أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Feb-2019

هل طريق الإصلاح مغلقة ؟؟* زيان زوانة
عمان اكسشينج -
أعتقد أن الأردن بإنجازاته الرائعة على مدى سنوات عمره المائة ، يمكن أن يستعيد مبادرته ليحقق إصلاحا ينقله من عوز الحاضر إلى استغناء تدريجي عن مصيدة قروض صندوق النقد الدولي ، وطالما ذكريات نهضة التعليم والصحة والطرق وخدمة الكهرباء والمياه وتأسيس الفوسفات والأسمنت والجامعة الأردنية والبنك المركزي ومدينة الحسين للشباب ومدينة الحسين الطبية والإدارة العامة المتميزة كفاءة ونظافة وغيرها الكثير ، ماثلة أمام أعين الأردنيين ، فإن طرق الإصلاح ممكنة .
 
كذلك ، طالما أن تاريخ سنغافورة مرأي ومشاهد ، عندما نقلها زعيمها من العدم إلى العلى ، بأن حطّم الفساد المستشري في كل مكتب حكومي ، وطالما أن تاريخ ماليزيا ، خاصة الحديث جدا ، عندما كلّف الشعب ملهمه ثانية ، مهاتير محمد ذا السنوات التسعين وأكثر ، لاستعادة ماليزيا التي تركها لرئيس بعده عاث وصحبه فسادا فيها ، ليقدمه للقضاء الماليزي ويعيد للماليزيين ألقهم وحقوقهم ، وطالما أن تجربة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان ، مرأية ومسموعة ومشاهدة منذ أكثر من ستة عشر عاما عندما نقلت تركيا من الإفلاس ، لتصبح عضوا في مجموعة أكبر عشرين اقتصادا في العالم ، وتصميم على استعادة روعة تركيا بعظمتها ، وطالما نرى تجربة الشقيقة الكبرى ، المملكة العربية السعودية تخوض غمار نهج جديد ، لينقلها من اقتصاد نفطي لا غير ، إلى اقتصاد يلغي موشح الدولة البترولية أولا وأخيرا لاقتصاد متعدد القطاعات بإيراداتها ، لتصبح من كبريات دول العالم وأعمقها روحانية ، ومن أقواها اقتصادا ومالا وثروة وهيبة .
 
لكنّ هذه النقلة تحتاج لإرادة الشعب والقيادة والحكومة ليغيروا المصير ، مستنيرين بتجارب الآخرين ، ولننتقل من بلد تخلق حكومته أزماتها بنفسها ولنفسها ، وترتبك عند كل رسالة نصية على وسائل الإتصال الحديثة ، وتتلهي بما تسميه معارضة خارجية لم يسمع بها أحدا ، وبكلام معسول وشعر ونثر واستعراض مهارتها التواصلية ، وتحتفل بحصولها على قروض ، إلى بلد ينهمك بالإصلاح عملا وتنفيذا ، لبرامجه وخططه ومتابعتها وتقييمها وتعديلها بالمشاركة مع شعبها وممثليهم ، بأيدي أبنائه القادرين ، وأن تنقل وجهة التاريخ ، ليسجلّ بناء الأردن على أسس ومقومات من حفظ لهم التاريخ مواقعهم في مقصوراته يشاهدها العالم ، عدالة ومواطنة وسيادة قانون وشفافية ومشاركة وإدارة عامة وكلام وفعل حقيقي.
 
لم يهتز ساكنا لتقرير " حالة البلاد " ، وقد أكون مصيبا ، وقد لا أكون ، والأيام ستثبت إن كان طريق الإصلاح مغلقا أو مفتوحا.