أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2018

طرد الضعيف، حيث الاستقرار الوظيفي عدو الإنتاجية *رامي خليل خريسات

 الراي-خواطر كثيرة سترد ببال المدراء في قادم الأيام ،حين يضطرون وفق تعديلات نظام الخدمة المدنية إلى طرد غير المنتجين ممن يحصلون على تقدير ضعيف في الوزارات والمؤسسات ، والتي كان دافعها ما جرت عليه العادة الحكومية في تقييم اغلبيه موظفي القطاع العام بتقدير جيد، وحصول البعض على تقييم مرتفع دون استحقاق.

 
اهم هذه الخواطر هو خوف بعض المدراء من غضب وانتقام البعض ، وخشية الكثير منهم من قطع الرزق وفق موروث ديني مغلوط لا يمت للإسلام بصلة ، وهو الذي يحث على العمل ، و يدعو الى رفض التراخي او التهاون مع الكسالى.
 
الامور من الناحية النظرية مبشرة ، لكن يجب مراعاة التفاصيل المتعلقة بالتطبيق ومؤسسية المتابعة ، اهمها الشفافية بمعنى ان لا يتم التقييم في نهاية العام فقط ، بل هو عملية مستمرة توثق على مدار العام ، وتشمل لقاءات منتظمة لمراجعة الانجازات، و مدى تحقيق الاهداف ، وبالنتيجة يتم تشكيل ذاكره التقييم السنوية.
 
الشفافية تتطلب كذلك العلنية بمعنى قدرة الموظف على مناقشة التقييم مع مديره ، فالأمور يجب ان تسير باتجاهين وليس باتجاه واحد، وفي بعض الممارسات يتم تقييم المدير من قبل موظفيه وهو ما لا يصلح في عالمنا العربي.
 
اما اذا ثبت ظلم المسؤول فهو الذي يطرد ، وعليه القيام بكل ما يلزم لتصحيح ضعف الموظف وإثبات قيامه بذلك الجهد ، والا اعتبر تقييم المسؤول ضعيفا. كما لا يجوز ان يطغى حدث سلبي طارئ قام به الموظف ليوم او يومين على نتائج التقييم ، بل يكون للأحداث تسلسلها واوزانها على مدار العام ، مع بذل الجهد لإصلاح الضعفاء من خلال التوجيه والتدريب والتنبيه.
 
المؤسسية تقتضي شمول الوزراء فهم موظفون عموميون لهم رئيس، وحالياً نفتقر لآلية لمحاسبة الضعفاء منهم الا وفق ما يراه الرئيس، مما يستدعي وجود مؤشرات و اهداف ذكيه واجبه عليهم ، فمثلاً في المالية العامة والاقتصاد لا تعتبر الرسوم والضرائب الجديدة اهدافاً ذكية ،ففي ذلك لا تميز بل يستطيعه أي موظف في اسفل السلم الوظيفي، لكن ما يعد اهدافاً ذكيه هو خلق البيئة والمشاريع الجديدة التي تشغل او التوسع في القائمة منها ،والنجاح في تحقيق الإيرادات للحكومة من النشاط الاقتصادي لا من جيوب ذوي الدخل المحدود.
 
الموارد البشرية احد اهم الاصول على المستوى الحكومي وعلى مستوى القطاع الخاص ،بحيث يجب الاهتمام ومكافأة المجدين ،ولا يجوز الابقاء على الكسالى المهملين ،حيث الاستقرار الوظيفي عدو الإنتاجية، وليس كما هو متداول بأن الاستقرار مهم للعمالة وضروري لإنتاجيتهم ،لان الركون الى لحاف الحكومة الدافئ امر يجب انتزاعه من عقلية المجتمع.
 
أثبتت التجارب ان الاستقرار الوظيفي مدعاه للتراخي وعدم الإنتاجية والركون للكسل ومعاملة المراجعين بخشونة وعدم الرغبة في احداث تغييرات تطويرية مفيدة وعدم التحلي بالعقلية التي يكون فيها شعار الموظف حين يقابله المراجع:- تفضل كيف لي ان اساعدك، كما في الغرب المتقدم.
 
هنا يقفز الى الذهن الأردنيون كقوة عاملة مرغوبة في الخارج لا تحابي ولا تتلاعب ،مصدر للثقة والابداع ،تعليمها متميز ،سمعتها طيبة لكنها متراخية داخلياً وخاصة في الحكومة وذلك لغياب الحزم وضعف الحوافز.
 
لقد تغير الزمن والمنافسة تتطلب هيكلة حازمة ،فركون الموظفين الى الاستقرار الوظيفي كقلعة حصينة ،اضافة الى تعقيدات التخلص من غير المنتجين وجبت القرارات الإدارية ،تعد احد اهم اسباب تردي اداء دوائرنا الحكومية وضعف كفاءتها ،وهذه فرصة لتجذير العمل الحكومي المنتج وتغيير الانطباعات السائدة عن الكثير من الموظفين الذين لا تتعدى انتاجيتهم النصف ساعة يومياً ، شريطة التنفيذ بعدالة وعدم التراجع ، فرب العمل او المسؤول سواء في القطاع العام او الخاص، مؤتمن على رزق المجدين والمخلصين والشرفاء من العاملين وليس غيرهم.