أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2018

الغور الشمالي: مئات برك استزراع السمك توفر فرص عمل للسكان
 
علا عبداللطيف
 
الغور الشمالي –الغد- رغم المعوقات المالية التي تواجه صيادي الأسماك في لواء الغور الشمالي، إلا انها لم تمنعهم من انشاء مشاريع تمكنهم من الاستفادة من الطبيعة الجغرافية والمناخية للواء، لتكون مزارع السمك هي الحل لتحسين ظروفهم المعيشية، بعيدا عن المصاعب الأمنية التي يمكن ان تواجههم في صيد اسماك نهر الأردن.
ويجلس الأربعيني إبراهيم الحوراني يراقب مزرعة الحمضيات خاصته في منطقة المنشية باللواء، والتي دشنها بعد انهاء عمله في السعودية مطلع العام الماضي، كمن يرقب طفله يكبر أمام عينيه يوماً بعد يوم، يخشى تعرضه للخسائر، ليهتدي إلى انشاء برك لتربية الاسماك كطريقة اخرى تدر له دخلا، ويمكن أن تعوضه عن أية خسائر قد تلحق به من انخفاض ثمن الحمضيات، وتعمل على تشغيل ايد عاملة في المنطقة في ذات الوقت.
فبدأ الحوراني باستغلال المساحة الفارغة داخل مزرعته، من خلال انشاء برك لغاية تربية الاسماك “البلطي والبوري ووحيد الجنس، والزينة الكوي”، في بيئة مياه عذبة ومالحة باللون الأزرق، لتوحي للسمك ببيئة البحر، تغطى بدفيئات زراعية لحمايتها من الرياح والعواصف والعدوى من الأمراض.
ويقول الحوراني، إن معظم أصحاب المزارع في الغور الشمالي يهتمون بتربية أسماك البلطي، والمشط، جراء نوعيتها من ذوات الدم البارد، والتي تحتاج إلى درجة حرارة معينة تتوفر باللواء حتى يكتمل نموها بسرعة.
ويوضح الحوراني الفوائد التي تعود على سكان لواء الغور الشمالي بسبب مشاريع الاستزراع السمكي، موكدا أنها تساهم في رفع المستوى المعيشي لأصحابها وتوفير فرص عمل، فضلا عن تلبية حاجة السوق المحلي من الأسماك، سيما وان الأردن يعاني فقرا كبيرا في إنتاج الأسماك، ويعتمد على الاستيراد الخارجي لتغطية احتياجات السكان.
وأكد الحوراني انه يستخدم طريقة مميزة في عملية تسويقه وهي خدمة التوصيل للمنزل في أي مكان بالمملكة، مشيرا إلى أن ما يميز الخدمة انها مجانية وان الأسماك يتم تسليمها منظفة، بالإضافة الى إضافة كيلو ليمون طازج عليها من مزرعته.
من جهته، قال صاحب المشروع تربية الأسماك في نظام البرك المفتوحة، من لواء الغور الشمالي أيمن علي إن “المشروع يقوم على 8 برك مياه مقسمة منها للتربية، وبرك للتفريخ، وبرك لتسويق.
وعن المراحل التي تمرّ فيها عملية الاستزراع السمكي، يوضح علي قائلا” نأتي بأمهات السمك التي تستورد من مصر، وخصوصاً الدينيس والبلطي، لأنها تتأقلم بسرعة مع المياه والاجواء الدافئة في الاغوار، ثم نربيها في أحواض التفريخ حتى يتم تزويجها، وتبدأ الإناث بوضع البيض بعد نحو ثلاثة أشهر”.
ويشير إلى أن كل سمكة تضع ما يقارب نصف مليون بيضة، مشيرا الى انهم يقومون بعزل السمك الكبير عن الصغير حتى لا يأكل بعضه بعضاً، وبعد ذلك، يوضع بيض السمك في حوض التربية لمدة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وعندما تكبر السمكة، يصبح وزنها من 200 إلى 400 غرام، ثم يتم نقلها إلى حوض التسويق وتصبح جاهزة للبيع.
وتساهم مزارع الأسماك المنتشرة على امتداد مناطق اللواء الواسعة، في تشغيل الأيدي العاملة وتخفيف معدل البطالة المنتشرة في اللواء، وخصوصا بين صفوف الشباب والنساء اللواتي يعملن على تنظيف احشاء الاسماك، بحسب العديد من سكان اللواء إذ يشغل المشروع الواحد حوالي 10 عمال.
ومن جانبها أكدت مها علي، وهي تعمل في مزرعة أسماك في اللواء ان وجود مزارع الأسماك، في اللواء خلق فرص عمل جديد للعديد من الفتيات، واللواتي يقمن بتنظيف احشاء الأسماك، وتغليفها بطريقة مميزة، سيما وان الفتاة في الاغوار تعاني قلة فرص العمل.
ومن جانبه أكد متصرف اللواء راكان القاضي أهمية دعم تلك المشاريع، وخصوصا أن اللواء منطقة سياحية، مشيرا إلى وجود مئات مزارع الاسماك في لواء الغور الشمالي ومن بينها مزرعة المتقاعدين العسكريين، والتي تعمل على توريد الأسماك للمولات والمطاعم الكبرى، وتغطية احتياجات الأسواق.