تهدف الإمارات إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الصين وزيادة التعاون التجاري والتبادل الثقافي وعلاقات الصداقة بين الشعبين، من خلال إطلاقها فعاليات «الأسبوع الإماراتي – الصيني» الذي يستمر ثمانية أيام، الثلثاء المقبل، في وقت تعتبر ثاني أكبر الشركاء التجاريين للصين في العالم، والأولى في المنطقة، بحجم تبادل تجاري يزيد عن 50 بليون دولار.

 

 

ويأتي إطلاق هذا الأسبوع في أبو ظبي لمناسبة زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ، إلى الإمارات الخميس المقبل، على رأس وفد صيني كبير، بهدف تعميق أواصر التعاون التجاري والثقافي والعلمي بين البلدين.

 

ورحب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالرئيس الصيني في هذه «الزيارة التاريخية»، مؤكداً أنها «تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها التعاون المثمر والمستقبل الواعد».

 

وأشار إلى أن «الإمارات تعدّ الشريك الأكبر للصين في المنطقة، كما تحتضن أكثر من 200 ألف صيني، وتضم أكثر من 4 آلاف شركة تجارية»، مؤكداً السعي إلى «بناء روابط اقتصادية وثقافية واستثمارية طويلة المدى مع الصين».

 

واعتبر ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن «الصين والإمارات تلعبان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي»، مؤكداً أن «الصين تعد عملاقاً اقتصادياً دولياً، ولها ثقل سياسي عالمي»، لافتاً إلى أن «دورها مؤثر في استقرار الاقتصاد والسلام العالميين».

 

وتتخلل زيارة الرئيس الصيني للدولة مجموعة من اللقاءات رفيعة المستوى الهادفة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، ورفع حجم التبادل التجاري، وتوسيع التبادل الثقافي والاجتماعي بين الصين والإمارات، من خلال مجموعة من الزيارات والندوات الثقافية والسياسية، بما فيها ندوة حول كتاب «حول الحكم والإدارة» للرئيس الصيني شي جينبينغ، وندوة حول آفاق العلاقات الإماراتية - الصينية.

 

وشهدت السنوات الأخيرة تنامياً سريعاً في العلاقات الاقتصادية الإماراتية - الصينية، إذ تجاوز حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين 50 بليون دولار، ما جعل الإمارات على مدى سنوات متتالية ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم. كما تعد الإمارات الشريك الأكبر للصين في المنطقة العربية، إذ تستحوذ على 23 في المئة من حجم التجارة العربية مع الصين.

 

ومن المتوقع أن تشهد العلاقات التجارية الثنائية بين الإمارات والصين نمواً ليصل التبادل التجاري إلى 80 بليون دولار في العامين المقبلين، وفقاً لـ «مركز التجارة الخارجية الصيني».

 

ولا تقتصر العلاقات الثنائية على التبادلات التجارية، إذ ارتفع عدد السياح الصينيين إلى الإمارات، بنسبة 26 في المئة على أساس سنوي في عام 2016 ليصل إلى 880 ألف شخص، إلى جانب تسيير 100 رحلة جوية أسبوعياً بين الإمارات والصين، كما تتمركز أكبر 4 مصارف صينية في الإمارات عبر فروع لها.

 

وتحكم العلاقة بين البلدين سلسلة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة، منها «اتفاق التعاون الاقتصادي والفني» بين الدولتين الموقع عام 1985، واتفاق «إنشاء اللجنة الاقتصادية المشتركة»، واتفاق «حماية وتشجيع الاستثمارات المشتركة»، واتفاق «تجنب الازدواج الضريبي».