من النتائج المهمة لأزمة كورونا و التي  يتوجب البناء عليها وتعظيم الاستفادة منها لجهة تطويرالوضع الاقتصادي وتنشيط بيئة الأعمال والاستفادة من الفرص المتاحة محليا تتمثل بضرورة التشبيك بين مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية والتقريب فيما بينها بحيث يزداد الاقبال على المنتجات الأردنية التي تحظى بنصيب متواضع من السوق المحلي قياسا الى حصة السلع المستوردة رغم أن منتجات أردنية تعادل أن لم تفوق سلع أجنبية في بعض الأحيان من ناحية الجودة والمواصفات القياسية الأردنية .

من أهم عناصر التشبيك ضرورة مأسسة العلاقة ما بين القطاعات الانتاجية والأكاديميا بحيث توجه بعض الأبحاث العلمية لخدمة الأغراض الصناعية والانتاجية بشكل عام ذلك أن بقاء الانتاج بصورته التقليدية أو استنساخ تجارب أخرى لا يحقق نفعا أو يعود بمردود اقتصادي على المستثمر والاقتصاد الوطني بشكل عام واليوم نحتاج الى أفكار خلاقة لزيادة نفاذ المنتج الأردني الى الأسواق العالمية وليس فقط زيادة حصته في السوق المحلي من خلال تقديم نماذج صناعية بقيمة مضافة جديدة تحتاجها العديد من الأسواق .

وفي هذا الاطار لا بد من الاشارة الى التجربة الناجحة للتشبيك بين القطاع الصناعي والأكاديميا عندما نجح مصنع محلي  مؤخرا بتطوير انتاجه بناء على نتائج أبحاث قامت بها احدى الجامعات الأردنية الى أن تم انتاج منتجات سكاكر وأنواع من الشوكولاته تحتوي على مدعمات غذائية تزيد مناعة الجسم ضد بعض الأمراض بما فيها التي تسببها بعض الفيروسات وقيل حينها إن المنتجات تزيد مقاومة الجسم لفايروس كورونا .

ويفترض الاستمرار بعمليات التشبيك  باقامة الملتقيات التي تجمع قطاعات انتاجية والقطاعات الخدمية المستهلكة لتلك المنتجات على غرار الملتقى الذي نظمته وزارة الصناعة والتجارة والتموين بالتعاون مع غرفة صناعة الأردن وجمعية المستشفيات الخاصة اذ تم عرض منتجات القطاعات الصحية والمستلزمات المختلفة وكذلك مجالات خدمية أخرى تحتاجها المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة ما سهل عملية التواصل بين كافة الأطراف ويفتح المجال أمام الاقبال على المنتج المحلي الأمر الذي يدعم عجلة الاقتصاد ويساعد مختلف القطاعات على تطوير أعماله وتعويض ما فقدته في الأسواق الخارجية والمحافظة أيضا على رصيد احتياطيات العملات الأجنبية التي تذهب في غالبيتها لتغطية الواردات من الخارج .