مزارع الدجاج: عشوائية المواقع تربك الأسواق.. و"الزراعة" تتعهد بتنظيم القطاع
الغد-عبدالله الربيحات
عزت أوساط زراعية أسباب تذبذب أسعار الدجاج في الأسواق، إلى انتشار مزارع الدواجن بشكل غير مدروس في المملكة، مؤكدة أن انخفاض أسعار الدجاج مؤخرا يعود إلى وفرة الإنتاج وزيادة الكميات المطروحة.
وذكر خبراء لـ"الغد" أن الحل يكمن في تنظيم عمليات الإنتاج من قبل وزارة الزراعة، بحيث تخصص لكل مزرعة كمية إنتاج محددة شهريا، إضافة إلى ضرورة تشديد الرقابة والمتابعة على المزارع.
كما دعوا إلى إنشاء صندوق استثماري لمربي الدواجن ليكون داعما لهم في حال حدوث اختناقات تسويقية. توسع الإنتاج وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية مستثمري الدواجن والأعلاف عبد الشكور جمجوم، وجود أكثر من ألفي مزرعة دجاج لاحم وثلاثة آلاف مزرعة دجاج بياض، كما توجد 300 مزرعة "أمهات".
وأضاف جمجوم أن حاجة المملكة من الدجاج اللاحم شهريا تبلغ نحو 30 مليون دجاجة، في حين يتجاوز إنتاجنا المحلي 40 مليون دجاجة، بما يعادل 120 % من حاجة الاستهلاك المحلي، مبينا أن السبب يعود للتوسع في الإنتاج، الأمر الذي أدى إلى إلحاق ضرر بكثير من مزارعي الدواجن.
وقال إن الحل يكمن في تنظيم عمليات الإنتاج من قبل وزارة الزراعة، بحيث تخصص لكل مزرعة كمية إنتاج محددة شهريا، فضلا عن تشديد الرقابة والمتابعة على المزارع.
من جهته، بين مدير عام اتحاد المزارعين محمود العوران، أن انتشار مزارع الدواجن بشكل غير مدروس يعد من ضمن الأسباب التي ساهمت في تذبذب الأسواق، فضلا عن تحسن القدرات الفنية لدى مربي الدجاج عبر مواكبة التطور، فالقطيع الذي يفترض أن يكون في السوق خلال 45 يوما أصبح الآن، ومع التطور التقني، يتواجد خلال 28 يوما.
ولفت إلى غياب التنظيم والتنسيق في هذا القطاع، ناهيك عن أن المزارع التي كانت سعتها تبلغ على سبيل المثال 10 آلاف طير أصبحت تتسع لـ25 ألف طير.
ووضح أن القطاع يعاني من ضعف في القوة الشرائية نتيجة الظروف الاقتصادية الناجمة عن الأحداث السياسية بشكل عام، ومن هنا يجب أن يكون هناك تنظيم للإنتاج، وإنشاء صندوق استثماري لمربي الدواجن ليكون داعما للمربين في حال حدوث اختناقات تسويقية. بدوره، عزا مساعد الأمين العام للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة مصباح الطراونة، سبب ارتفاع إنتاج الدواجن إلى دخول التكنولوجيا في المزارع، التي زادت من إنتاج الطيور، فضلا عن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة التي زادت من عمليات الإنتاج وانخفاض أسعار الأعلاف مؤخرا.
وأضاف أنه يوجد لدينا 1221 مزرعة دجاج لاحم حسب بيانات وزارة الزراعة، مبينا أن العمل جارٍ لتنظيم القطاع وضبط عمليات الإنتاج.
بحث معضلات القطاع
وكانت بحثت لجنة الزراعة والمياه النيابية، برئاسة النائب الدكتور أحمد الشديفات، خلال اجتماع عقدته أول من أمس، أبرز التحديات التي تواجه مربي الدواجن والمواشي في المملكة. وأكد الشديفات، بحضور وزير الزراعة صائب الخريسات، وأمين عام الوزارة محمد الحياري، وعدد من المربين، أن العمل المشترك وتوحيد الجهود بين الجهات المعنية هو السبيل لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع، بما ينعكس إيجابا على المزارعين والمستهلكين والاقتصاد الوطني.
وأضاف، إن انتشار مزارع الدواجن بشكل غير مدروس في المملكة ساهم في تذبذب السوق، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار الدجاج مؤخرا يعود إلى وفرة الإنتاج وزيادة الكميات المطروحة.
بدورهم، شدد مربو الدواجن والمواشي على أن القطاع الزراعي بحاجة إلى وقفة جادة وإستراتيجية واضحة لدعم مربي الثروة الحيوانية، لافتين إلى أن التغيرات المناخية وقلة الأمطار وما نتج عنها من تراجع المراعي الطبيعية زادت من اعتمادهم على الأعلاف المستوردة ذات التكلفة المرتفعة. وأكد المربّون ضرورة تبني حلول متكاملة، أبرزها زيادة كميات الأعلاف المخصصة، وتأجيل أقساط القروض المستحقة عليهم، وإعفاؤهم من الفوائد المترتبة، دعما لاستدامة هذا القطاع الحيوي.