استضافت شركة توزيع الكهرباء يوم الثلاثاء، ورشة عمل متخصصة بتنظيم لجنة "سيجري" الوطنية الأردنية، خصصت لمناقشة واقع وتحديات مشروع العدادات الكهربائية الذكية في المملكة، ودورها في التحول الرقمي وتعزيز كفاءة المنظومة الكهربائية.
وثمن رئيس هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن المهندس زياد السعايدة الجهود المبذولة من شركات التوزيع في مشروع العدادات الذكية، مشيرا إلى أن الهيئة وضعت منذ 2021 خطة تنفيذية متكاملة لاستبدال العدادات التقليدية، شملت اعتماد تعليمات فنية دقيقة ومواصفات إلزامية.
وبحسب بيان للشركة اليوم الثلاثاء، أكد السعايدة أن العدادات تساهم بشكل مباشر في خفض الفاقد الكهربائي، وتحسين الفوترة، وتمكين الشركات من التحكم عن بعد في عملية الاستهلاك.
من جهتها، أكدت المديرة العامة لشركة توزيع الكهرباء، المهندسة ريم حمدان، أن الشركة تولي أولوية لتطوير بنيتها التحتية وخدماتها، انطلاقا من إيمانها العميق بأن التطوير المؤسسي الحقيقي ينبع من العمل المتكامل والابتكار المستدام.
وأشارت حمدان الى أن تطبيق مشروع العدادات الذكية يأتي انسجاما مع رؤية التحديث الاقتصادي في رقمنة الخدمات وتحقيق استدامة الطاقة الكهربائية، بالتعاون مع هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن التي ساندت الشركة في أنشطتها للاستبدال من خلال مساندتها في مواكبة وتعديل التعليمات والضابطة العدلية.
وأكدت أهمية المشروع لما له من أثر في تخفيض نسب الفاقد الكهربائي، وتحسن في نسب التحصيل المالي رغم التحديات الاقتصادية، بالإضافة الى تعزيز خدمات المشتركين عبر التوسع في الحلول الإلكترونية والتواصل الذكي.
وأشارت الى أن الشركة وصلت الى ما يقارب 96 بالمئة من مشتركيها ضمن مناطق الامتياز التي تغطي ما يقارب 70 بالمئة من مساحة المملكة، في إطار رؤية واضحة تضمن مشاركة جميع الفئات من مستهلكين وشركاء في مسيرة التحول الرقمي.
وشددت على أن استبدال العدادات التقليدية بأخرى ذكية، يسهم في بناء قاعدة بيانات دقيقة تساعد العاملين في إعداد الدراسات واتخاذ القرار، كما أن توفير آليات حديثة للتحكم عن بعد، يتماشى مع الاتجاهات العالمية نحو الشبكات الذكية والطاقة المستدامة
وشهدت الورشة سلسلة من العروض التقديمية من الجهات المشاركة، حيث ركز العرض الأول، الذي قدمه المهندسان مأمون الزعبي ومنى الموسى من هيئة تنظيم قطاع الطاقة، على الجوانب التنظيمية والتشريعية للمشروع، وأهمية تطوير المواصفات الفنية للعدادات بما يتوافق مع متطلبات الشبكات الذكية.
واستعرض المهندس زايد الحموري والمهندسة رهف العزايزة من شركة كهرباء إربد تجربة الشركة في إدارة التحديات الداخلية والخارجية للتحول، منها تخوف بعض الموظفين من فقدان وظائفهم، ومخاوف المشتركين من تغير طريقة الفوترة، مشيرين إلى تبني خطة تدريب شاملة، وتفعيل وسائل التوعية الرقمية والتواصل المباشر مع الجمهور.
من جانبه، قدم المهندس حمزة الفقيه من شركة توزيع الكهرباء عرضا تفصيليا حول دور بيانات العدادات الذكية في تحسين كفاءة تشغيل النظام الكهربائي.
وسلط المهندس مجدي القبالين من شركة توزيع الكهرباء الضوء على قضايا الأمن السيبراني المرتبطة بالبنية الرقمية الجديدة.
وعرض المهندسان محمد عربيات وطارق مسعد من شركة الكهرباء، دراسة حالة حول تجربة الشركة في تطبيق أنظمة التوافقية، من خلال الاعتماد على معايير (IEC 61968 وDLMS/COSEM) لتقليل الاعتماد على مورد واحد، وضمان التشغيل السلس بين العدادات ونظم إدارة البيانات والفوترة.
من جهته استعرض المهندس عمار السطري من شركة أورانج، أهمية البنية التحتية السحابية والاتصالات في دعم مشروع العدادات الذكية، مشيرا إلى ضرورة توفير مراكز بيانات مرنة وآمنة، متوافقة مع قوانين حماية البيانات المحلية والدولية مثل (GDPR وPDPL).
واختتمت الورشة بجلسة نقاشية أدارها الدكتور سحبان الناصر والمهندس أشرف جعاعرة، ناقشت آليات التنسيق بين الجهات المختلفة لضمان نجاح المشروع على مستوى وطني، والتحديات المتوقعة في المرحلة المقبلة، لا سيما على صعيد الأمن السيبراني، وتحديث النظم التكنولوجية.
--(بترا)