الغد-إبراهيم المبيضين
وسط تطور لافت تشهده صناعة الروبوتات التي تحولت من مجرد آلات تؤدي مهام روتينية محددة إلى أخرى تقوم بمهام معقدة في كثير من القطاعات، يندفع شباب ورياديون لتنفيذ أفكار مبتكرة في إطار تكنولوجيا الاستشعار والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
هذه الأفكار يسعى الرياديون الأردنيون من خلالها لتطويع صناعة الروبوتات وأدواتها لخدمة المجتمع والقطاعات الاقتصادية، وسط آمال بالحصول على الدعم المطلوب لتحويل أفكارهم الى مشاريع اقتصادية منتجة.
ومن بين هؤلاء الطالبة الجامعية آلاء الرياحي، التي خرجت بفكرة مشروع "ARFL" الذي يقدم ببساطة حلولاً لردم حفر الشوارع.
وبينت الرياحي، المتخصصة في مجال هندسة الميكاترونكس، أن المشروع يقوم على "روبوت" يستفيد من تقنية الذكاء الاصطناعي ليعمل على تحليل الصور وتحديد موقع الحفرة، من ثم يخلط مواد موجودة داخله ويعبئها بالحفرة ثم يعمل على تسويتها على نفس مستوى الشارع، ثم ردمها، لافتة الى أن فكرة المشروع جاءت بعد تجربة شخصية لها عندما تعرضت قبل 6 سنوات لحادث "مميت" بسبب حفر الشوارع.
وتأمل الرياحي وفريق عملها أن يتحول المشروع إلى أول شركة أردنية لتصنيع الروبوتات لتخدم الطرقات إذا ما تمكنت من الحصول على التمويل المناسب.
ويأتي حديث الطالبة الرياحي، بعد أن حصد مشروعها المركز الأول في تحدي أورانج الصيفي 2024 الذي حمل عنوان "Tech4Impact" ونفذ بالشراكة مع نوكيا، وخدمات أمازون السحابية، وإرنست آند يونغ، وهو التحدي الذي ركز على تنمية المهارات الريادية للمشاركات والمشاركين للخروج بأفكار تعالج تحديات مجتمعية.
إلى ذلك، أشارت الرياحي إلى أن إنجاز المشروع جاء بتعاون نخبة من الطلاب المهندسين من مختلف الجامعات الأردنية وهم: رهف الحشيم، فارس خليفة، آلاء كناكرية، محمد كساب، محمد أبو عدس وعبد الرحمن عيسى.
وقالت إن تحدي أورنج الصيفي كان تجربة فريدة ساعدتها وفريقها على المستوى التقني والفني بالإضافة إلى الأعمال، وفي التعرف على نخبه من المهندسين الذين كانوا مصدر إلهام للفريق.
واستفاد المشاركون في التحدي العام الحالي ولأول مرة من المهارات والخبرات المتاحة في 4 من أبرز برامج أورنج المتمثلة في مدرسة البرمجة، مختبر التصنيع الرقمي، "بيج باي اورنج"، بالإضافة إلى ملتقى الابتكار.
وفي التحدي نفسه، فاز مشروع "SAVERBOT" بالمركز الثاني، وهو يقوم أيضا على الذكاء الاصطناعي والروبوت، ومتخصص في تقديم المساعدة لفرق الإنقاذ للعثور على ناجين أثناء الكوارث والأزمات.
وقالت صاحبة فكرة المشروع الطالبة الجامعية غدير أبو راشد، إنه عبارة عن روبوت رباعي الأرجل مصمم خصيصاً لمساعدة فرق الإنقاذ في حالات الكوارث، وهو يتميز بتقنيات حديثة، مثل الكاميرا الحرارية وكاميرا الرؤية الليلية، بالإضافة إلى مجموعة من المستشعرات المتطورة التي تساعده في البحث عن الناجين بكفاءة وسرعة عالية في البيئات الصعبة.
وأكدت أبو راشد، التي تدرس هندسة الميكاترونكس، أن فريق العمل أسهم في نجاح التنفيذ، وخصوصا أنهم من تخصصات متنوعة في الهندسة والتقنية، وهم خليل سمارة، عفاف الطرابيشي، منى سليم، أحمد رياض، زيد بكليزي، سيف الروسان وسيلينا السلايطة.
وأكدت طموح الفريق لتحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس للمساهمة في إنقاذ الأرواح خلال الكوارث الطبيعية والحوادث الطارئة، وتأسيس شركة، والعمل على تحسين قدرات الروبوت وإضافة ميزات متقدمة أخرى بناء على احتياجات فرق الإنقاذ.
ولكنها أكدت أن هذه الطموحات تحتاج إلى دعم وتمويل وفرص لإجراء اختبارات ميدانية للروبوت، بالتعاون مع فرق الإنقاذ لتحسين وتطوير المنتج.
وترى أبو راشد أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات يتطوران بشكل لافت ومتسارع، وهما من التقنيات التي ستشكل المستقبل لكل القطاعات مع ما توفره من أدوات لتحسين الكفاءة وتوفير الموارد بشكل كبير.
وفي سياق متصل، حصل مشروع "Phytobase Solutions"، الذي يقدم حلولاً للمزارعين للتعرف على المعلومات الخاصة بمحاصيلهم من خلال قياس درجة حرارة التربة والجو، على المركز الثالث في التحدي.
وأكد مؤسس المشروع الشاب صقر المرايحة، أن المشروع انطلق في العام 2021 ليطوع مفهوم إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وتطبيقات الهواتف الذكية والإنترنت، للمساعدة في تحسين أنظمة الري والتسميد خدمة للقطاع الزراعي.
وبين المرايحة، وهو مهندس زراعي، أن المشروع ومقره في الأغوار الشمالية هو عبارة عن "نظام تقني زراعي" يقوم على مفهوم "إنترنت الأشياء" و"الذكاء الاصطناعي"، لخدمة المزارع والقطاع بشكل عام كونه يحمل مزايا التوفير بنسبة تصل إلى 60 % في عمليات الري، و40 % من عمليات التسميد، ما يسهم في تقليل التكاليف التشغيلية وتحسين عمليات الإنتاج.
شركة أورنج الأردن كانت أكدت أن أفكار المشاريع التي قدمها المشاركون قدمت دليلاً واضحاً على كيفية توظيف الجانب الإنساني للتكنولوجيا وخدمة المجتمعات عن طريق تعزيز الابتكار، مشيرة إلى أن الفائز في المركز الأول من الأردن إلى المرحلة النهائية على مستوى أورنج الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويشار إلى أن نسخة العام الحالي من تحدي أورنج الصيفي وصلت إلى مستويات جديدة، حيث انطلق في 14 دولة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بمشاركة 382 شابة وشابا شكلوا 57 فريقاً انضموا إلى قافلة المؤثرين المجتمعيين في بلدانهم ومجتمعاتهم المحلية.