أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2016

بعض معلومات قد لا تعرفها عن ثورة النقل الثالثة
أرقام - 
 
أدى التطور العالمي في العديد من المجالات إلى النمو في صناعة السيارات، باعتبارها إحدى الوسائل التي تُسهل الحياة على الأشخاص، وقد نتج عن النمو الهائل في أعداد السيارات العديد من المشكلات من بينها استحواذها على مساحة شاسعة من الشوارع، واحتلال مواقف ركن السيارات مساحات كبيرة أيضًا، فمتوسط الوقت الذي يتم استخدام السيارات به يبلغ 4% فحسب مقابل 96% يتم ركن السيارة به.
 
 
وقد نشأ معظم الأشخاص في مدن تُحيط بها السيارات، ولكن في حالة إذا وُجدت طريقة لإخراج السيارات من المدن، فسوف يُصبح العالم أقل ازدحامًا مروريًا وأقل تلوثًا، وسوف تضيق الشوارع وتتسع الأرصفة أمام المارة، ويُمكن تشييد المزيد من المنازل لتحل محل مواقف السيارات، وحينها سوف يُحاط العالم بالأشخاص وليس السيارات.


 

 

ويُمكن تحقيق ذلك والعالم على أعتاب ثورة جديدة في عالم النقل، ثورة يُمكن أن تُشكل مستقبل المجتمعات، ويُمكن تعريف الثورة القادمة بثلاثة تحولات رئيسية:

 

1- سوف تنتشر السيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع، وسوف تكون غالبيتها من سيارات تطبيق "ليفت" خلال الخمس سنوات القادمة، فقد أعلنت "ليفت" في يناير الماضي شراكتها مع "جنرال موتورز" لإطلاق شبكة من السيارات ذاتية القيادة.


 

2- لن يكون هناك أصحاب سيارات شخصية في المدن الأمريكية الرئيسية بحلول عام 2025، إذ يتزايد سنويًا عدد الأشخاص الذين يقتنعون أن الحياة من دون سيارة شخصية أرخص وأسهل، وحين تُصبح السيارات ذاتية القيادة مُتاحة فإن معظم سكان المدن سوف يتوقفون عن استخدام السيارات الخاصة تمامًا.
 

3- ونتيجة لما سبق سوف تتغير البيئة المادية بشكل لم يُشهد من قبل، لأنه في حالة قلة عدد السيارات المتوقفة، والتي تحتل جزءًا كبيرًا من الشارع، سوف يكون هناك إعادة تصميم للنسيج الحضاري.

 

 

ثورة النقل الأولى والثانية
 

شهدت وسائل النقل تقدمًا كبيرًا، ففي مطلع القرن التاسع عشر كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتكون من مجتمعات زراعية كبيرة، وكانت وسيلة الركوب للسفر لمسافات طويلة عبارة عن عربة مغطاة، إلا أن كل ذلك تغير خلال العقود القليلة التالية، فقد شيدت أمريكا شبكة مواصلات ضخمة من القنوات والسكك الحديدية، وبحلول عام 1860 بدأت أول ثورة في عالم النقل بانتشار أكثر من 30 ألف ميل من قضبان السكك الحديدية في أنحاء الولايات المتحدة، مما جعل الأشخاص والاقتصاد والمجتمعات يذهبون أينما توجد خطوط السكك الحديدية، وصارت شبكة النقل تؤثر على تمركز المجتمعات.
 

بينما بدأت الثورة الثانية مع انتشار السيارات الخاصة التي صارت تملأ الشوارع، مما نتج عنه الحاجة إلى المزيد من المساحات من أجل حركة السيارات وركنها، وفي بعض الحالات تم هدم أحياء لإفساح المجال للسيارات، ولم تعد هناك  مساحة كافية لسير المارة.
 

 

ثورة النقل الثالثة
 

أعادت التكنولوجيا تعريف الصناعات حول واقع بسيط، وهو أنه لم تعد هناك حاجة لامتلاك أي منتج للاستفادة بمنافعه، فمع وجود "نيتفليكس" فقد عفا الزمن على امتلاك "دي في دي"، وجعل وجود "سبوتيفي" من غير الضروري امتلاك الأقراص المدمجة وملفات الـ "إم بي ثري"، وسوف تنتهي فكرة امتلاك سيارة في نهاية الأمر بنفس الطريقة.
 

فالتحول الكامل إلى فكرة النقل كخدمة صار مُمكنًا في نهاية الأمر، ففي عام 2012 أصبحت "ليفت" أول شركة تُقدم مفهوم المشاركة في الركوب، وهو ما بدأ كوسيلة لإطلاق السيارات غير المُستخدمة وخلق الفرص الاقتصادية وخفض تكلفة النقل.
 

ويعد هذا المفهوم "المشاركة في النقل" مرحلة أولى للتحرك لإنهاء ملكية السيارات، والتحول إلى السيارات ذاتية القيادة في غضون العشر سنوات القادمة، وتحويل وسائل النقل إلى خدمة يُمكن الاشتراك بها.
 

 

ومع التطور التكنولوجي سوف يصير هناك اعتماد أكبر على السيارات ذاتية القيادة، لما توفره من عوامل أمان، إذ يُمكن بسهولة التحكم في السيارة ذاتية القيادة وإيقاف تشغيلها أثناء الأمطار أو سقوط الثلج، مما يُمثل ثورة ثالثة في عالم النقل.