كنت قد تحدثت في مقال سابق عن العمل الميداني, الذي يقوم به رئيس الوزراء, وكم أسعدني أول من أمس ما تحدث به الناطق باسم الحكومة لشؤون الإعلام صخر دودين, بأن الحكومة تنوي رفع تقرير لجلالة الملك حفظه الله، يتضمن أولويات عملها للعامين القادمين..

 

ويبدو أن التقرير يغلب عليه الطابع الإقتصادي, ومرتبط بمدد زمنية للتنفيذ, وبمشاركة مع القطاع الخاص. والملفت في هذا التقرير أن الحكومة حددت ثلاثة محاور رئيسية للتقرير هي: تحسين بيئة الإستثمار والأعمال، وتعزيز التنافسية والتشغيل, ودعم وإعطاء القطاعات المصدرة الأولوية في هذا الجانب..

 

هناك إجماع عند كافة الأردنيين بضرورة إعطاء الجانب الاقتصادي أولوية قصوى على جميع الأصعدة، فالحديث عن الفقر والبطالة يكاد يكون هو الشغل الشاغر والأهم الأكبر لديهم، فنحن نعلم جميعا ان القطاع العام متخم, ولا يمكنه استيعاب أية أعداد جديدة من المتعطلين عن العمل, ومما لا شك فيه أن قيام الحكومة يعتبر مجهودا جبارا تشكر عليه وخطوة بالاتجاه الصحيح، فإشراك القطاع الخاص في هذه المشاريع, يعتبر عملا مهما جدا يسهم بشكل كبير في تنشيط الحركة التجارية, وتحد من البطالة، وتوفير فرص عمل كثيرة, ويفتح الآفاق لتشجيع أصحاب رؤوس الأموال على الإستثمار. وإن كنت لست خبيرا في الاقتصاد ولكن أعلم أن نظرية كنز, تتحدث عن ضرورة تدخل الحكومة للمساعدة في التغلب على إنخفاض الطلب الكلي، وذلك من أجل الحد من البطالة، ورفع زيادة النمو الإقتصادي..

 

ما زلت أذكر تصريح الرئيس بشر الخصاونة, عند تكليفه برئاسة الحكومة بقوله: «إن هذا الحكومة لا تبحث عن شعبوية, وأنها حكومة أفعال وليس أقوال", ويبدو أن ما يقوم به رئيس الحكومة هو ترجمة فعلية لما قاله, بعيدا عن التنظير والشعبوية. وبالحقيقة ما لفت إنتباهي أن الحكومة تعي ما هو مطلوب فعليا, عندما أعلنت أنها تدرس طرح ستة مشاريع كبرى لغايات الإستثمار وبالشراكة مع القطاع الخاص, وفي رأيي أن المشروعين الأهم اللذان سوف يكون لهم إنعكاس كبير على المستوى الشعبي, هما: مشروع السكك الحديدية ومشروع تحلية المياه, ولا يتسع المقام للحديث عن أهمية تلك المشاريع على كافة المستويات, والمشروع الثالث المتعلق بتطوير إنتاج النفط والغاز, وغيرها من المشاريع الحيوية الأخرى. ويمكننا القول فعليا أنه إذا استطاعت هذه الحكومة الوفاء بما أعلنت عنه, تكون قد غفرت للحكومات السابقة عند الناس ما تقدم وما تأخر من ذنوبها، ويقولون لك يا دولة الرئيس، جزاك الله عنا خيرا، وتكون قد سجلت إسمك بأحرف من ذهب في سجل رؤساء الوزراء. فالتاريخ عادة عندما يذكر الرجال يذكر معها الأفعال, فما زلنا لليوم نترحم على هزاع ووصفي وحابس وغيرهم من رجالات الأردن, الذين لا يتسع المقام للحديث عنهم, ولكن ذكراهم العطرة بقيت الى يومنا هذا, ونتمنى أن تكون منهم وأنا شخصيا اتمنى أن يكون لك من اسمك نصيب..