الراي-عقدت جامعة الشرق الاوسط ندوة عن «استرداد الاموال المنهوبة» .
الندوة تتحدث عن بلد غني بالثروات المغرية للنهب – ليس الأردن - وتفترض أن مالا قد سرق وتقترح أليات لإستعادته , لكن المحاضرين ومنهم مسؤولون في السلطة القضائية وأساتذة جامعيون لم يحددوا حجما إفتراضيا لهذه الأموال , ولا كيف ومن أين نهبت ولم يستدلوا على مكانها الندوة لذلك فقد مرت مثل رياضة ذهنية , في موضوع مثير تضعه الجامعة في سجل أنشطتها اللامنهجية .
هذا شكل جديد للاستخدام السياسي والاقتصادي لقصة الثروات الضائعة وللقضايا , عندما تنضم الجامعات الى بعض الساسة والإعلاميين للفت إنتباه الرأي العام وتدلهم على أسباب شقائهم وعوزهم بثروات بلادهم الطائلة التي يرقدون فوقها ولا يذوقون من عسلها لأنها نهبت ولولا ذلك لكانوا في نعيم!!.
 على مدى سنوات « الربيع « إشتغلت الحراكات وخلفها كتاب وساسة في البحث عن مصير ما زعم بالأموال المنهوبة في المؤسسات والشركات المخوصصة والمشاريع والموازنات , وحددوا « النهب» بعقد من الزمن , كيلت خلاله عشرات الإتهامات وأغتيلت خلاله عشرات الشخصيات العامة والخاصة , وشوهت خلاله عشرات المؤسسات العامة والخاصة.. لكن أحدا لم يدلنا على مصير هذه الأموال والى أي مآل آلت.
الأكثر دهشة كان في حجم المبالغ التي تدور حولها قصة النهب , والتي إن جمعناها عشوائيا فستتجاوز حجم المشاريع التي قيل أن « الهدر والفساد» قد أتى عليها بما فيها العوائد والأرباح لسنوات تتجاوز العقد الى عقود!.
الفساد موجود , وكثير من القضايا ليست دخانا بلا نار , وكثير من الفاسدين لا زالوا مختبئين , وكثير منهم لا زال يحدثك عن الفساد ويكتب عنه باعتباره عدوه الأول وأن النزاهة لا تتمثل إلا فيه .
كثير من المنظرين ما لبثوا يرددون أن الأردن تعوم على بحر من الثروات , تقدر بمليارات من الدنانير حتى أننا صدقناها ونقلنا عدوى الشك في حقيقتها إلى أذهان كثير من العرب خصوصا في الخليج.
 حكاية الثروات مثل حكاية النهب لو حولنا الكلام عن الهدر والفساد , إلى أرقام فستتجاوز حجم المشاريع التي أنشئت منذ عهد الإمارة.
دور الجامعات هو في فتح آفاق جديدة للإبداع والابتكار , مثل خزان أفكار يزود الدولة برؤى تستفيد منها في مراحل وضع الخطط والبرامج , وليس البحث عن الإثارة .