أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2017

احتكار البحر الميت لمصلحة من؟*م. وائل سامي السماعين

الراي-الاردن فريد من نوعه في العالم فيما يحتوي من تنوع في الاماكن السياحية والاثرية , وهي من المفترض ان تكون مقصدا للسياح من كل انحاء العالم ولكن الواقع ليس كما نتمنى. فالسائح الذي يعيش في المناطق الحارة مثل اهل الخليج يفضلون صيفا الاماكن الباردة وهذه متوفرة لدينا, فالاجواء لدينا اقل حرارة من الخليج بل تعتبر باردة في فصل الربيع ومعتدلة في الصيف. والعكس ينطبق على السياح الاوروبيين والاميركيين والكنديين, فبعد او اثناء اشهر الشتاء الباردة يبحث سكان تلك المناطق لقضاء الاجازة فى الاماكن الدافئة مثل دول الكاريبي المكسيك وكوبا والشرق اوسطية مثل قبرص واليونان, والقليل منهم يفكر بالمجيء الى الاردن بالرغم من توفر الاماكن السياحية وتنوعها لدينا. فما هو السبب ؟ فالاجواء الدافئة شتاء في البحر الميت والعقبة والمعتدلة صيفا في باقي المناطق من المفترض ان تجعل الاردن قبلة السياح في العالم.
 
فمن النادر ان تجد في اي دولة في العالم امكانية التنقل خلال نصف ساعة في فصل الشتاء من درجة حرارة تقارب الصفر في عمان الى طقس دافىء في البحر الميت. اضف الى هذا لدينا الصحراء ولدينا الاماكن الدينية وغيرها الكثير. فالوضع الطبيعي يتطلب ان نكون دولة منافسة في هذا المجال, وخصوصا ان لدينا ميزة عن الاخرين وهي السياحة الفصلية التي تناسب الجميع, وذلك بتوفر مناخ يمتاز بالفصول الاربعة وبوجود كم هائل من الاماكن السياحية ولكن عدد السياح مخجل ولا يعكس تلك الاهمية.
 
فالسياحة الداخلية تعاني الامرين من غلاء الاسعار وعدم وجود المنتجعات السياحية التي توفر الاسعار المناسبة , وفي كلتا الحالتين لا تناسب السائح الاردني اوحتى الاجنبي وهذا مرده الى سبب رئيسي وهو ان مناطقنا السياحية مثل البحر الميت والعقبة محتكرة من قبل المستثمرين الاردنيين او العرب او الاجانب نتيجة الخلل في التخطيط السليم والبصيرة وقلة الخبرات, مما انتج ضعفا في العقود التي تبرمها الجهات المختصة مع المستثمرين بغرض تطوير الاماكن السياحية. فما الذي يجعل عائلة بريطانية مكونة من اربعة اشخاص وتحتاج تمضية 10ساعات بالجو لتصل كوبا لتقضي بضعة ايام في احدى المنتجعات السياحية, ولا تزور الاردن التي تفصلها اربع ساعات جوا للوصول اليها ,وعندنا ما يغري السائح عشرات المرات اكثر مما لدى الكوبيين. فللمقارنة كوبا لديها الطقس الجميل ونحن كذلك واما ساعة الزمن لديهم توقفت في الخمسينات من القرن الماضي وكما يقولون لكل ضارة نافعة , فجميع سياراتهم هي من الموديلات الاميركية لفترة الخمسينات وكذلك بيوتهم ومدنهم , فبرغم قدمها فهي مبهرة واصبحت في يومنا عامل جذب سياحي. وعندما اعادت الولايات المتحدة علاقاتها مع كوبا, دبت فيها الحياة من جديد وبدأت الشركات الاميركية في الاستثمار فيها وقفز عدد السياح الى ما يزيد عن 2 مليون, اضف الى ذلك الاستثمارات الهائلة التي انفقتها الحكومة الكوبية ما بين 1990 حتى عام 2000 والتي تفوق الثلاثة مليارات دولار. اما الذي يجعل العائلة البريطانية ترغب في زيارة كوبا هو المنتج السياحى الاساسي وهو وجود المنتجعات والفنادق السياحية التي توفر وجبات الطعام والشراب طوال اليوم للسائح بسعر مغرٍ (All Inclusive ) , وهو عكس ما لدينا تماما ففي منطقة البحر الميت او العقبة فتح المطور الاردني ابوابهما لقطاع الفنادق التي تعمل او تدار على اساس الفكر التجاري البحت التي تأسست عليه ولا يمكنها الحياد عنه فخدمتها الاساسية هو توفير المبيت او الاقامة المؤقته وهذا هو صميم عملها ولا يعنيها لا من بعيد او قريب ترفيه النزلاء او حتى اعداد السياح للبلد, فضمان استمراريتها وربحها هو احتكارها قطعة الارض في البحر الميت او العقبة وبالتالي مكنها ذلك المحافظة على اسعارها. فكانت النتيجة كارثية على السياحة الداخلية والقادمة واستغل هؤلاء المستثمرين ملاك الفنادق وكذلك ال Operators لتلك الفنادق قطع الاراضي التي بنوا عليها واحتكروا السياحة ولهذا لن يستجاب لمطالبنا بتخفيض الاسعار لاننا اخترنا المستثمرين الخطأ. اما الحل فبسيط جدا , وهو علينا ان نبدأ بوضع خطط سياحية تستقطب المستثمرين من اصحاب المنتجعات السياحية الشهيرة او تلك الفنادق التي تعمل على اسس سياحية بحتة فقط وبالاخص الشركات الاميركية التي لها باع طويل في هذا المجال ولها شراكات مع شركات الطيران التي تعمل بنفس الفكر السياحي الذي يجمع مفهوم الاقامة والمبيت ورفاهية النزلاء. وقد يكون من المحفز ايضا ان تعطى الفيزا السياحية في المطار لمن يكون بحوزته تذكرة طيران على احدى شركات الطيران المملوكة لاردنيين مقابل تخفيضه اسعارها للسياح لتمكينها من المنافسة. اما فيما عدا ذلك لن يكون لدينا نصيب من تجارة السياحة العالمية التي سيصل عدد السياح في العالم بحلول عام 2030 الى مليار وثمانمائة مليون سائح. وللعلم هذا القطاع ينسب له خلق فرصة عمل من بين كل عشر فرص عمل , فهو بمثابة البترول الذي لاينضب للدول السياحية, وهو ثروتنا الوطنية التي لم نتمكن من استغلالها بعد. فمن يدعي ان مواردنا قليلة فمعناها انه لم يزر الاردن . فهل يمكننا عمل شيء ما قبل فوات الاوان؟