أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

الفوضى والإهمال يعرقلان عمليات إعادة إعمار الموصل

 رويترز: دخلت عملية هدم مبنى متداع في مدينة الموصل اعتاد رجال «تنظيم الدولة الإسلامية» ان يعدموا فيه من يتهمونهم بأنهم مثليون شهرها الثالث.

وفي بعض الأيام يعمل الصبية المشردون الباحثون عما يصلح للبيع خردة في الأطلال الباقية من المبنى السابق لشركة التأمين الوطنية بوتيرة أسرع من وتيرة آلة الحفر الوحيدة الرابضة على الهيكل المتداعي.
وبعد انقضاء عامين على المعركة التي استعادت فيها القوات العراقية مدينة الموصل من أيدي «تنظيم الدولة الإسلامية»، لا تملك السلطات المعدات الكافية لرفع الركام المنتشر في أنحاء المدينة.
وقد تعرضت مئات من العربات التابعة لمجلس المدينة للتدمير في الاشتباكات التي استخدم التنظيم فيها التفجيرات الانتحارية. ولم يحل محلها سوى عدد قليل.
ويقول نواب وسكان محليون إن الشركات التي تعاقدت معها الحكومة بعقود مربحة لسد النقص في الأشغال المطلوبة تتعمد التباطؤ في العمل أو لا يكون لها وجود في بعض الأحيان.
سيطر «تنظيم الدولة الإسلامية» ي على الموصل ثلاث سنوات. وفي ظل الحكم الإسلامي المتشدد الذي فرضه التنظيم كانت المثلية جريمة كبرى يعاقب صاحبها بالإعدام.
غير أن ناشطين حقوقيين يقولون ان من تم إعدامهم في مبنى شركة التأمين، الذي كان مكونا من سبعة أدوار وأصبح الآن من دورين فقط، كانوا في الغالب من خصوم التنظيم المتهمين ظلما. ويقول أحد العمال ان آلة الحفر الرابضة على المبنى مستأجرة بمبلغ 300 دولار في اليوم. ولكنها تظل ا ساكنة لا تعمل في كثير من الأحيان.
وينفي محافظ الإقليم ادعاءات بوجود احتيال، ويقول إن ما يحول من أموال إلى مكتبه لتمويل إعادة الإعمار لا يكفي.
ويواجه كثير من سكان المدينة صعوبات مالية. فالأسر التي أجبرت على بناء منازلها تضطر للاستدانة وتقترض من الأصدقاء وتعيش على ما يجود به أهل الخير.
ويتكدس آخرون في بيوت أصبحت إيجاراتها باهظة على نحو متزايد. كما تعاني مشروعات تمول من خلال مساعدات خارجية من التأخير.
ويفتح سوء التخطيط الباب أمام سوء إدارة جهود إعادة الإعمار، وما يتردد عن الفساد الأمر الذي يجعل انتعاش المدينة بطيئا واعتباطيا. في هذا الجو يخشى السكان أن تستغل فلول «تنظيم الدولة الإسلامية» مشاعر الاستياء.
وتخصص ميزانية الدولة للعام الحالي 560 مليون دولار لإعادة إعمار الموصل وفقا لما قاله اثنان من نواب المدينة. وقال مستشار يعمل لحساب الأمم المتحدة في المدينة ان كلفة أعمال إعادة البناء لعام واحد تقدر بمبلغ 1.8 مليار دولار. رفض نوفل حمادي السلطان، محافظ نينوى حيث تقع الموصل، اتهامات سوء الإدارة والإنفاق بأكثر مما يجب.
ولا يبدو أن أعمال التطهير تتم بانتظام. ويقوم صبية متسخون يفوق عددهم عدد العمال بتحميل أسياخ الصلب وإطارات النوافذ على عربات تجرها الحمير لبيعها في أسواق الخردة.
وتعرض أمام المتاجر عربات اليد لمن يريد من السكان أن يؤدي العمل بنفسه.
وتعيد بعض عائلات الموصل بناء بيوتها بأنفسها. وقد اقترض يونس حسن (67 عاما) 9000 دولار من أصدقاء لإعادة بناء بيته ذي الجدران الأرجوانية في أعلى نقطة في المدينة القديمة المطلة على ضفة نهر دجلة الذي ينتشر عليه الركام.
وتحظر السلطات التحويلات المصرفية للموصل التي كانت معقلا للإسلاميين السنة حتى قبل وصول «تنظيم الدولة الإسلامية» وذلك بسبب مخاوف من تمويل المتطرفين.
ولا يزال قرابة مليوني عراقي نازحين عن بيوتهم بسبب الحرب على التنظيم، وذلك وفقا لمسح أجرته هيئة غير حكومية. ويقول كثيرون إنهم غير مستعدين للعودة إلى بيوتهم بسبب الدمار ونقص الخدمات.