أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Oct-2020

الإدلاء بالآراء والتوقعات*لما جمال العبسه

 الدستور

لا يلبث حدث طارئ ان يلم بالدولة الا فيض من الاراء والتوقعات لمن يدري ولا يدري به تجول صفحات التواصل الاجتماعي، وتكون حديثا متداولا بين المجموعات، ليصبح الصدق وان كان محض خيال، وزاد الطين بلة تلك الاخبار التي تنتشر عبر مواقع اخبار الكترونية صادرة عن اطباء ومتخصصين يدلون بدلوهم في الحدث الذي يعد مالئ الدنيا وشاغل الناس «جائحة فيروس كورونا»، ووصل الامر ببعضهم الى وضع تصنيف عالمي للحالة الوبائية في الاردن تخالف الحقيقة، عدا عن اولئك الذين يتتالون على شاشات المحطات التلفزيونية المحلية، ليُثار بعدها حال من الجدل وتبادل الاتهامات لمن فرط في مسؤولية مجابهة هذه الجائحة.
الحدث الاهم في هذه الايام هو الارتفاع المتوالي لاعداد الاصابات بفيروس كورونا، وحدث ولا حرج عن المنظرين في هذا الامر من ذوي الاختصاص وغيرهم، الذين يبذلون جهدا لاقناع من امامهم بصحة معتقداتهم حول هذه الزيادة واسبابها، فيما هم يجهلون تماما ما يتم التصريح عنه رسميا حول هذه الاسباب، وللامانة وزير الصحة الحالي ومنذ ان كان الناطق الاعلامي باسم لجنة الاوبئة لم يخجل يوما من ان يوضح السبب الرئيسي على سبيل المثال في اسباب الزيادة في اعداد الاصابات، ومواقفه السابقة حول «الحجر الكامل والجزئي» وتوقعاته بالنسبة للحالة الوبائية في المملكة.
هذه المرة استبق وزير الصحة متصدري التوقعات ليبادر صباح امس بتفسير علمي ومنطقي حول اسباب الزيادة في اليومين الماضيين، ووضع الامور في نصابها دون افراط او تفريط، فكان صريحا عندما قال ان ارتفاع  حالات الاصابة بالفيروس تعود الى زيادة عدد الفحوصات الطبية التي تطورت في دقتها منذ بدء الجائحة مقارنة مع الآن خاصة فيما يتعلق بظهور النتيجة، كما تطرق الى معدل الوفيات بسبب الفيروس والتي هي ضمن المعدلات العالمية، علما بان هذا الكلام اكدته منظمة الصحة العالمية امس.
غيرها من الامور تحدث عنها الوزير وكانت في نهاية المطاف عبارة عن تفنيد لما يُشاع من اخبار وتوقعات فردية لا تمت للدقة بشئ، وللاسف هناك العديد من الاطباء وذوي الاختصاص يلقون بطروحاتهم على اساس انها حقيقة، وانهم المصدر المخلص للادلاء بتطورات الحالة الوبائية في الاردن.
الوضع لا يتحمل الضغط اكثر من ذلك فكلما راجت مثل هذه الاقاويل والتكهنات، زادت ردات فعل المستقبل، فهناك من المواطنين من يعتقد بان الداء سيمر عليه لا محالة فلا داعي لاخذ معايير السلامة بعين الاعتبار فيكون التراخي سيد الموقف، واخرون يرون بأن التعاطي الرسمي خاصة من وزارة الصحة في ادنى مستوياته، فيما قد تؤدي كل ردات الفعل هذه الى تشدد حكومي في اجراءات السلامة تنعكس على الحالة الاجتماعية والنفسية للناس.