أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Jan-2021

أحداث الشغب الأميركية والأسواق العالمية*د. حسام باسم حداد

 الراي

لقد طالعنا المشهد الأميركي ولفت أنظار العالم بأحداث شغب في مبنى الكابتول هيل (الكونغرس الأميركي)التي أثارها أنصار الرئيس دونالد نرمب إلا أن هذه الأحداث وجهت الأسواق العالمية لارتفاعات قياسية أثرت إيجاباً على الدولار والذهب فيما تجاوزت التوقعات العملة الرقمية بيتكوين متخطية حاجز 40 ألف دولار. لقد صادق الكونغرس الأميركي على فوز بايدن وتم الاتفاق على أن يصار إلى إنتقال السلطة في العشرون من الشهر الحالي، وتشير التحليلات السياسية إلى أن ما شهدناه من أحداث له الشأن في تقويض الانتقال السلمي للسلطة الجديدة واستغلا? الرئيس ترمب ما تبقى له من وقت عبر تعطيل سير العملية القانونية التي أقرها ترمب لاحقاً بالانتقال السلمي للسلطة بإجراءات سلسة ومنتظمة.
 
ومع التطورات السياسية والأحداث المستجدة في الشارع الأميركي إلا أننا نجد أن هناك ارتفاعات قد حدثت فعلاً على أسهم القطاع التكنولوجي وأسهم السلع الكمالية ما ضاعف مكاسب البورصة الأميركية. وأما بالنسبة لمؤشرات الأسهم الأوروبية فقد شهدت ارتفاعاً مدعومة بأسهم الموارد الأساسية. وفي سوق العملات فقد ارتفع الدولار أمام اليورو والين الياباني والاسترليني والفرنك السويسري بعيداً عن الأحداث السياسية بإعتباره إحدى الملاذات الآمنة، وهذا ما وجه انظار المستثمرين نحو الدولار والذهب وساعد في ارتفاع الأسعار. وفيما يخص سوق المعا?ن فقد ارتفع الذهب وسط آمال بخطط التحفيز المقبلة خصوصا مع ارتفاع عوائد السندات الاميركية. ولقد احتلت العملات الرقمية نمواً كبيراً بمكاسب لبيتكوين كأعلى مستوى تحققه هذه العملات بلا منازع. إن القيمة السوقية الاجمالية لبيتكوين تقدر ب 800 مليار دولار وهذا ما يضاعف قيمة العملات الرقمية لمستوى التريليون دولار.
 
إن إدارة جو بايدن ترفع خطة التحفيز التي صادق عليها الكونغرس إلى 1.5 تريليون، وقد تعهدت الادارة الجديدة بزيادة قيمة الدعم النقدي المقدم للأسر الأميركية لغاية 2000 دولار عند توليها السلطة. فالبرنامج الانتخابي كان قد شمل حسابات تخص اقتصاد الحروب وألواح الطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء من طاقة الرياح والشحن الكهربائي، بالاضافة إلى الاقتصاد الاخضر أي تلك المشاريع التي تحافظ على البيئة والتغير المناخي، والامن الغذائي على مدار أربع سنوات وتلقى استحساناً من قبل أغلب أعضاء الكونغرس.
 
ورغم أن اعتماد البرامج وخطط التحفيز والمشاريع ستضاعف الدين العام وعجز الموازنة إلا أن الادارة الجديدة تفترض أن الاقتراض سيتم تسديده بعائدات الاستثمارات على مدار الفترات المالية المقبلة مما سيكون له الأثر في زيادة نسبة النمو للناتج المحلي الاجمالي وتقليل نسب البطالة. برأيي، إن النهج الاقتصادي الجديد الذي تقدمه إدارة بايدن له الأثر الحقيقي في تقديم الدعم الكامل للخطط والبرامج التي سوف تقود الاقتصاد العالمي لإنتعاش وتعافٍ خصوصاً بعد تفعيل لقاح كورونا وهذا ما يعطي الأسواق المالية العالمية دفعة من الأمل والاستق?ار الذي يفرضه اليقين السياسي في توقع السياسات الاقتصادية في المرحلة المقبلة.