أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Apr-2019

الحل السحري للبطالة*لما جمال العبسه

 الدستور-«البطالة» المشكلة العصية التي يواجهها الاقتصاد الاردني، ومتلازمتها الفقر، اساس ازمة المواطن الاردني وعصب رفضه لكل ما يُطرح كحلول للمشكلات الاقتصادية، اعلانات رسمية مدعومة بارقام مطلقة تفيد بحجم الوظائف المتوفرة والتي ستتوفر لتكون نواة الحل لهذه العقدة صعبة الفكاك، بالمقابل الارقام غير المعلنة تفيد ببقاء نسبة البطالة عند مستوياتها السابقة والتي تجاوزت 18 % ان لم ترتفع، كما ان هناك تسريبات رسمية تفيد بارتفاع نسبة الفقر والفقر المدقع، كما ان المؤسسات الدولية بدراستها المتعلقة بالدول تشير صراحة الى ان هناك ارتفاع في نسبة البطالة والفقر في الاردن.

لا شك ان الحكومة لديها النية الحقيقية في ايجاد الحلول المناسبة لحل هذه المشكلة المتفاقمة، لكن ما نراه على ارض الواقع لا يعكس ذلك ، فالاجراءات التي اتُخذت مسبقا ونتائجها التي بدأت في الظهور تُنبئ بغير ما هو مأمول، فلا زالت فرص العمل المستدامة غير متوفرة، ولازالت الشركات في حالة ترقب وانتظار لنتائج الاجراءات الحكومية على ادائها المالي، وقرارات التوسع في الاستثمار مجمدة، ذلك ان الكثير يرى بكلف الاستثمار في اي من القطاعات دون استثناء مرتفعة للغاية . 
على مدى عمل الحكومة الحالية والحكومتين السابقتين، لم تكن هناك استراتيجية واضحة للاداء الاقتصادي، كما لم يكن هناك نظرة مستقبلية لما ستؤول اليه الاجراءات السابقة، فلسنا خاطئين ان قلنا اننا الآن وصلنا الى حالة الركود الاقتصادي الذي يطال صاحب العمل والموظف، فلا قدرة لهذا ولا لذاك، كلاهما يريد ا ن يصل الى حد الكفاية فيحمد الله ويشكره على عدم الخسارة والسير بالاتجاه المعاكس.
الوضع الاقتصادي الراهن هو المؤشر الاكيد لاستمرار مستويات البطالة والفقر نسبيا عند حدودها السابقة، وان حلا سحريا لهذه المشكلة غير موجود، لكن استمرار التمسك في اجراءات مالية بغض النظر عن التبعات الاقتصادية ايضا دواء غير شاف  لما يمر به اقتصادنا، والاتكال على تصدير الكفاءات البشرية في الوقت الراهن ليس الحل الامثل، خاصة وان ما نعانيه يمر به غيرنا والبطالة نسبيا مرتفعة في الوطن العربي، وبذلك نخسر احد الحلول الممكنة، ونبقى نرواح مكاننا.
ان اعادة النظر في الاجراءات الحكومية غاية في الاهمية والتوجه نحو تشجيع الاقتصاد وادارة دفته نحو الاتجاه الصحيح هو الحل السحرية، فتخفيف الكلف على القطاع الخاص والتنازل عن بعض المكتسبات الحكومية المتآتية منه نقطة بداية لهذا التحول، فالشركات هي المنفذ للخطط الحكومية ومكملا لما تبدأه الحكومة من حلول.