"الجمعة البيضاء".. آمال بإنعاش الأسواق لتعويض تراجع الطلب
الغد-عبدالرحمن الخوالدة
أنهت قطاعات تجارية مختلفة في الأسواق الأردنية استعدادها لتخفيضات "الجمعة البيضاء" التي تتطلع من خلالها إلى استعادة بعض الزخم التجاري الذي شهد تراجعا في الأشهر الأخيرة.
وبات موسم "الجمعة البيضاء" خلال السنوات الأخيرة من أهم المواسم التجارية في الأردن، ليس فقط بالنسبة للتجار لتعويض التراجع في المبيعات، بل بالنسبة للمستهلكين الذين ينتظرون الفرصة للحصول على أفضل العروض والخصومات بدءا من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية مرورا بالأثاث والسجاد وصولا إلى مختلف السلع الاستهلاكية الأخرى.
ويُقصد بـ"الجمعة البيضاء"، أو ما يُطلق عليها عالميا بلاك فرايدي (Black Friday)، يوم التسوق العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، والذي يتميز بتخفيضات كبيرة على مختلف السلع، ويُعتبر بداية موسم العطلات السنوي، إذ يتيح للتجار زيادة المبيعات وللمستهلكين الحصول على أسعار مغرية.
وأكد ممثلو القطاعات التجارية أن عروض التخفيضات حقيقية وشفافة، مشيرين إلى أن الهدف الأساسي من هذه العروض هو تنشيط السوق وإتاحة فرصة للمستهلكين للاستفادة من أسعار تنافسية ومغرية، في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.
وأشار التجار إلى أن ذروة الإقبال على عروض "الجمعة البيضاء" عادة ما تشهدها الأسواق في الأسبوعين الأخيرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) مع بدء صرف الرواتب وهو ما يجعل الموسم فرصة حقيقية لإعادة الحيوية إلى الأسواق وتحفيز الحركة التجارية.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة والتموين، أمس تكثيف حملتها الرقابية بالتزامن مع موسم العروض والتنزيلات الخاصة خلال هذه الفترة المعروفة باسم "الجمعة البيضاء"، في إطار التزامها المستمر برفع كفاءة آليات الرقابة على الأسواق وحماية المستهلك وضمان توفير بيئة تسوق آمنة وشفافة.
وقال الناطق الإعلامي باسم الوزارة ينال البرماوي لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن الحملة جزء من استراتيجية الوزارة الهادفة إلى تعزيز الثقة بالأسواق، والتصدي للممارسات التجارية المضللة، إذ تشمل الأنشطة المنفذة مجموعة متكاملة من الإجراءات التوعوية والخدماتية والرقابية.
وأشار إلى أن الوزارة منذ بداية العام الحالي، أصدرت 445 موافقة على إجراء حملة ترويجية لضمان مطابقتها للقوانين وحماية حقوق المشاركين وأشرفت على فعاليات سحب الجوائز لهذه الحملات تعزيزا للشفافية والنزاهة.
وعلى الصعيد الرقابي، نفذت الوزارة منذ بداية العام الحالي 8200 جولة رقابية نتج عنها 131 ألف زيارة لمنشأة تجارية، منها 750 جولة خاصة بالتدقيق بنحو مباشر على العروض والتنزيلات المعلن عنها، إذ أسفرت هذه الجولات عن تحرير 7100 مخالفة، منها 320 مخالفة تتعلق بالعروض والتنزيلات الوهمية.
كما استقبلت منذ بداية العام 906 شكاوى مستهلك، أسفرت عن تحرير 333 مخالفة، منها 75 شكوى حول الإعلانات الوهمية والتنزيلات الصورية، تبين منها 31 شكوى مخالفة، وتم معالجة وإغلاق جميع الشكاوى بنسبة 100 بالمئة.
وعلى صعيد الجانب التوعوي خلال العام الحالي لنشر الوعي بالحقوق والواجبات التجارية بين التجار والمستهلكين، بين البرماوي أن الوزارة عقدت 8 ورشات عمل توعوية في 7 محافظات بالتعاون مع غرفة تجارة الأردن وغرف التجارة بالمدن المعنية وخصصت 156 ألف رسالة نصية توعوية، ونشرت العديد من النشرات التوعوية على موقع الوزارة ووسائل التواصل الاجتماعي.
تخفيضات ملموسة على أسعار الاثاث والسجاد في السوق المحلية
وأكد نقيب تجار ومنتجي الأثاث شرف الهياجنة أن التخفيضات على أسعار الأثاث لموسم "الجمعة البيضاء" تصل إلى نحو 45 %، معتبرا الموسم فرصة لتعويض تراجع الطلب على الأثاث خلال الأشهر الماضية، الذي بلغ أكثر من 60 %.
وأشار الهياجنة إلى أن موسم الأثاث بطبيعته صيفي، لكنه عادة يحظى باهتمام كبير خلال موسم التخفيضات، إذ يسعى التجار من خلال العروض إلى جذب المستهلكين وتحريك حركة المبيعات في السوق.
ولفت الهياجنة إلى أن القطاع أيضا أكمل استعداداته لموسم التخفيضات الشتوية في مجال السجاد والموكيت الذي انطلق أواخر الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يستمر حتى الثلث الأول من شهر كانون الأول (ديسمبر)، خاصة مع تأخر الدخول الفعلي للموسم الشتوي.
وأكد الهياجنة أن حجم التخفيضات على أسعار السجاد والموكيت كبير جدا، إذ تتجاوز انخفاضات الأسعار نسبة 50 % في بعض الحالات.
وأضاف أن "التجار يهدفون من خلال هذه التخفيضات إلى تشجيع الإقبال على الشراء وتحريك النشاط في السوق بما يعزز السيولة المالية لديهم ويساعدهم على الإيفاء بالالتزامات المالية اللازمة لاستمرارية أعمالهم".
وأشار نقيب تجار السجاد والموكيت إلى أن الأسبوعين الأخيرين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عادة ما يشهدان ذروة الطلب، إذ تتزامن مع موسم تخفيضات "الجمعة البيضاء"، وهو ما يمثل فرصة مثالية للقطاع لتعويض جزء من التراجع في المبيعات الذي سجله منذ العام الماضي، حيث انخفض الطلب بنحو 40 %.
وشدد الهياجنة على أن القطاع يعمل على تقديم عروض حقيقية ومغرية للمستهلكين، تشمل مختلف أنواع السجاد والموكيت، مع التركيز على الجودة والتنوع لتلبية احتياجات المنازل المختلفة، مضيفا أن التجار يتطلعون إلى موسم نشط ينعكس إيجابا على الحركة التجارية ويحفز المستهلكين على الاستفادة من التخفيضات الموسمية الكبيرة.
تخفيضات كبرى في سوق الألبسة خلال "الجمعة البيضاء"
بدوره، قال نقيب تجار الألبسة والأحذية سلطان علان إن "القطاع يشارك في موسم "الجمعة البيضاء" هذا العام وفق منهجية واضحة مع تقديم تخفيضات كبرى حقيقية تهدف إلى تنشيط السوق وتعزيز الطلب المتراجع خلال الأشهر الأخيرة في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين واستمرار معضلة الطرود البريدية التي تؤثر على حركة المبيعات".
وأضاف علان: "غالبية العلامات التجارية الكبرى للألبسة والأحذية في الأردن ستشهد تخفيضات خلال الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، مشيرا إلى أن هذه العلامات تنظم عروضها وفق تعليمات شركاتها الرئيسة، لضمان تناسق الأسعار وفاعلية العروض".
وأكد نقيب تجار الألبسة والأحذية سلطان علان أن موسم التخفيضات أو "الجمعة البيضاء" في السوق الأردني يحتاج إلى مزيد من التنظيم، مشيرا إلى أن التجربة العالمية عادة ما تقتصر على يوم واحد أو يومين، بينما يشهد السوق المحلي أحيانا فوضى إذ تبدأ العروض قبل أسابيع وبطريقة غير منظمة.
وأوضح أن ضبط الموسم وتحديد أطره بصورة واضحة يخدم مصالح القطاع التجاري، ويساعد التجار على استعادة النشاط وكسر حالة الجمود التي أثرت على السوق خلال الفترة الماضية.
وشدد علان على أهمية تعاون التجار مع الجهات المعنية لتنظيم الموسم، بحيث تستفيد الأسواق والمستهلكون على حد سواء، مع الحفاظ على مصداقية العروض وجودة المنتجات، لضمان موسم ناجح يعيد الحيوية إلى القطاعات التجارية كافة، ويُقدر إجمالي عدد محال الألبسة والأحذية بالمملكة بنحو 10700 محل، توظف نحو 57 ألف عامل غالبيتهم من الأيدي العاملة الأردنية.
من 20 إلى 40 % تخفيضات على أسعار الأجهزة الإلكترونية
من جانبه، نائب نقابة تجار الأجهزة الكهربائية والأدوات الإلكترونية فواز قطان إن "العروض الترويجية لموسم "الجمعة البيضاء" انطلقت مبكرا منذ بداية الشهر الحالي، في محاولة لتعويض الركود الذي يشهده القطاع منذ بداية العام".
وأوضح قطان أن حجم الطلب على الأجهزة الإلكترونية والكهربائية انخفض بنحو 30 % خلال الأشهر الماضية، وهو ما دفع التجار إلى تقديم تخفيضات مغرية لجذب المستهلكين.
وأضاف قطان "التخفيضات التي طرأت على أسعار الأجهزة تتراوح بين 20 و40 %."
وأكد أن جميع العروض حقيقية ولا تشمل أي تلاعب بالأسعار، ولفت إلى أن التجار يراهنون على هذه التخفيضات لاستعادة النشاط في السوق وتنشيط حركة المبيعات قبل نهاية العام، خاصة مع قرب صرف الرواتب وبدء موسم التسوق المكثف.
وتوقع قطان أن يشهد السوق زيادة ملحوظة في الإقبال خلال الثلث الأخير من الشهر الحالي، مع استمرار "عروض الجمعة البيضاء".
ودعا المستهلكين إلى الاستفادة من التخفيضات الكبيرة والمتنوعة على مختلف الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، من الهواتف الذكية إلى الأجهزة المنزلية الكبيرة.
كما أشار إلى أن الموسم الحالي يمثل فرصة للتجار لاستعادة جزء من المبيعات التي تأثرت بانخفاض القوة الشرائية لدى المواطنين خلال الأشهر الماضية، مؤكدا أن قطاع الإلكترونيات والكهربائيات يسعى دوما لمواكبة احتياجات السوق وتقديم عروض تتناسب مع قدرة المستهلكين المالية.
وتقدر عدد محال الأجهزة الكهربائية والإلكترونية تحت مظلة نقابة الأجهزة الكهربائية والأدوات الإلكترونية بقرابة 4 آلاف محل تنتشر في عموم المحافظات.