أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2017

المزارعون البيض في زيمبابوي يأملون في الحصول على تعويضات عن أراضيهم المؤممة

 أ ف ب: يؤكد ديون ثيرون، احد المزارعين البيض من مواطني زيمبابوي الذين صودرت مزارعهم، انه لن يستعيد ارضه ابدا، لكن مع سقوط الرئيس روبرت موغابي، استعاد بعض الأمل مع قناعته بان الحكومة ستلجأ إلى هؤلاء المواطنين لانعاش القطاع الزراعي المدمر.

وكان ديون ثيرون طرد في 2008 من مزرعته، الواقعة في منطقة بياتريس على بعد ساعتين عن العاصمة هراري، التي تبلغ مساحتها 400 هكتار، والتي كان يربي فيها ماشية ويزرع الذرة. ولم يتلق اي تعويض.
ويوضح الرجل الستيني الذي اصبح يعمل في قطاع الفنادق في هراري «طردت بعد ترهيب وعنف ومحاكمات عدة».
وكان ديون ثيرون، كغيره من 4500 من اصحاب المزارع البيض، ضحية للإصلاح الزراعي الذي اطلقه في العام 2000 الرئيس موغابي. وقد اعيد توزيع الاراضي مع استخدام العنف في بعض الأحيان، على الاغلبية السوداء.
رسميا، كان الهدف هو تصحيح التفاوت الكبير الموروث عن الماضي الاستعماري. وفي الواقع أطلق الإصلاح الزراعي في وقت مناسب جدا للنظام، اذ ان موغابي كان قد خسر استفتاء على الدستور وكان يتوقع مواجهة صعوبات لاعادة انتخابه في 2002.
لكن العملية التي نظمت بشكل سيء عادت بالفائدة على مقربين من النظام ومزارعين لا يملكون تجهيزات وفي معظم الاحيان لا خبرة لديهم، مما ادى إلى انهيار سريع في الإنتاج الزراعي. وقد بلغت قيمة الإنتاج 880 مليون دولار في 2008، مقابل 1,3 مليار في 2001.
ومع سقوط موغابي في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد حكم دام 37 عاما، يتوقع ثيرون بعض التغييرات المحتملة. وقال «اعتقد ان الحكومة الجديدة ستعمل من اجل عودة الاشخاص المؤهلين إلى المزارع».
في بياتريس، اقفلت بوابة مزرعته زانكا التي كان يعيش فيها مع زوجته وابنائه الثلاثة و»سلمت إلى مسؤول كبير في البنك المركزي» يأتي لتسلم المال في عطل نهاية الاسبوع.
وقال ديون ثيرون «hحاول طرد الذكريات» المرتبطة بهذا المنزل. لكن الدموع غلبته عندما تحدث عن رئيس عماله الذي ضرب حتى الموت في 2005 في اعمال عنف مرتبطة بمصادرة مزارع.
وفي خطاب القسم في 24 نوفمبر، اكد الرئيس الجديد ايمرسون منانغاغوا المساعد السابق لموغابي، على إنعاش الاقتصاد المتردي حاليا. وقال «إن حكومتي قررت دفع تعويضات لهؤلاء المزارعين الذين حرموا من اراضيهم»، مؤكدا ان دور الزراعة في «الانتعاش الاقتصادي (…) اساسي».
وصرحت هايدي فيزاجي التي طردت في 2012 في محيط شيغوتو (وسط) ان رحيل موغابي «يشكل بارقة امل». وتضيف السيدة الأربعينية ان «الرئيس الجديد رجل أعمال عملي، لذلك نحن متفائلون بحذر على الرغم من ماضيه الملطخ بالعنف».
وقال منانغاغوا خصوصا في 1983 حملة القمع الوحشية لقوات الأمن في مناطق المعارضة في ماتابيليلاند (غرب) وميدلاندز (وسط) التي أسفرت عن سقوط حوالي عشرين الف قتيل.
لكنه بصفته نائبا للرئيس (من 2014 إلى 2017) اشرف ايضا على السياسة الزراعية التي تهدف إلى معالجة النقص في المواد الغذائية. وبصفته هذه شجع سرا المزارعين البيض الذين طردوا من كزارعهم إلى استئجار هذه الأراضي شرط الا يعودوا إلى المزارع نفسها التي انتزعت منهم، كما ذكرت مصادر عدة.
وقالت هايدي فيزاجي، التي كانت توظف نحو 300 شخص في مزرعتها التي كانت تصدر منها ورود النجم إلى هولندا، ان موظفيها «فقدوا بيوتهم ومدرستهم. نمر امام المزرعة ونرى البيوت الزجاجية مكسرة».
وحاليا، لم يبق سوى قلة من المزارعين البيض، بضع مئات، يمارسون عملهم في زيمبابوي.
وتقول جمعية بائعي الآليات الزراعية ان عدد الجرارات التي تستخدم في الزراعة انخفض من 25 الفا في 1996 إلى خمسة آلاف حاليا. وفي الحقول التي اعيد توزيعها على الأغلبية السوداء، يقوم رجال بحرث الارض بمساعدة ثيران.
وبعد اجتماعاته الاخيرة مع منانغاغوا، عبر رئيس الجمعية ماركو غاريزيو عن بعض التفاؤل الذي برره بالقول ان الرئيس «يملك هو نفسه مزرعة يديرها بنجاح».
وأضاف «لا اقول انه سيكون مدافعا عن المزارعين البيض، لكنه سيدافع بالتأكيد عن إنعاش الإنتاج وفسح المجال للمزارعين المؤهلين للعمل بشكل سليم».