أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Aug-2016

نهاية عصر العولمة!*د. فهد الفانك

الراي-مر وقت ليس ببعيد كانت فيه العولمة تياراً كاسحاً، لا تستطيع قوة أن تقف في طريقه، وكانت العولمة تفرض نفسها بوسائل الاتصالات، والنقل، وفتح الحدود، واتفاقيات التجارة الدولية، وحرية انتقال العمال، وازدهار الشركات الكبرى العابرة للحدود. وبشكل عام أصبح ينظر إلى العالم على أنه قرية واحدة تذوب فيها الحواجز والحدود بين الشعوب والدول.
 
في ذلك الوقت غير البعيد صارت الوطنية نوعاً من الرجعية والعزلة، والحماية الجمركية اعتداءً على حرية التجارة، فالعولمة هي الوجه المعاكس للتخلف، مما جعل خصوم العولمة يتوارون عن الأنظار.
 
لم يعد الأمر كذلك اليوم، فقد بدأت التحفظات ثم تحولت إلى مقاومة صريحة وقوية. ولم يعد الاقتصاديون في حالة إجماع بل عادوا إلى خلافاتهم واجتهاداتهم المعتادة.
 
كان الاعتقاد السائد أن أميركا هي التي تقود العولمة وتحاول فرضها على العالم، واليوم تجد مقاومة شرسة على أيدي سياسيين وإعلاميين وصناعيين ونقابيين وعدد كبير من المفكرين في أميركا.
 
يقول عمال أميركا وأوروبا أن العولمة سرقت منهم فرص العمل التي انتقلت إلى دول العالم الثالث لرخصها، وترد الدول النامية بأن صناعات أميركا وأوروبا قتلت الصناعات الوليدة في العالم الثالث، ويشيرون بشكل خاص إلى سيطرة الشركات الأميركية العابرة للحدود على الاقتصاد العالمي، ذلك أن عدد سكان أميركا يقل عن 5% من البشر، ولكنها تملك 27% من الشركات الكبرى العابرة للحدود.
 
منظمة التجارة العالمية أصبح لها قوة معنوية ووجود رمزي فقط، ولكنها غير قادرة على فرض القيود والشروط على أعضائها. وفقدت العولمة أنصارها، فلم يعد هناك من يتطوع للدفاع عنها، أو الدعوة للمزيد منها.
 
بلدنا سعى لعضوية منظمة التجارة العالمية ظناً منا أنها ستفتح لنا أسواق العالم، وتجتذب الاستثمارات الأجنبية، فكانت النتيجة عكسية، فقد تم اجتياح السوق المحلية، ولم نفلح في الوصول إلى أسواق العالم، وصرنا نستورد ثلاثة أمثال ما نصدّر.
 
حكومات العالم الثالث تحاول الاستفادة من انفتاح الأسواق العالمية وحماية أسواقها المحلية في الوقت ذاته حتى لو خالفت قواعد منظمة التجارة العالمية التي لم تعد تشكل شرطياً تنفيذياً.
 
لو قام الاردن ببعض إجراءات حماية الصناعة المحلية فلن تكترث منظمة التجارة العالمية ولن تتحرك ضد بلد صغير لا تهدد صناعته أسواق العالم.