أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Jan-2021

ليس مطلوبًا «خرق الأوزون».. ولكن !!*عوني الداوود

 الدستور

لم نكن نتوقع من السادة النواب في مناقشاتهم للبيان الوزاري «خرق الأوزون»، ولا هذا هو المطلوب، وندرك تماما أنها المرة الاولى لنحو 100 نائب منهم التي يقفون فيها أمام الميكروفون وتحت قبة البرلمان لمناقشة بيان الحكومة، ولايصال رسائل لقواعدهم الانتخابية، ولاثبات حضور في هذا المجلس، وبما يشكّل نقطة انطلاق لماراثون نيابي من المفترض أن يمتد لنحو أربع سنوات،.. ندرك كل ذلك،..ولكن كنّا ولا زلنا نأمل بأن يشكّل كل هذا «العصف» - وهو لا يعدو أكثر من ذلك في كلمات كثيرين، أن يشكل ذلك نقطة انطلاق لتحويل الكلمات بما احتوته من : ( انتقادات - مطالبات - هجوم - تمنيات - أو حتى توصيات ) الى ترجمة عملية ذات مضمون يلمس المواطن عموما والناخب خصوصا نتائج تلك الكلمات. 
 
المواطن لم تعد تطربه كلمات الحكومة ولا كلمات النواب، بل ما يلمسه من الطرفين واقعا ينعكس ايجابيا على معيشته وتوظيف أبنائه وبناته وتعليمهم وصحتهم وغير ذلك. 
 
النواب في كلماتهم مرّوا مرور الكرام على كل شاردة وواردة، وسجّلوا مواقف عندها، بدءا من الصحة ومواجهة كورونا والخدمات الصحية والتأمين الصحي الشامل وغير ذلك، وملف التعليم وجاهيا وعن بعد، الأساسي والجامعي، المعلمين ونقابتهم، ومرورا بالملف الاقتصادي بكافة تفريعاته وتفاصيله وانعكاسات كورونا على الاوضاع الاقتصادية والآثار السلبية لحظر «الجمعة»، وسجّلوا ملاحظاتهم على قطاعات : الصناعة والتجارة والسياحة والنقل والطاقة والاستثمار... وتحدثوا تفصيلا في ملف الزراعة وسبل دعمها، وفي ملف العمل والبطالة وسبل التخفيف من حدتها... وتطرقوا مبكرا لمناقشة تفاصيل الموازنة العامة التي سيتم مناقشتها الاسبوع المقبل، وانتقدوا مبكرا ارتفاع عجز الموازنة وارتفاع المديونية، وطالبوا بتخفيف الضرائب على القطاعات المتضررة واعادة النظر بضريبة المبيعات والاستمرار بمحاربة التهرب الضريبي، ومكافحة الفساد. 
 
في التشريعات كان ملحوظا انتقاد كثير من النواب لقانون الانتخاب ومطالبة كثيرين اعادة النظر في القانون، اضافة لقانون الادارة المحلية وقانون الاحزاب وغيرها من التشريعات. 
 
وكان جميلا جدا بالنسبة لنا - كصحفيين - تلك الوقفة المقدرة من كثير من النواب الى جانب الصحف الورقية في محنتها والمطالبة بدعمها ومساندتها، بل وتشكيل لجنة لمتابعة سبل انقاذها والوقوف الى جانب الاعلام والاعلاميين عموما والمطالبة بمزيد من الحريات. 
 
كلمات السادة النواب - وهم يستكملون كلماتهم اليوم - مرّت على جميع الملفات، ولذلك فانني كمتابع أقترح واتطلع الى ما يلي :
 
1- تجميع وتلخيص كل ما ورد في تلك الكلمات بحسب الملفات ( على سبيل المثال : تجميع المقترحات المتعلقة بسبل انقاذ القطاع الزراعي - والافكار المقترحة لانقاذ القطاع السياحي.. وهكذا ). 
 
2- تحويل هذه الخلاصات والمقترحات الى اللجان البرلمانية المختصة ليصار الى متابعتها مع الحكومة والقطاع الخاص المعني بكل تلك الملفات. 
 
3- ترجمة كل ذلك الى توصيات وربما تشريعات وقرارات (يتم ادراجها في برنامج الحكومة المنتظر) حتى يلمسها المواطن. 
 
باختصار: المطلوب دائما وأبدا تحويل الخطابات «حكومية كانت أم برلمانية» الى واقع يلمسه المواطن الذي لم يعد يكفيه « النقد لمجرد النقد» بالنسبة للنائب لان دوره لا يجب ان ينتهي عند النقد فحسب، ولا الوعود الحكومية التي ملّ المواطن تسويف تنفيذها فزادت فجوة الثقة بينه وبين السلطتين التنفيذية والتشريعية. 
 
هيبة الحكومة وهيبة مجلس النواب تكبران بزيادة ثقة المواطن، وهذه تُكتسب بالانجازات على أرض الواقع وليس بمجرد كلام «حتى ولو خرق الأوزون» !!