أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-May-2022

حول سعر الصرف..*محمد سلامة

 الدستور

انتهى تصويت المغتربين اللبنانيين لاختيار (128) نائبا في البرلمان، فيما تتجه الأنظار إلى يوم  الأحد القادم لاستكمالها في الداخل على وقع ارتفاعات حادة بسعر صرف الدولار وسعر صرف الناخب،وما يمكن تحديده أن ديمقراطية المحاصصة الطائفية لن تغير في المشهد شيئا، كون أسعار الناخبين شاطت والدفعات فورية من قبل المتنافسين على جدل حسم خيارات الشعب.
 
بداية..فإن الانتخابات في البلاد العربية مقسمة بين انتخابات طوائف مثل لبنان ،وانتخابات قبائل في معظم البلاد الأخرى، وأما انتخابات الأحزاب فهي بالبندقية تحسم وبالنار ترسم مستقبل الشعوب العربية،لكن ما يميّز انتخابات لبنان هذه الأيام تسعيرة الناخب وطريقة إدارتها والقائمين عليها، وتحييد تيار المستقبل بزعامة سعد الحربري، فالتنافس حاد بين معسكري سمير جعجع والثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل، وما بينهما وليد جنبلاط راكب المرجيحة ومعلن أن بيضة القبان معه، وأن إرتفاع أسعار الناخب ستؤدي إلى سقوط الدولة والشعب في احتراب داخلي إذا لم يأخذ حصته من الكعكة كما يريدها. 
 
بالأرقام..فإن نسبة الثنائي الشيعي تصل إلى 34% من سكان لبنان، فيما نسبة السنة تصل إلى 36% ،ونسبة المسيحين 22% ,والباقي لباقي الطوائف سواءا الدروز وغيرهم، بما يعني أن كسر محور الثنائي الشيعي صعبة ومعقدة مهما بلغت اسعار الناخب اللبناني، ومهما ارتفعت الأسعار بالجمله خاصة أن الحديث يدور عن شراءات بملايين الدولارات لقوى عائلية سنية. 
 
تحييد تيار المستقبل جعل من السنة محورا لارتفاعات في أسعار الناخبين بالمفرق والجملة، وهناك تحالفات تؤشر على أن الكتلة المسيحية المحسوبة على أميل لحود وتيار عون وآخرين سوف تصوت لاستمرار التحالف مع الثنائي الشيعي كما أن تسريبات مؤكدة أن غالبية السنة تتجه إلى دعم الثنائي الشيعي وأن النتائج لن تغير من واقع التركيبة الحالية نهائيا،فديمقراطية الطائفة تتناسخ مثل ديمقراطية القبيلة وكلاهما لا يعترفان بالصندوق إذا اخرجهما من  اللعبة. 
 
بداية..كانت أسعار الناخب بالمفرق علنا مائة دولار، وزادت تدريجيا لتتجاوز هذا الرقم، فيما كانت أسعار الجملة مرتبطة بالاعداد والمبالغ بآلاف الدولارات، واليوم ارتفعت مع اقتراب يوم الاقتراع،ويبقى السؤال ..كيف تدخل الدولارات إلى قادة الطوائف المتناحرة في حين أن البنوك اللبنانية تمنع السحب بالدولار وحاكم مصرف لبنان يمنع التحويلات من الداخل والخارج بالدولار؟!..هذا يعطينا تأكيد وحيد وهو أن لكل طائفة بنكا مركزيا في البيت تحتفظ به لإدارة أموالها ومعاركها، وأن أموال الشعب اللبناني واموال المستثمرين العرب ممن تبخرت  اموالهم بالفوائد وحدها بالبنوك اللبنانية. 
 
لبنان..ساحة مفتوحة للصراع السياسي والاقتصادي والمالي والاسخباراتي وو...الخ، وانتخاباته تعكس نفوذ قوى اقليمية متصارعة ترغب بالاستحواذ عليه واسقاطه في جعبتها، واللعبة مكشوفة واصابع إسرائيل حاضرة بقوة وإيران تلعب وتلاعب غيرها، والعرب وحدهم سوف يخسرون..ولبنان يعود كما كان بعد الانتخابات، ويبقى المتغير الوحيد سعر صرف الناخب قبل وبعد الانتخابات أو سعر صرف المقاتل قبل وبعد الدخول في حرب أهلية لا يتمناها أحد.. ونسأل الله ان يجنب لبنان ذلك.