مطار الملكة علياء.. بوابة وطنية تدعم الاقتصاد والنمو السياحي
الراي - لمى العتوم
قال الرئيس التنفيذي لمجموعة المطار الدولي نيكولا ديفليير، إنّ الشراكة مع الحكومة الأردنية، التي انطلقت عام 2007، باتت تمثل اليوم نموذجًا متقدمًا للتعاون بين القطاعين العام والخاص، موضحًا أنّ السنوات الماضية أثبتت قدرة الثقة المتبادلة والالتزام المشترك على صناعة إنجازات حقيقية، ومضيفًا أنّ تمديد اتفاقية امتياز «البناء-التشغيل-ونقل الملكية» حتى عام 2039 يجسّد هذا المستوى من الثقة، لأنه يتيح لمجموعة المطار الدولي مواصلة الاستثمار في رفع الطاقة الاستيعابية لمطار الملكة علياء الدولي من 12 إلى 18 مليون مسافر، إل? جانب تطوير البنية التحتية والخدمات وتحسين تجربة المسافرين.
وأوضح دفيليير في حديث لـ «الرأي» أنّ المطار أصبح ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني ومحركًا رئيسيًا لقطاعات النقل والسياحة والتجارة، لافتًا إلى أنّ مجموعة المطار الدولي قدّمت منذ انطلاق المشروع نحو 3 مليارات دولار للحكومة، بينها 1.8 مليار دولار رسوم امتياز. كما بيّن أنّ تراجع حركة المسافرين بنسبة 4% عام 2024 بسبب التوترات الإقليمية لم يمنع مجموعة المطار الدولي من دفع 121 مليون دينار خلال العام ذاته، بينما شهد عام 2025 انتعاشًا ملحوظًا بنسبة 9% حتى تشرين الأول، وسجّل آب رقمًا تاريخيًا بلغ 1.08 مليون مسافر.
وأضاف أنّ خطة التطوير المتواصلة في المطار، والمتضمنة 15 مشروعًا استراتيجيًا، تعكس رؤية واضحة لمطار أكثر جاهزية وكفاءة، مشيرًا إلى تشغيل نظام جديد لمناولة أمتعة المسافرين، وإلى العمل بالتوازي على تطوير قاعات القادمين والجمارك واستلام الأمتعة، وتعزيز الأنظمة الأمنية، وتأهيل المدرج الجنوبي و ممرات الطائرات المرتبطة به، فضلًا عن اعتماد حلول ذكية ترفع الانسيابية وتحسّن تجربة المسافر.
ولفت إلى أنّ مطار الملكة علياء الدولي حافظ خلال السنوات الماضية على تنافسيته إقليميًا ودوليًا؛ إذ حصد المركز الأول لثمانية أعوام ضمن «فئة 5 إلى 15 مليون مسافر» في استطلاع جودة خدمات المطارات في الشرق الأوسط، واحتفظ بموقعه بين أفضل مطارين في المنطقة لأربعة أعوام متتالية، كما نال جائزة «المطار الأكثر متعة في الشرق الأوسط» مرتين، وحصل على تصنيف أربع نجوم من Skytrax، إلى جانب المستوى +4 في إدارة الانبعاثات الكربونية حتى عام 2028.
وقال دفيليير إنّ التحديات الجيوسياسية التي شهدها عامَا 2024 و2025 لم تمنع المطار من الحفاظ على مرونته المالية والتشغيلية، مؤكدًا أنّ الإدارة تعمل على تنويع مصادر الإيرادات ورفع كفاءة التكاليف دون التراجع عن مشاريع البنية التحتية.
وأضاف أنّ إعادة افتتاح مطار عمّان المدني تُعدّ خطوة داعمة لمنظومة الطيران الوطنية، بينما يواصل مطار الملكة علياء الدولي أداء دوره بوصفه البوابة الرئيسية للرحلات الدولية والسياحة طويلة المدى، خاصة في ظل خطط التوسعة الجارية وتطوير الخدمات.
وأشار كذلك إلى الدور الحيوي للمطار في دعم القطاع السياحي، موضحًا أنّ عائدات السياحة اقتربت من 6 مليارات دولار في الأشهر التسعة الأولى من 2025، وأن التعاون متواصل مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة لاستقطاب شركات طيران جديدة وتوسيع شبكة الوجهات، لا سيما الرحلات منخفضة التكاليف التي تسهم في تسهيل وصول الزوار إلى الأردن.
وتابع مؤكّدًا أنّ الاستدامة أصبحت أحد أهم محاور استراتيجيةمجموعة المطار الدولي، مشيرًا إلى أنّ المطار يمتلك واحدة من أبرز محطات الطاقة الشمسية في المنطقة، تغطي 37% من احتياجاته التشغيلية وتخفض 12 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا، إضافة إلى مبادرات للحفاظ على المياه والهواء وإدارة النفايات وحماية التنوع الحيوي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أنّ التحول الرقمي يشكّل ركيزة أساسية في تطوير المطار، موضحًا أنّ العمل جارٍ على تطبيق بوابات إلكترونية تعتمد القياسات الحيوية، وأنظمة ذاتية لتسجيل الوصول وتسليم الأمتعة، وروبوتات تنظيف تعمل بالبيانات اللحظية، بالإضافة إلى تحديث شامل لشاشات الإعلانات الرقمية وتطوير تطبيق خاص للمسافرين، ليصبح المطار –كما قال– بوابة وطنية حديثة، وركنًا مهمًا في الاقتصاد الأردني، ومحفزًا للنمو السياحي، ونموذجًا للتطوير المستدام والخدمة التي تعكس روح الأردن.