خبراء: تخفيضات إنتاج «أوبك+» قد تدعم أسعار النفط المُقوَّمة بأقل من قيمتها في الأمد القريب
نيويورك/سنغافورة – وكالات: قال بنك «غولدمان ساكس» إن إنتاج النفط الخام لدى العراق وقازاخستان وروسيا انخفض امتثالاً لتخفيضات إنتاج تحالف «أوبك+»، مما يدعم بعض الارتفاع لأسعار برنت في الأمد القريب. وأضاف البنك الاستثماري الامريكي في مذكرة أمس الأول أن من المرجح أن تمدد السعودية تخفيضات إنتاج النفط بسبب تراجع الأسعار في الآونة الأخيرة، وأنه يعتقد الآن أن تخفيضات إنتاج النفط ستستمر حتى أبريل/نيسان 2025 بدلا من يناير/كانون الثاني.
وأبقى «غولدمان ساكس» على توقعاته لمتوسط سعر خام برنت لعام 2025 عند 76 دولاراً للبرميل.
وقال مصدران من «أوبك+» إن التحالف الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاء بينهم روسيا، يناقش تأجيلاً آخر لزيادة إنتاج النفط والتي كان من المقرر أن تبدأ في يناير/كانون الثاني.
وفي أحدث اجتماع للتحالف والذي عُقد في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، تم الاتفاق على تأجيل زيادة الإنتاج التي كانت مقررة في ديسمبر/كانون الأول لمدة شهر.
وقال «غولدمان ساكس» أن أي زيادة في إنتاج «أوبك+» ستكون تدريجية وستعتمد على البيانات.
وأضاف أن ارتفاع مستوى الالتزام بتخفيضات إنتاج «أوبك+» يشير إلى أن الدول الأعضاء في المجموعة تعمل معا من أجل استقرار أسعار النفط.
وقال إن إنتاج العراق وقازاخستان وروسيا انخفض 0.5 مليون برميل يومياً في نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال مسؤولون تنفيذيون في شركات تجارة السلع الأولية العالمية العملاقة «فيتول» و»ترافيغورا» و»جونفور» في منتدى «إنِرجي إنتِليجَنس» في لندن إن من المستبعد تراجع الدول الأعضاء في «أوبك» عن تخفيضات الإنتاج الطوعية في الأمد القريب.
ولكن على الرغم من تخفيضات إنتاج «أوبك+» وتأخير زيادة الإنتاج، ظلت العقود الآجلة لخام برنت في الأغلب ضمن نطاق يتراوح بين 70 و80 دولاراً هذا العام، وجرى تداولها عند أقل من 74 دولارا أمس الاول
وعدل «غولدمان ساكس» الأسبوع الماضي توقعه لأسعار برنت إلى 80 دولاراً للبرميل في المتوسط هذا العام، رغم العجز في المعروض والغموض الجيوسياسي خلال 2024، مشيراً إلى فائض متوقع في 2025.
من جهة ثانية قال رئيسا أبحاث السلع الأولية في مصرفي «ولدمان ساكس» و»مورغان ستانلي» إن أسعار النفط مُقوَّمة بأقل من قيمتها الحقيقية بسبب العجز في السوق ومخاطر تحيط بإمدادات إيران نتيجة العقوبات المحتملة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقال دان سترويفين، الرئيس المشارك لأبحاث السلع العالمية لدى «غولدمان ساكس»، للصحافيين أمس الأربعاء «نعتقد أن أسعار النفط أقل بنحو خمسة دولارات للبرميل مقارنة بالقيمة العادلة بناء على مستوى المخزونات».
وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن سوق النفط شهدت عجزاً بنحو نصف مليون برميل يومياً خلال العام الماضي، مُرَجِّحاً أن تواصل الصين والولايات المتحدة إعادة بناء مخزون الاحتياطيات الإستراتيجية لتحقيق أمن الطاقة.
وأضاف أن تلك العوامل، إلى جانب انخفاض الإنتاج من دول «أوبك+» والتشديد المحتمل للعقوبات على إيران والذي قد يخفض الإمدادات بنحو مليون برميل يومياً، قد تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع في الأمد القريب.
وتوقع سترويفين إن يصل سعر خام برنت إلى ذروة تبلغ نحو 78 دولاراً للبرميل بحلول يونيو/حزيران المقبل، قبل أن يتراجع إلى 71 دولاراً بحلول 2026، إذ توجد قدرة إنتاج فائضة كبيرة لمعالجة نقص الإمدادات عند الحاجة.
وقال مارتين راتس، كبير محللي السلع الأولية في بنك «مورغان ستانلي»، لرويترز الأسبوع الماضي إن أسعار النفط من المتوقع أن ترتفع بضعة دولارات نظراً لانخفاض المخزونات.
وأضاف «يمكننا الإشارة إلى ضعف الطلب كواحد من الأسباب، ولكن هناك أيضاً بعض التراجع في المعروض، ولأسباب كثيرة فإن مسألة الفائض الوشيك مرتبطة بالعام المقبل».
وأشار إلى أنه رغم التوقعات بأن يصل فائض المعروض من النفط إلى مليون برميل يومياً العام المقبل، مدفوعا بالإنتاج من خارج «أوبك+»، لا توجد سابقة لحدوث مثل هذا الفائض، إذ يخفض المنتجون عادة الإنتاج ويزداد الطلب عندما تنخفض الأسعار.
وأضاف «نحن نتحدث عن التوازن لمدة عام مثلا، لذا أرى أن سعر النفط اليومُ يعطي وزنا أكبر قليلا من اللازم للتوقعات المستقبلية».