أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    23-Jul-2019

«الزكاة» أساسًا للتنمية وداعمًا للتكافل*لما جمال العبسه

 الدستور-تعديل وتطوير قانون الزكاة هي من الالتزامات التي تأخرت الحكومة في انجازها، والسبب وراء ذلك بحسب الحكومة «الأراء الفقهية وتعدد الجهات»، هذا كل ما صدر عن موضوع قانون الزكاة وتعديلاته، وفي قراءة للقانون الحالي للزكاة فقد تم تحديد عدة بنود للفقراء واحتياجاتهم التعليمية والصحية وما الى ذلك اضافة الى عملية تغطية نفقات حزمة الآمان الاجتماعي، بينما في تبيان القرآن الكريم مصدر التشريع الاساس تم تفصيل هذا الفرض بشكل كامل وتحديد مصارفه ليس اقتصارا على الفقراء والمساكين بل على ثمان مصارف قد ينطبق العدد الاكبر منها على المجتمع الاردني، بالمقابل كان هناك مصطلح اطلقته الحكومة وهو «دولة التكافل» وليس هناك اسهل من التطبيق السليم للزكاة التي شرعها الله لتعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي وتخصيص جزء من مال الذي يملك لمن لا يملك بحق الله وشرعه.

من الغريب ان لا يكون هذا القانون على سلم اولويات الاداء الحكومي فهو الذي يجسد مفهوم «دولة التكافل» بدون اي لُبس او شك، لكن المستغرب اكثر ان يكون هناك تعدد جهات لم تتطرق الحكومة لذكرها وراء تأخره، خاصة وانه نظام اقتصادي مفصل في كتاب الله وهناك العديد  من اهل العلم يمكنهم الرد على اي استفسارات واستيضاحات بحيث نطبقه كما فرضه الله، كما انه كان من الاوجب الاسهاب في الحديث عن اسباب تأخره وادوار ذوي العلاقة، وقبل ذلك كله الاسباب الموجبة لتعديل هذا القانون.
العديد من افراد المجتمع الاردني اضافة الى مجموعة كبيرة من شركات القطاع الخاص لديها الرغبة في تأدية فرض الزكاة، وان يكون هناك جهة تستلم منهم النصاب المفروض عليهم، لكن على ارض الواقع فان الكثيرين يفضلون التوجه بانفسهم لدفع زكواتهم او التوجه نحو الجمعيات الخيرية التي تتواصل وبشكل كبير مع فئات المجتمع الفقيرة والاشد فقرا، ولديها المعرفة الكاملة بمن هو مسكين ومن هو فقير وبالتالي تؤدي الامانة الموكولة اليها، لتكون مساهما فعليا في تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي.
ان «الزكاة» نظام اقتصادي تنموي لا مثيل له، كما ان قانونها ليس بحاجة لتعديلات اكثر من مواد تشجع دافعيها بالتوجه نحو جهة منظمة توفي اموالهم لمستحقيها سنويا، ضمن اُطر تشجيعية متعددة على سبيل المثال ان من يدفعها يكون له حظ في تخفيض نسب الضريبة المفروضة عليه، وتذكيرهم باهمية دفع الزكاة دينيا ودنيويا، وغيرها من الامور ذات الصلة.
تطبيق الزكاة وتحديد مصارفها ضمن معلومات موثقة عن مستحقيها انما هو اقصر الطرق لشيوع أواصر التكافل والتضامن الاجتماعي، وهذا ما يزيد من تماسك افراد المجتمع فيما بينهم وانعكاس هذا التماسك على كافة الاوجه، كما انه اقصر الطرق لتحقيق التنمية من خلال تراجع نسبة الفقر واعانة المحتاجين للقيام بمشاريع صغيرة ومتناهية الصغر لسد عوزهم والوصول الى الاكتفاء ذاتيا دون الحاجة لتلقي مبلغ الزكاة، والتحول من عاطل عن العمل وفقير الى منتج وعنصر فعال في المجتمع.