتوقع خُبراء ومزارعون مُتمرسون في هذا القطاع أن تكون كميات إنتاج ثمار الزيتون قليلة أو شحيحة، وهذا ما تؤكده وزارة الزراعة التي أعلنت عن وقف تصدير ثمار هذه المادة للموسم الحالي، نظرًا لانخفاض كميات الإنتاج.
المُزارع أو «المُتضمن»، يتعرض لخسائر ثقيلة وبالجُملة، فبعيدًا عن أن الإنتاج ضعيف، حيث الشجر يكاد يخلو من الثمار، هُناك تعب وجهد يبذله، على مدار العام، من «تقليم» و»تجوير»، وتسميد، ورش للأشجار، ثم إن هُناك بعض المناطق تحتاج إلى ري الزيتون ما بين ثلاث وأربع مرات في العام الواحد.
على الرغم من كُل ذلك، يتفاجأ المزارع أو «المُتضمن» للأراضي، المزروعة بمادة الزيتون، بتعرض محصول الثمار إلى السرقة، ما بين فنية وأُخرى، لا بل والأنكى من هذا هو تكسير أغصان الزيتون، وتخريبها، فالمُعتدي لا يكتفي، للأسف، بسرقة ثمار الزيتون، بل يُسرف في «الأذية»، بعبارة ثانية «سرقات وخراب ديار».
فكما هو معلوم، بأن شجرة الزيتون التي تتعرض إلى «تخريب» أو تكسير لأغصانها، تحتاج ما بين ثلاثة وأربعة أعوام، حتى تستطيع أن تُنتج الشجرة من جديد، الأمر الذي يعني أن صاحب الأرض سوف يتكبد خسائر، ليس على مدى عام واحد، بل عدة أعوام، في ظل وضع اقتصادي أُسري أكثر من صعب.
خلاصة القول، أن سرقة ومن ثم «تخريب» أو تكسير شجرة الزيتون، يبعث برسالة في غاية الأهمية، إلى الجهات المسؤولة في هذه الدولة، والتي تتمحور حول وجود فقر، وصل إلى درجات باتت معها تدق ناقوس الخطر، فعندما تُصبح السرقة العادية، أيًا كانت مجالاتها، ظاهرة، فهذا دليل على أن الوضع صعب على المواطن، وبالتالي على الوطن ككُل، ومن قبله المُجتمع المحلي.
هذا في حال السرقة العادية، أما أن يلجأ أشخاص إلى سرقة الزيتون، وهم يعلمون صعوبة ذلك، فعملية «قطف» ثمار الزيتون بالوضع الطبيعي تحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة وبعض الآليات والدعم اللوجستي، فما بالك إذا كانت هذه العملية تتم من خلال «السرقة»، أي في جُنح الليل الطويل، مع أن «المُعتدين» يستخدمون نفس الآلية التي يستخدمها المُزارع أو صاحب الأرض لقطف تلك الثمار.