أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Aug-2015

اسعار النفط « حرب مستمرة»*خالد الزبيدي

الدستور-بعد شهرين من الخسائر المستمرة لبرميل النفط، الذي نزل الى ادنى مستوى له منذ العام 2009 مقتربا من 40 دولارا للبرميل، وسط تحذيرات بأن البرميل قد ينخفض الى 32 دولارا، وفجأة ترتفع اسعار الطلب على البنزين في امريكا، وخلال جلستي تداول نهاية الاسبوع الماضي ارتفع البرميل بنسبة 17% في بورصات النفط الدولية، بينما يتطلع المتعاملون في اسواق جنوب شرق اسيا الى بداية الاسبوع القادم غدا الاثنين، والمسار الذي ستتخذها اسعار النفط..وهل ستتخلى عن مكاسبها وتعود الى الانخفاض وسط تقلبات عصبية؟.
هذه الاسئلة وغيرها مشروعة وغير مشروعة، البعض يعتقد ان تقلبات الاسواق طبيعية إذ تشتد مع التوقعات المتفائلة او المتشائمة، الا ان اسعار اي سلعة تتحدد تبعا لمجموعة من العوامل في مقدمتها العرض والطلب باعتبارها القاعدة الرئيسية لاليات الاسواق، ومستوى النشاط الاقتصادي والنمو المتوقع لاسيما في قطاعات الصناعة، وفي السلع الاستراتيجية ( كالنفط) تدخل عوامل اضافية منها التوترات الاقليمية والدولية، بخاصة حول منابع النفط والممرات الدولية، ويضاف الى كل ذلك اللعب الهائل الذي يتم تسويقه في بورصات النفط من قبل شركات المضاربة التي تتداول ورقيا بكميات هائلة من النفط يفوق الانتاج والاستهلاك العالمي عشرات المرات.
عندما ترتفع اسعار النفط في يوم واحد 17% هذا يعني ان هناك لعبا على المكشوف تمارسه بيوت المضاربة التي ترتبط بأصحاب القرار في عواصم الغرب من واشنطن الى لندن، فالاحتياط الامريكي من النفط الذي يتجاوز 500 مليون برميل اذا انخفض بمليوني برميل تقوم الدنيا ولاتقعد في نايمكس وبورصة لندن للطاقة وتتبعها بورصات اسيا، علما بأن هذا الاحتياطي يتم تغذيته بقرارات سريعة ومشتريات من اسواق غارقة بالنفوط، وان اعصارا من الاعاصير الموسمية التي تجتاز امريكا يبث الذعر في الاسواق، وهذه المعلومات تبثها وسائل الاعلام الغربية وتضخمها، ويدفع ثمنها المنتجون والمصدرون للنفط، امام بيوت المضاربة وخلفهم شركات النفط الغربية تجني عشرات المليارات من الدولارات جراء حرب اعلامية لا اساس لها في الاسواق وامدادات النفط.
الدول المنتجة للنفط وغالبيتها العظمى من الدول النامية تفتقر لوسائل اعلام فاعل، واصحاب قرار سياسي ديناميكي يتعلق بالنفط، اذ يمكن ان يتحركوا بموازاة ما يسوق اعلاميا في الاسواق الغربية من حيث زيادة المعروض او تخفيضه اعلاميا، لاسيما وان شحنات النفط مستمرة، وان كل المعلومات التي تسوق هي نظرية، سواء ارتفاع سعر البنزين في امريكا او تعرض ولايات امريكية معينة لاعصار سرعان ما يتم الاعلان عن ابتعاده عن منشآت التكرير ومواني الاستراد والتصدير في خليج المكسيك او غيره..رفع الاسعار وتخفيضها هي مسرحية هدفها الاول والاخير تحقيق مكاسب كبيرة جدا بعيدا عن المجريات الحقيقية للنفط ومنتجاته وهي حرب قاسية ومستمرة ...