أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Sep-2019

البارونة تحبط حلم جونسون بكسر عصا البرلمان

 فايننشال تايمز - 

للعثور على بريندا هيل، ابحث أولا عن مجموعة الأشخاص الذين يحتشدون حولها. إنها امرأة ذات قامة قصيرة ولكن بحضور كبير، البارونة هيل من ريتشموند تطلب بهدوء الانتباه.
سواء من حيث سيطرتها على قاعة مزدحمة، أو اختيارها المميز للبروش المرصع بالجواهر، أو تذكرها الفوري للنقاط الأكثر غرابة في السوابق القانونية، فقد حظيت رئيسة المحكمة العليا في بريطانيا باهتمام كبير خلال الأسبوع الماضي.
ثمانية محامون – كلهم رجال – خاطبوا "سيدتي" ومقعدها المكون من عشرة قضاة آخرين خلال ذلك الأسبوع، أثناء البت في واحدة من أصعب القضايا الشائكة التي تصل إلى أعلى محكمة في البلاد.
كان على المحكمة أن تتولى التمحيص والفصل في شرعية قرار بوريس جونسون، رئيس الوزراء، بتعليق أعمال البرلمان البريطاني لمدة خمسة أسابيع، أي حتى قبل 17 يوما من الموعد المحدد لخروج بريطانيا، من الاتحاد الأوروبي.
جلسات الاستماع خلال ذلك الأسبوع سلطت الضوء على أعمال المحكمة العليا العادية، وخلافا لذلك جعلت البارونة هيل اسما على كل لسان – تماما في الوقت الذي ستنتهي فيه مسيرتها القضائية في كانون الثاني (يناير) المقبل، عندما تبلغ من العمر 75 عاما، وهو سن التقاعد الإلزامي للقضاة.
باعتبارها ابنة اثنين من المعلمين، ارتادت مدرسة حكومية في ريتشموند، شمالي يوركشاير، حيث لا تزال تعيش.
هذه مقارنة بنسبة 65 في المائة من كبار القضاة الذين التحقوا بمدارس خاصة.
كانت أول فتاة في مدرستها تفوز بمكان في جامعة كامبريدج لدراسة القانون (أخبرها مدير مدرستها أنها ليست "ذكية بما فيه الكفاية" لدراسة التاريخ).
في وقت لاحق أصبحت أول امرأة يتم تعيينها في اللجنة القانونية، وهي هيئة إصلاح القانون، وأول محامية تحصل على لقب لورد.
عندما دخلت مجلس اللوردات في عام 2004، اختارت شعارا باللاتينية يعني: "المرأة متساوية مع كل شيء".
القضاء ليس وظيفة للمتهيبين في هذه الحقبة من الانقسام والخلاف. عندما حكمت المحكمة العليا في عام 2016 بأن الحكومة بحاجة إلى موافقة البرلمان لتفعيل "بريكست" رسميا، وصفت صحيفة "دايلي ميل" القضاة الثلاثة الرئيسيين بأنهم: "أعداء الشعب".
"إنها ليست شخصا يشعر براحة طبيعية في دائرة الضوء، لكن من ناحية أخرى، كثير من كبار القضاة ليسوا كذلك؛ هذه إحدى مزايا نظامنا"، كما تقول أفوا هيرش، المحامية السابق والمؤلفة التي نشرت أخيرا كتابا للأطفال بعنوان "متساوية مع كل شيء .. القاضية بريندا والمحكمة العليا".
مع ذلك، حتى قبل هذا الأسبوع، كانت البارونة هيل قد اكتسبت مكانا في الوعي العام، عندما ظهرت في مجلة «فوج» وكأحد الحكام في إصدار خاص من برنامج الطهي MasterChef (حكمها: طهي السمك لأعداد كبيرة صعب جدا).
لقد أصبحت المقابل المثالي في بريطانيا للقاضية روث بادر جينسبرج، واحدة من ثلاث قاضيات زميلات في المحكمة العليا الأمريكية، وهي محبوبة الليبراليين ومعروفة باسم آر بي جي سيئة السمعة، على اسم مغني الراب.
الأمر غير المعقول أكثر كان إطلاق لقب بيونسيه عالم القانون على البارونة هيل.
في حين أن هناك أوجه تشابه مع جينسبرج، إلا أن هناك اختلافات مهمة، ولا سيما أن القضاة البريطانيين ليسوا تعيينات سياسية.
لا يوجد دستور مكتوب في بريطانيا، ومحكمتها العليا لا يمكنها نقض التشريعات الأساسية.
يتلألأ مبنى المحكمة عبر ميدان البرلمان في قصر وستمنستر، مقر مجلس العموم ومجلس اللوردات.
تحيط بهم وزارة الخزانة، ذات الجدران المميزة في حافة وايتهول، على أحد الجوانب وعلى الآخر كنيسة وستمنستر.
كانت هناك تعليقات كثيرة في الأيام الأخيرة لهذه الجغرافيا والفصل الحرفي لسلطات الدولة.
هذا وضع نشأ خلال عهد قريب. لم تكن هناك محكمة عليا في بريطانيا حتى عام 2009، حيث كان يتولى مهامها في السابق لوردات القانون، الذين هم أعضاء في مجلس اللوردات.
على عكس المحاكم البريطانية الأخرى، يتم بث جلسات استماع المحكمة العليا عبر شاشات التلفزيون، ولديها قناة يوتيوب، كما أن قضاتها والمحامين الذين يظهرون أمامهم لا يرتدون الباروكات أو العباءات.
وهو أمر مناسب تماما، حيث تقول البارونة هيل إنها تعتقد أن الباروكات تبدو "سخيفة". قطع الأزياء التي تفضلها تشمل البروش.
بدلاتها المحافظة خلافا لذلك غالبا ما يزينها اليعسوب اللامع أو اليرقة أو حتى شبكة العنكبوت.
بطبيعة الحال، جلسة ذلك الأسبوع أثارت دعوات ليحظى بروش القاضية بالاحتفاء على منصة «تويتر».
تقول إريكا راكلي، أستاذة القانون في جامعة كنت: "جلست وحيدة بصفتها امرأة في مجلس اللوردات والمحكمة العليا منذ فترة طويلة، إلى درجة أنها أصبحت مرئية للغاية. أولا وقبل كل شيء، هي قاضية ممتازة. الأمر اللافت للنظر هو أنها تبث في نهجها للقضاء عنصرا واضحا من الحس الإنساني".
حين يلح عليها الناس في السؤال عن أفضل إنجازاتها التي تعتز بها، فإنها تذكر حكما أصدرته في المحكمة العليا تقول فيه إنها تعتبر العنف المنزلي، أكثر من مجرد هجوم جسدي.
كذلك طالبت بمزيد من الوصول إلى العدالة، ومزيد من التنوع في مهنة القانون، وعدم الطلاق دون أسباب موجبة قوية.
تاريخها الزوجي يشتمل على طلاق من زوجها الأول، الذي أنجبت منه ابنة. بعد ذلك تزوجت جوليان فاراند، الشخص الذي درسها في السابق مادة القانون في جامعة مانشستر، والذي تدعوه "أميري الضفدع".
ولديها الآن مجموعة كبيرة من الضفادع المصنوعة من السيراميك.
ميولها الليبرالية جعلت بعض منتقديها يشككون في حكم البارونة هيل حين تواجه بأسئلة سياسية مثل "بريكست".
على أنه كما قالت للمحكمة في يوم افتتاح جلسات هذا الأسبوع: "توجد المحكمة العليا للفصل في مسائل قانونية صعبة من هذا القبيل، وسنفعل ذلك، دون خوف من المحاباة أو التحيز أو سوء النية".