أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    21-Jul-2024

السكتة الدماغية التكنولوجية، ونجاة الدول العربية ودول من شرق العالم*لما جمال العبسه

 الدستور

لازالت التداعيات السلبية لعملية التحديث التي اجرتها شركة الامن السيبراني CrowdStrike على برنامجها الخاص بالحماية من الهجمات الالكترونية مستمرة، وتجسدت في سلسلة من الاعطال التي طالت قطاعات اقتصادية في معظم الدول الاوروبية وشمال القارة الامريكية وغيرها والمعتمدة على نظام الحوسبة السحابية من مايكروسوفت، هذه الاعطال تسببت في خسارة تقدر بمليارات الدولارات خلال الساعات الاولى لحدوثها الجمعة الماضية وبالطبع لم يتوقف هذا النزف حتى مع اعلان شركة الامن السيبراني سيطرتها على ما حدث.
هذا الهرج الذي وقع يوم الجمعة الماضي بسبب هذا الحدث الجلل الذي تسبب في تعطل حركة المطارات العالمية والمصارف واسواق المال العالمية وتعطلت معه الخدمات اللوجستية كحركة نقل البضائع عبر الموانئ في هذه الدول، اصاب الجميع بفزع ليس فقط على صعيد الخسائر المادية، بل على سير الاعمال التي اعتمدت بالمطلق على هذا النظام الذي حتى اللحظة تم تحديثه عبر شركة امن سيبراني، انكر الخبراء في هذا المجال قيامها بعملية التحديث بطريقة وصفها الكثير بأنها طريقة مبتدئين.
بالمقابل نجت الدول العربية وبعض دول شرق العالم كالصين وروسيا من هذا المأزق، فجميعها تقريبا لا تتعامل مع CrowdStrike، ومن جانب اخر ساعد ان معظم دول المنطقة العربية خصوصا لا تعمل القطاعات فيها يوم الجمعة وبالتالي كان الضرر محدودا جدا عليها.
هذه الكارثة العالمية تعتبر نذيرا في كيفية التعامل مع التكنولوجيا العالمية، فالامر يشي بما لا يدع مجالا للشك بان التكنولوجيا الغربية فوق انها اداة هامة للتجسس على العالم، فانها ليست في مأمن عن اي عطل، وانه لابد من عدم الاعتماد عليها بالشكل المطلق وان تستخدم عدة سلات لوضع البيض فيها، الامر الاخر الواضح بجلاء هي ان الوجه الاخر للتكنولوجيا بدا واضحا في ان الاعتماد عليها لا يخرج من نطاق المخاطرة غير محسوبة العواقب، اي ان العقل البشري يبقى الاهم، ما يعني ان التقنيات الحديثة يجب ان لا تكون الاساس المطلق بقدر ما هي اداة هامة لتسهيل الحياة، مع امكانية اصابتها بكوارث كما هو حاصل اليوم.
والاهم من ذلك هناك حاجة لكافة الدول في العالم لايجاد بدائل محلية يُعتمد عليها في حال وقوع ما لم يكن في الحسبان لضمان امن المعلومات الحساسة لهذا البلد او ذاك، وهذا الامر حدث في الصين وروسيا اللتين تعتمدان على انظمة حوسبة سحابية خاصة بهما، فهما بالدرجة الاولى متحكمان بالقرصنة الممكن وقوعها على معلوماتهما، والامر الثاني تفاديا الوقوع في كارثة من هذا القبيل.
مشكلة تعطل الخدمات السحابية في ميكروسوفت ليس سهلا حلها، فهي تحتاج لوقت، والاهم لا يمكن حصر تلك البيانات والمعلومات التي فُقدت من خلال هذه العملية التحديثية التي بدأت علامات الاستفهام تدور حولها، ومن المتوقع ورود معلومات عن اسباب وقوعها واذا ما كانت خطأ عابرا كلف الاقتصاد الغربي تحديدا خسائر طائلة، ام انها مقصودة فزادت الخسائر لتسرب العديد من المعلومات في القطاعات الاقتصادية والعامة في هذه الدول.
على اهمية التكنولوجيا يبدو واضحا ان الاعتماد المطلق عليها مخاطرة غير محسوبة العواقب.. فبدلا من الاتكاء عليها لابد من النظر حاليا في المخاطر التي تتسبب اعطالها في وقوعها، وبدلا من اخراج الطاقات البشرية الكامنة في تصميم تطبيقات لا طائل منها سوى اللهو وتخريب المجتمعات في معظمها، لابد من التركيز على حفز العقول البشرية المحلية للخروج ببرامج وطنية تحمي المعلومات الخاصة في الدولة نفسها.