أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2024

الكرك: الأمطار تنقذ موسم القمح والشعير

 الغد-هشال العضايلة

الكرك– انتشلت الأمطار الأخيرة التي هطلت على مختلف مناطق محافظة الكرك، المزارعين من شبح موسم كان مرشحًا للفشل، خصوصًا للزراعات الحقلية، حيث أوشكوا على فقدان الأمل بهطل الأمطار لزراعة حقولهم بمحصولي القمح والشعير.
 
 
ورغما من تأخر الموسم، وفقا للعديد من المزارعين، فقد بدأ آلاف المزارعين بحراثة أراضيهم، بعد هطل كميات مناسبة لبدء الزراعة، فقد هطلت كميات مناسبة من الأمطار في الكرك بلغت خلال اليومين الماضيين حوالي 20 ملم، وهي الأعلى التي هطلت على المملكة خلال المنخفض الأخير.
 
يذكر أن معدل الهطل المطري السنوي في الكرك يتراوح ما بين 250 ملم إلى 300 حسب توزع التساقط المطري، في حين تحتاج زراعة الشعير كميات أقل من القمح للإنبات، أي بحدود 200 ملم، والقمح من 250 إلى 300 ملم.
وكان مزارعو المحاصيل الحقلية في مختلف مناطق محافظة الكرك، ينتظرون تساقط الأمطار لبدء زراعة محاصيلهم، برغم تأخرها لهذا العام، معبرين عن مخاوفهم من تكرار ما جرى في موسم العام الماضي، الذي وصفوه بـ"الأسوأ خلال سنوات طويلة".
وفي المواسم السابقة، كان غالبية المزارعين، ينهون زراعة جزء كبير من الأراضي بالشعير، وتجهيز الأرض لزراعة القمح، لكن تأخر سقوط الأمطار وتجربة الموسم الماضي، دفعتهم لتأخير حراثة الأرض وبذرها.
وخلال المواسم الأربعة الأخيرة، تكبد مزارعو المحاصيل الحقلية خسائر مالية كبيرة بسبب الجفاف الذي ضرب مساحات واسعة من إقليم الجنوب، والذي أهلك المحاصيل في وقت مبكر من الموسم، ولم يستطع سوى قلة من المزارعين في شمال المحافظة جمع بذور للموسم المقبل.
وكانت نسبة الهطل المطري في المحافظة الموسم الماضي، من أدنى النسب خلال سنوات طويلة، ولم تزد على حوالي 165 ملم فقط.
ويؤكد مزارعون، أن غالبية الأراضي الزراعية في المحافظة، والتي تتم زراعتها سنويا بمحاصيل حقلية لم تزرع مساحات واسعة منها حتى الآن، نظرا لتأخر تساقط الأمطار، وهو موعد متأخر لزراعة المحاصيل، مشيرين إلى ان بدء الموسم أفضل من عدمه في ظل هذه الظروف الصعبة.
وغالبا ما يبدأ المزارعون بزراعة الأراضي الواقعة في المناطق الشرقية، والتي تتم زراعتها بمحصول الشعير لكونه يحتاج إلى كميات قليلة من مياه الأمطار، وهي تعد المساحة الأكبر في المحافظة، والتي تعتمد عليها غالبية المزارعين ومربي الماشية في توفير الأعلاف من الشعير والتبن.
وفي هذا الصدد، قال المزارع أحمد الضمور إن تساقط الأمطار وبرغم تأخرها، جاءت في وقت مناسب لبدء الزراعات الحقلية، خصوصا لموسم القمح والشعير الذي كان يتوقع فشله في حال تأخر تساقط الأمطار عن الفترة الحالية، مشيرا إلى أن أصحاب المواشي، وهم في غالبيتهم مزارعون للمحاصيل الحقلية، اعتمدوا في توفير الأعلاف لمواشيهم على شراء الأعلاف من السوق.
وأشار الضمور إلى أنه بدأ بالإعداد لزراعة الأرض عبر تجهيز البذار والتراكتورات وغيرها من المستلزمات الضرورية لزراعة الأرض بالشعير خلال هذه الفترة من الموسم. وبين أن مزارعي المحاصيل الحقلية كانوا متخوفين من تعرضهم لخسائر مالية، على غرار ما جرى لهم في الموسم الماضي، مؤكدا أن كميات الأمطار المتساقطة أخيرا وبرغم قلتها حتى الآن، إلا أنها جيدة ومناسبة لزراعة الأرض بالمحاصيل، بدلا من زراعة الحبوب بالأرض الجافة.
بدوره، أشار المزارع عاطر العمارين إلى أن الهطل المطري الأخير، يعتبر بداية للهطل المطري، لأن الموسم تأخر ولم تتساقط أي كميات للأمطار قبل ذلك، مشيرا إلى أن المزارعين كانوا بانتظار تساقط الأمطار لبدء حراثة الأرض وزراعتها.
ولفت العمارين إلى أن مزارعين بدأوا مبكرا بحراثة الأرض قبل تساقط الأمطار، لكنها كانت مغامرة قياسا إلى المواسم الماضية التي شكلت خسارة كبيرة للمزارعين، آملا أن تتوالى المنخفضات الجوية وتساقط الأمطار على امتداد الموسم.
يذكر أن مساحة الأراضي الزراعية التي تزرع سنويا بالمحاصيل الحقلية من محصولي القمح والشعير بالكرك تقدر بحوالي 210 آلاف دونم، بينها 110 آلاف تزرع بالشعير، وحوالي 100 ألف دونم تزرع بمحصول القمح.
بدورها، أكدت المهندسة الزراعية عضو مجلس نقابة المهندسين الزراعيين كرم القسوس، أن الأمطار الأخيرة تعتبر فرصة مناسبة لبدء الزراعات الحقلية، خصوصا محصول الشعير، مشيرة إلى أن تأخر الموسم المطري مرتبط بالتغييرات المناخية بشكل عام، خصوصا في مناطق الجنوب.
وأشارت القسوس إلى أن المزارعين تكبدوا خلال المواسم الأخيرة خسائر كبيرة بسبب رداءة المواسم المطرية، والتي تراجعت بشكل كبير قياسا على المعدلات السنوية والمقدرة بحوالي 300 ملم في أغلب المناطق. فضلا عن ارتفاع كلف الزراعات الحقلية.
وأكدت أن المزارعين، بشكل عام، ينتظرون بواكير الهطولات المطرية للبدء بزراعة حقولهم على أمل أن يتحسن الموسم خلافا للمواسم السابقة، والتي لم تصل نسبة الهطل المطري فيها إلى 165 ملم، وهي معدلات أقل كثيرا من حاجة المحاصيل الحقلية للإنبات.